قضايا واعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

لا تنطوي مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس على حالة عقلية إضافية، بل يجب فهمه على أنه سمة جوهرية للتجربة الحسية، وهو خاصية خارجية أو علائقية لتلك الحالات العقلية التي لديها خاصية ممنوحة للأفراد من الخارج من قبل بعض الحالات الأخرى.

قضايا مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

ترتبط مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس بمجموعة متنوعة من القضايا بما في ذلك عدم التناسق المعرفي والحصانة من الخطأ من خلال التعريف الخاطئ والإشارة الذاتية، حيث يبدو من الواضح أن كائنات الإدراك البصري يمكن الوصول إليها بشكل متبادل، بمعنى أنها يمكن أن تكون من حيث المبدأ أهدافًا لإدراك الآخرين.

ومع ذلك فإن التجربة الإدراكية للموضوع نفسه تُمنح بطريقة فريدة للموضوع نفسه في مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، على الرغم من أن شخصين يمكنهما إدراك كائن متطابق عدديًا، إلا أن لكل منهما تجربته الإدراكية المميزة الخاصة به، مثلما لا يمكنهم مشاركة آلام مع بعضهم البعض، ولا يمكنهم حرفياً مشاركة هذه التجارب الإدراكية وتجاربهم غير متكافئة معرفيًا.

إن وصول الموضوع المعرفي إلى تجربة الفرد الخاصة سواء كان ذلك تعاطفًا أو تجربة إدراكية هو في الأساس مسألة وعي ذاتي تعبر عن قضايا مقاربات الظواهر للوعي الذاتي، وفي حالة التأمل الاستبطاني تبدأ في فحص التجربة الإدراكية مما يعرفها على أنها تجربة الفرد الإدراكية فقط؛ لأنه كان مدركًا لها بشكل مسبق، حيث أن الوصول إلى الوعي الذاتي التأملي إلى تجربة ظاهرية يتم توجيهه من خلال وعي الظواهر.

من أهم قضايا مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس السهولة والبساطة التي يمكن تفسيرها بأنها التي ننسب بها التجارب ذاتيًا جزئيًا عن طريق الاستعانة بالوعي الذاتي قبل التأمل، ومن المهم التأكيد مع ذلك على أن الوعي الذاتي قبل التأمل هو فقط شرط ضروري وليس شرطًا كافيًا للنسب الذاتي الانعكاسي والمعرفة من منظور الشخص، ومن الواضح أن العديد من الأفراد التي تمتلك وعيًا ذاتيًا قبل الانعكاس تفتقر إلى الموارد المعرفية اللازمة للنسب الذاتي الانعكاسي.

عندما يمتلك الفرد إدراك معين أو فكرة تحدث يتم تقديم التجربة المعنية على الفور وبدون تمييز، وليس مضطرًا إلى الحكم لبعض المعايير من أجل تحديدها على أنها خاصة ولا توجد تجارب حرة، حيث أن الشكوى من إدخال الفكر على سبيل المثال تقر بالضرورة بأن الأفكار هنا هي أفكار تنتمي إلى تجربة الموضوع، حتى لو كانت وكالة مثل هذه الأفكار تُنسب إلى الآخرين.

بعض علماء النفس الذين يميلون إلى اعتبار الوعي الذاتي مرتبطًا جوهريًا بمسألة المرجع الذاتي قد يجادلون بأن مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس يعتمد على مفهوم الشخص لهذه الظواهر، حيث يبلغ المرء وعيه الذاتي فقط عندما يستطيع أن يتصور نفسه على أنه لديه القدرة اللغوية على استخدام ضمير المتكلم للإشارة إلى نفسه.

وفقًا لوجهة النظر هذه فإن الوعي بالذات هو شيء ينشأ في سياق عملية تنموية، ويعتمد على اكتساب المفاهيم واللغة، ومنها تعتبر اللغة المفاهيمية من أهم قضايا مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، وفقًا لذلك ينكر بعض علماء النفس وغيرهم من الفلاسفة أن الأطفال الصغار قادرين على الوعي الذاتي الذي يشير إلى أن هناك نوعًا من الوعي بالذات موجودًا بالفعل منذ الولادة.

اعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس

إن فكرة مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس هي الفكرة الأكثر قبولًا اليوم مما كانت عليه قبل 20 عامًا وأصبحت جزءًا من المرجع القياسي في فلسفة العقل أيضًا، حيث لم يكن من المستغرب أن تؤدي شعبية الفكرة المتزايدة إلى قدر متزايد من النقد، ومنها ركز أحد خطوط الهجوم والاعتراض على ما يمكن تسميته بمسألة مقاربات الظواهر العالمية للوعي الذاتي.

تتمثل اعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس في التساؤل حول هل حقًا أن جميع الحالات الذهنية الواعية تتضمن وعيًا ذاتيًا ما قبل التأمل وشعورًا بالملكية؟ هل الارتباط يحمل بالضرورة أنه يميز جميع التجارب الحسية، مهما كانت بدائية أو مضطربة، أو ربما يكون على سبيل المثال شيئًا لا ينطبق إلا على مجموعة محدودة من التجارب مثل التجارب العادية أو التجارب البالغة؟

وللإجابة تعتمد مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس إلى حد كبير على مدى قوة تفسير المرء لهذه المفاهيم، إذا تم تفسير الوعي الذاتي قبل الانعكاس للتجربة ببساطة على أنه وعي غير استنتاجي للتجربة التي يمتلكها المرء بدلاً من إدراكه لبعض الأشياء الذاتية.

وإذا تم تفسير الشعور بالذات والشعور بالملكية على أنه لا ينطوي على الوعي بالعلاقة التملكية بين الذات والتجربة، ولكن بالأحرى كإعطاء منظوري متميز أو حضور شخصي أول للتجربة، فمن غير الواضح على الإطلاق أن هناك استثناءات يمكن العثور عليها.

زعم بعض النقاد لمقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس أن الشعور بالملكية هو نتيجة ثانوية للعمليات الانعكاسية أو الاستبطانية لعمليات الوعي، إنهم يصرون على أنه لا يوجد شيء مثل الإحساس قبل الانعكاس بالملكية وهو شيء يعبر عن التدفق المتغير للفكر والإدراك والإرادة والعاطفة والذاكرة والإحساس الجسدي وما إلى ذلك.

ولكن كما يجب أن يكون واضحًا بالفعل لا يدعي علماء الظواهر من علماء النفس أن مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس أو الشعور بالملكية هو تجربة أكثر من شيء إضافي يتم إضافته كتجربة ثانية، بدلاً من ذلك فإن الادعاء هو أنها سمة متأصلة في التجربة نفسها، في هذا الصدد يعتبر الاعتراض صغير بالقدر الذي يريده النقاد، إنهم يصرون على أنه لا يوجد شيء مثل الإحساس بالملكية.

دور ديفيد هيوم في قضايا واعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي

أن يكون الفرد مدركًا للذات لا يعني أن يلتقط ذاتًا خالصة أو كائنًا ذاتيًا موجودًا بشكل منفصل عن تيار التجربة، بل يعني أن يكون المرء واعيًا بتجربة الفرد في أسلوبه الجوهري من منظور الشخص، وذلك عندما يعلن العالم ديفيد هيوم رأيه عن الطبيعة البشرية، أنه لا يستطيع العثور على الذات عندما يبحث عن تجاربه، ولكنه لا يجد سوى تصورات أو مشاعر معينة.

يمكن القول أن العالم ديفيد هيوم يغفل شيئًا ما في تحليله لأهم قضايا واعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس، أي العطاء المحدد لتجاربه الخاصة حيث أنه كان ينظر فقط بين التجارب، ويبدو أنه أدركها على أنها تخصه ولم يكن بإمكانه فعل ذلك إلا على أساس ذلك الوعي الذاتي الفوري الذي بدا أنه فقده.

في النهاية نجد أن:

1- قضايا واعتراضات مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس تتمثل في العديد من المواضيع التي ناقشها علماء النفس لمفهوم الوعي بالذات ومنهم من وافق عليها ومنها من اعترض.

2- من أهم قضايا مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس تتمثل في العلميات الإدراكية والتجارب الحسية وعدم التناسق المعرفي والحصانة من الخطأ من خلال التعريف الخاطئ والإشارة الذاتية.

3- تعتمد مقاربات الظواهر للوعي الذاتي في علم النفس إلى حد كبير على مدى قوة تفسير المرء لهذه المفاهيم، إذا تم تفسير الوعي الذاتي قبل الانعكاس للتجربة ببساطة على أنه وعي غير استنتاجي للتجربة.