اقرأ في هذا المقال
- تعريف فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي
- خلفية وأهمية فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي
- الأدلة والتفسيرات البديلة لفرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي
- آثار فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي
تعريف فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي:
تنص فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي على أن مشاعر التعاطف مع شخص آخر تنتج دافعًا للإيثار لزيادة رفاهية ذلك الشخص، ففي فرضية التعاطف والإيثار يشير مصطلح التعاطف إلى مشاعر التعاطف والإحساس والحنان وما شابه، بينما يشير الإيثار إلى حالة تحفيزية يكون الهدف فيها زيادة رفاهية شخص آخر كغاية في حد ذاته.
أفعال الإيثار هي ما يُطلق عليه عادةً الأعمال الصالحة المتمثلة في السلوك الإيجابي، حيث لاحظ أن هذا التعريف للإيثار يختلف عن الاستخدام المعتاد للمصطلح، والذي يُعرَّف عادةً بأنه يعني فعل المساعدة الذي ينطوي على تكاليف شخصية كبيرة للمساعد، بشكل عام أنتجت فرضية التعاطف والإيثار قدرًا كبيرًا من الأبحاث التي تجيب على أسئلة مهمة حول سبب مساعدة الناس وفشلهم في المساعدة.
خلفية وأهمية فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي:
نشأت فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي من نقاش طويل الأمد في الفلسفة وعلم النفس حول ما إذا كان البشر يمتلكون القدرة على الإيثار، حيث أنه لقرون كان يُفترض أن كل السلوك الإنساني البشري بما في ذلك مساعدة الآخرين له دوافع أنانية.
منها يشير مصطلح الأنانية إلى حالة تحفيزية يكون الهدف فيها زيادة رفاهية الفرد كغاية في حد ذاته، وعلى الرغم من وجود القليل من الشك في أن الأنانية يمكن أن تكون حافزًا قويًا لمساعدة السلوك الإنساني من خلال المنافسة، فقد تساءل بعض الباحثين عما إذا كان كل السلوك البشري مدفوعًا بالمصلحة الذاتية.
على وجه التحديد اقترح البعض أن الناس قد يساعدون لأنهم يشعرون بالتعاطف مع رفاهية شخص آخر، مما قد يؤدي إلى الإيثار، وأولئك الذين جادلوا بأن التعاطف قد يكون مصدرًا للإيثار هم عالم الطبيعة تشارلز داروين والفلاسفة ديفيد هيوم وآدم سميث، بالإضافة إلى علماء النفس هربرت سبنسر وويليام ماكدوغال ومارتن هوفمان ودينيس كريبس، حيث صاغ عالم النفس الاجتماعي جيم دانيال باتسون فرضية التعاطف والإيثار كمراجعة وتوسيع للأفكار التي طورها هؤلاء الفلاسفة وعلماء النفس.
الأدلة والتفسيرات البديلة لفرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي:
تتنبأ فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي بأن أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف مع الشخص المحتاج سيكونون أكثر عرضة للمساعدة من أولئك الذين يشعرون بتعاطف أقل، وهذا التوقع مدعوم بشكل جيد من خلال البحث النفسي التجريبي.
ومع ذلك تم اقتراح عدد من التفسيرات الأنانية البديلة لشرح هذه النتائج، على سبيل المثال قد يشعر أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف بمزيد من الضيق، وبالتالي قد يكونون أكثر عرضة للمساعدة لأنهم يتمتعون بدوافع أنانية لتقليل ضائقتهم، والاحتمال الآخر هو أن أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف هم أكثر عرضة للمساعدة؛ لأنهم أكثر تحفيزًا لأنانيًا لتجنب الشعور بالسوء تجاه أنفسهم أو الظهور السيئ في أعين الآخرين إذا فشلوا في المساعدة.
بصورة مماثلة أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف قد يكونون أكثر عرضة للمساعدة لأنهم أكثر تحفيزًا من الناحية الأنانية للشعور بالرضا عن أنفسهم أو للظهور بشكل جيد في عيون الآخرين إذا ساعدوا، حيث يعتبر تحديد ما إذا كانت هذه التفسيرات الأنانية وغيرها يمكن أن تفسر ارتفاع معدلات المساعدة بين أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف قد ولّد الكثير من النقاش العلمي والبحث التجريبي.
مع استثناءات قليلة قدمت الأدلة من عشرات التجارب على مدار الثلاثين عامًا الماضية دعمًا لفرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي على جميع التفسيرات الأنانية المتاحة، وبالتالي للادعاء بأن البشر قادرون بالفعل على الإيثار، إن تحديد ما إذا كانت هذه التفسيرات الأنانية وغيرها يمكن أن تفسر ارتفاع معدلات المساعدة بين أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف قد ولّد الكثير من النقاش العلمي والبحث التجريبي.
آثار فرضية التعاطف والإيثار في علم النفس الاجتماعي:
بالإضافة إلى التحقيق في طبيعة الدافع المرتبط بالتعاطف، اكتشف الباحثين في علم النفس الاجتماعي الذين يدرسون فرضية التعاطف والإيثار عددًا من الظواهر الأخرى المثيرة للاهتمام وذات صلة بها، على سبيل المثال يميل أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف إلى الشعور بمزاج سلبي أكثر من أولئك الذين يشعرون بمستويات منخفضة من التعاطف عندما تفشل محاولتهم مساعدة الشخص الذي يشعر بالتعاطف تجاهه.
حيث تشير هذه النتائج إلى أن الشعور بمستويات عالية من التعاطف مع الآخرين قد يؤدي إلى نتائج سلبية لأولئك الذين يشعرون بالتعاطف عندما تكون أهداف الإيثار غير قابلة للتحقيق، وتظهر النتائج الأخرى أن أولئك الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف يميلون إلى التصرف بشكل غير عادل أو على استعداد للإضرار برفاهية المجموعة التي ينتمون إليها عندما يكون هذا السلوك الإنساني مفيدًا لشخص يشعر بالتعاطف معه، حيث توضح هذه النتائج أنه على الأقل في ظل ظروف معينة تحصل.
على الرغم من أن الإيثار قد يكون ضارًا في بعض الأحيان لأولئك الذين يشعرون بالتعاطف، إلا أنه يبدو أنه مفيد جدًا لأولئك الأفراد الذين نشعر بالتعاطف معهم، على سبيل المثال تظهر الأبحاث النفسية في المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي أن الأفراد الذين يشعرون بمستويات عالية من التعاطف سيتجنبون فعليًا مساعدة الشخص الذي يشعر بالتعاطف تجاهه على المدى القصير عندما يؤدي ذلك إلى تعزيز الرفاهية طويلة المدى لذلك الفرد.
تشير هذه النتائج إلى أن الأفراد ذوي الدوافع الإيثارية قد يكونون أكثر حساسية لاحتياجات أولئك الذين يشعرون بالتعاطف معهم مقارنة بالأفراد الذين ليس لديهم دوافع إيثارية للمساعدة، وأخيرًا يبدو أن قيادة الأفراد للشعور بالتعاطف مع أعضاء الجماعات الموصومة أو المحرومة لا ينتج فقط ميلًا لمساعدة أعضاء تلك المجموعات، بل يعزز أيضًا المواقف الإيجابية تجاه المجموعات ككل.
يقدم البحث النفسي المتاح دعمًا قويًا للادعاء بأن البشر قادرون بالفعل على الإيثار على الرغم من أن الإيثار يبدو مفيدًا للأفراد الذين يشعرون بالتعاطف معهم، إلا أنه قد يؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة للشخص الذي لديه دافع إيثاري في بعض الظروف، أيضًا قد يؤدي الإيثار إلى مساعدة المساعدين على الشخص الذي يشعر بالتعاطف معه على حساب الآخرين، على الرغم من أن الجدل حول الإيثار البشري قد لا يتم حله تمامًا في أي وقت قريب، فإن فرضية التعاطف والإيثار تقدم مع ذلك صورة مثيرة للاهتمام ومعقدة للدوافع الإنسانية تستحق الاهتمام العلمي المستمر.