عمليات التقييم الفردي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعد التقييم النفسي الفردي أحد أكثر مكونات ممارسة علم النفس الصناعي والتنظيمي انتشارًا، الغرض منه هو دعم اتخاذ القرار التنظيمي من خلال وضع تنبؤات فيما يتعلق بالنجاح للفرد والأداء أو التطور أو الملاءمة التنظيمية، يعتبر التقييم النفسي الفردي يمثل مزجًا بين الفن والعلم، أي أنه أمر صعب بشكل خاص لأنه يتطلب من أخصائي علم النفس المقيِّم تفسير ودمج مجموعة متنوعة من المعلومات حول الفرد وعمل تنبؤات حول سلوكه المستقبلي في بيئة تنظيمية فريدة.

عمليات التقييم الفردي في علم النفس

على الرغم من أن التقييم النفسي الفردي هو أحد أكثر الخدمات التي يقدمها الممارسين في علم النفس على نطاق واسع إلا أنه يأخذ خصائص فريدة إلى حد ما في مجال علم النفس الصناعي أو التنظيمي، حيث تحدث هذه الخصائص الفريدة لكل من قياسات التقييم للفرد والنتائج المتوقعة من تلك القياسات، من منظور القياس النفسي ينصب التركيز على تقييم المعرفة والمهارات والقدرات المعرفية والخصائص الشخصية التي تعتبر مهمة للعمل في بيئات متنوعة.

تختلف هذه القياسات عادةً عن تلك على سبيل المثال التي قد تكون ذات صلة بالصحة النفسية أو العقلية أو البيئات التعليمية، فيما يتعلق بالمخرجات غالبًا ما تهتم عمليات التقييم الفردي في البيئات الصناعية والتنظيمية باتخاذ قرار الاختيار، بما في ذلك التنبؤ بنجاح الوظيفة أو الأداء والسوابق لذلك، مثل التطوير الوظيفي أو ربما الملائمة التنظيمية، في ظروف أقل تم استخدام هذه العمليات أيضًا للتوجيه المهني والتنسيب الخارجي.

باختصار يمكن تعريف عمليات التقييم النفسي الفردي في علم النفس على أنه قياس مكون أو أكثر من مكونات تقييم المعرفة والمهارات والقدرات المعرفية والخصائص الشخصية للفرد لعمل استنتاجات حول السلوكيات والأداء اللاحق المتعلق بالمواقف.

عمليات التقييم الأخرى في التقييم الفردي في علم النفس

لغرض هذه المناقشة سيستبعد موضوع التقييم الفردي استراتيجيات القياس الأخرى التي تُستخدم بشكل متكرر للتنبؤ بأداء الفرد في المواقف المختلفة، مثل مقابلة ما قبل التوظيف أو اختبار المجموعة أو مراكز التقييم أو السلوك القيادي، علاوةً على ذلك تركز المناقشة على قياس الخصائص السلوكية والنفسية الطبيعية، على عكس السمات والسلوكيات غير الطبيعية التي يمكن أخذها في الاعتبار عند تقييم الأفراد للمواقف الحساسة للسلامة، ويركز التقييم النفسي المنطقي الفردي عادةً على التنبؤ بالأداء المستقبلي بدلاً من قياس الأداء السابق أو الحالي.

من المهم أيضًا التمييز بين التقييم الفردي وأشكال التقييم الأخرى التي تحدث في المنظمات، حيث أن اثنتان من العمليات الأكثر استخدامًا هما تقييم الأداء واستطلاعات الرأي متعددة الأطراف، وكلتا العمليتين عبارة عن تقنيات لقياس السلوكيات الملحوظة للأفراد في المواقف المختلفة، وغالبًا ما يكون هناك بنية كبيرة تقوم عليها التقييمات، على الرغم من أنه يمكن تصميم كل من التقييمات النفسية الفردية وعمليتي التقييم التنظيمي لقياس نفس التركيبات على سبيل المثال أبعاد الأداء والكفاءات.

يختلف منظور المقيم بالتالي هذا المنظور المستقل والفهم النفسي مدعومًا في كثير من الأحيان بقياسات من الأدوات النفسية هو الذي يميز التقييم الفردي ويوفر معلومات فريدة لدعم اتخاذ قرار الاختيار، علاوًة على ذلك غالبًا ما يتم إجراء التقييم الفردي لدعم قرارات الاختيار أثناء عملية التوظيف مثلاً عندما لا تتاح للمنظمة الفرصة لمراقبة الفرد في العمل.

تصميم وتنفيذ التقييم الفردي في علم النفس

يتبع التقييم الفردي المصمم والمنفذ بشكل صحيح النموذج التقليدي لاستخدام إجراءات الاختيار كما هو ممارس في مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي، حيث يبدأ التصميم بدراسة الموقف أو المنصب محل الاهتمام، حيث ينصب التركيز على الحصول على معلومات كافية حول المتطلبات الأساسية مثل الكفاءات والقدرات المعرفية، وكذلك السياق بحيث يمكن للمقيم تحديد القياسات على سبيل المثال تحديد الاختبارات والمحاكاة التي سيتم إجراؤها وكيفية المعلومات الناتجة سيتم دمجها لدعم عملية اتخاذ القرار الاختيار.

بمجرد إدارة بروتوكول التقييم وتسجيله وتفسيره يجب الإبلاغ عن النتائج، عندما تقوم عمليات التقييم الفردي في جماعات متنوعة فإنها ستتلقى بالطبع تقريرًا شفهيًا أو كتابيًا أو كليهما، والأمر الأكثر غموضًا والمثير للجدل في بعض الأحيان هو ما إذا كان المقيم سيحصل على التغذية الراجعة، فإذا كان الأمر كذلك فهل ستكون التعليقات شفهية أو مكتوبة أو كليهما، وتحت أي ظروف؟ من الناحية المثالية، إذا كانت هناك ردود فعل فيجب أن تحدث قريبًا نسبيًا بعد جمع بيانات التقييم، وفي بعض الظروف تحدث الملاحظات فورًا بعد عملية جمع البيانات الرسمية كاستنتاج للمقابلة النفسية.

كما ذكرنا سابقًا يعتمد تصميم بروتوكول التقييم الفردي على المتطلبات أو الكفاءات الأساسية للفرد أو المواقف الخاصة، سيختار عالم النفس المقيم الاختبارات ذات الصلة إن وجدت التي سيتم إجراؤها، وغالبًا ما تكون هذه الاختبارات المعرفية والشخصية، بالإضافة إلى ذلك يتم أحيانًا قياس الاهتمامات وغالبًا ما يتم استخدام أنواع مختلفة من المحاكاة مثل لعب الأدوار وتتضمن معظم التقييمات مقابلة مع أخصائي علم النفس المقيِّم.

غالبًا ما تكون المقابلة مركزة على السلوك الإنساني ولها استخدامات محتملة عديدة حيث يمكن أن تساهم في تفسير درجات الاختبار المختلفة، ويمكنه تقييم المتطلبات والكفاءات المهمة التي لا تقاس بمكونات التقييم الأخرى، ويمكنه تقديم معلومات أساسية حتى يتمكن المقيم من تعلم بعض الأشياء عن المقيم بخلاف مجموعة درجات الاختبار، ويمكن دمجها مع عملية التغذية الراجعة وعند الاقتضاء، والمساعدة في حل أي معلومات متضاربة قد تظهر أثناء عملية التقييم.

تفسير معلومات التقييم الفردي في علم النفس

بالنظر إلى نتائج مجموعة الاختبارات النفسية والمقابلة في عمليات التقييم الفردي في علم النفس يقوم علماء النفس الآن بإصدار سلسلة من الأحكام فيما يتعلق بالتوافق بين المقيِّم ومتطلبات الموقف والفرد والسياق، ومنها يعتقد البعض أن الملاءمة ذات طبيعة متعددة الأبعاد تتمثل في وضع الشخص أي فريق شخص منظمة شخص وبالنسبة للمهام الدولية وثقافة الفرد.

في جميع الظروف لا يتعلق تفسير معلومات التقييم وتكاملها بفحص واحد أو أكثر من الدرجات النهائية لتحديد من ينجح، بل هو عمل استنتاجات حول السلوك المستقبلي في بيئة الأدواء والإنجازات المطلوبة، علاوةً على ذلك يدرك الأخصائي النفسي أن البيانات التي تم جمعها عن المقيم ليست مثالية ولا تتمتع الأدوات بخصائص سيكومترية مثالية.

بصرف النظر عن المخاوف التي قد تثار بشأن جودة ودقة بيانات التقييم الفردي، يتأثر عالم النفس المقيم بأمور أخرى على سبيل المثال ما هو الغرض من التقييم الفردي لاتخاذ قرار الموقف الخاص؟ للنظر في التقييم للترقية مثلاً؟ أو ربما لإعطاء التوجيه والإرشاد؟ ومن المهم أيضًا معرفة ما إذا كان لدى عالم النفس بيانات معيارية مفيدة أو ذات صلة لكل مكون من مكونات التقييم أم لا على افتراض توافر البيانات المعيارية، ومتى وكيف يتم استخدامها، وكيف يحدد عالم النفس متى يجب اتباع التفسيرات المعيارية مقابل التفسيرات المعيارية.


شارك المقالة: