فنيات العلاج الأسري الاستراتيجي
قام العالم هالي بتطوير العلاج الاستراتيجي انطلاقاً من إيمانه بتعديل وتصحيح المؤشرات المَرضية التي تظهر على العائلة، ويهتم بالمشكلة نفسها بدلاً من الاستبصار، إنَّ المهام التي تهدف إلى تقليل من المشاكل أو الأعراض المَرضية تعتبر حجر الأساس في نظرية العلاج الأسري الاستراتيجي، وتشجيع الأعضاء في العائلة على تحقيق مهام معينة أمر مهم وأساسي، ويكون دور المرشد الأسري هنا وضع خطط مناسبة لتصميم مهام ملائمة وناجحة لأفراد العائلة، وتشجيع الأعضاء على تحقيقها، وعليهم الاهتمام بإعادة الصياغة أو التسمية.
إنَّ الواجبات التي تقدم لأعضاء العائلة إما تكون بأسلوب مباشر، صريح، ومنسجم بشكل منطقي مع الأهداف الموضوعة للقضاء على المشاكل، حيث يطرح المرشدون الأسريون توجيهات أو تعليمات معينة، لكي تتصرف الأسرة بأسلوب مختلف عمّا هي عليه الآن، وهي بمثابة التفسير في العلاج التحليلي، أي أنَّه الأسلوب الأساسي.
من الممكن طرح الكثير من أنماط التوجيهات للعائلة، كالرسائل غير اللفظية: “وضعية الجسم، نغمة الصوت، نظرة العيون، السكوت، وغيرها من أنماط الاتصال غير اللفظية” ومقترحات مباشرة أو غير مباشرة مثل: “وكأنك لا تريد أن تغير شيء”، أو ربما تكون المهام على شكل واجبات بيتيه مثل: “عندما تريد أن تنام أجبر نفسك أن تبقى يقضاً”.
إنَّ هذه المهام تساعد الأفراد على التصرف بأساليب جديدة في حياتهم اليومية، بعيداً عن الجلسات الإرشادية، وتزودهم بخبرة شخصية أفضل من جهة، ومن جهة أخرى تمنح المرشدون الأسريون بمعلومات حول طبيعة استجابة الأفراد للتعليمات والتوجهات المطروحة، وما هي ردود أفعالهم تجاه التغيرات الحاصلة نتيجة هذه المهام.
أمَّا النوع الآخر من المهام يدعى “paradox” أي المتناقضات، يستخدم هذا النوع بشكل خاص مع العائلات التي تقاوم التغير، ولا تستجيب للتعليمات أو المهام المباشرة، وتتصدى لها بقوة، يطلب المرشدون الأسريون في مثل هذه المهام من الأسرة بالاستمرار بالسلوكيات والممارسات غير الصحيحة التي جاؤوا من أجلها بدلاً من التوقف عن القيام بها.
إنَّ السماح بأداء الأعراض المَرضية والسلوكيات الخاطئة قد تكون فعالة في تقليل المقاومة أو محوها، ويصبحون أكثر استجابة لأحداث التغيير المطلوب للتخلص من المعاناة، ولتحقيق أسرة صحية خالية من الأمراض.