تعد الوساوس من أكثر الأمور التي تؤثر على حياة الأشخاص، بحيث تصبح عبئ ثقيل على من يصاب بها؛ فهي تعمل على قلب حياة الإنسان وتجعلها حياة لا تطاق، فالوساوس ليست كوابيس أو نوبات؛ بل هي ظواهر مرضية، تقوم بإصابة الإنسان وتسبّب له المتاعب النفسية والعصبية، فهي في معظمها أمراض مزمنة؛ أي أنّها ترافق المصاب بها لفترات طويلة تمتد لشهور أو أكثر من ذلك.
يعتبر الوسواس القهري مرض نفسيّ ليس عضوي؛ أي إنّه لا يشكل خطر كبير على حياة الإنسان، ذلك لأنّه من الممكن علاجه؛ حيث أنّه يحتاج إلى الصبر والإرادة من قبل المصاب، كما أنّه يحتاج إلى الحكمة من المعالج النفسي ، كما أنّه يحتاج لدعم الأهل والأصدقاء، عن طريق مساندتهم للمصاب وتفهمهم لحالته وكيفية التعامل معها.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالوساوس
- الاختلالات الخاصة بالمناعة الذاتية النفسية والعصبية، التي تصاحب العدوى البكتيريا الكروية السبحية عند الأطفال، تقوم هذه النظرية بتفسير إصابة الأطفال بالوسواس القهري بعد أن تعرّضوا لعدوى بكتيريا الكروية السبحيّة العقديّة.
- بعض العوامل الجينيّة، حيث أكدت العديد من الدراسات أنّ وجود هذا الاضطراب عند شخص واحد من أفراد العائلة، يزيد من خطر الإصابة به، كذلك إنّ اضطراب الوسواس القهري ينتشر بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن إلى الآن لم يتم تحديد جين واحد مسؤول عن هذا الاضطراب، لذلك قد لا تكون العوامل الجينية السبب الوحيد الذي عمل على تفسير انتشار هذا الاضطراب في الأسر، إنّما قد يكون هذا السلوك مكتسب ومتعلم بشكل أكبر من كونه موروث.
- الاضطرابات الكيميائية في جسم الإنسان الذي يدور حول الدور الأساسي لاضطراب هرمون السيروتونين عند الإصابة باضطراب الوسواس القهري، حيث يُعدّ الهرمون المسؤول عن الرسائل وإرسالها وتنظيم العمليات في الجسم، مثل النوم والذاكرة والقلق.
- إنّ تعرض الفرد لصدمات أو بعض أحداث الحياة الأليمة يعد من أحد العوامل البيئيّة التي تؤدي لحدوث اضطراب الوسواس القهري عند الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا الاضطراب.
- من الممكن أن يكون الاكتئاب عند بعض الأشخاص سبب في الإصابة بالوسواس القهري، لكنّ العديد من الخبراء يميلون إلى النظريّة التي تُفيد بأنّ الاكتئاب يعتبر من أحد الاضطرابات التي تحدث بسبب الإصابة بالوسواس القهري.