كيفية تثبيت المعلومات في الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الذاكرة مصطلح واحد يعكس عددًا من القدرات المختلفة مثل الاحتفاظ بالمعلومات لفترة وجيزة أثناء العمل بها التي تتمثل بالذاكرة العاملة، وتذكر حلقات من حياة المرء التي تتمثل بالذاكرة العرضية، ومعرفتنا العامة بحقائق العالم التي تتمثل بالذاكرة الدلالية، وتمر بمجموعة من الإجراءات ويمكن أن يحدث الفشل في أي مرحلة، مما يؤدي إلى النسيان أو امتلاك ذكريات خاطئة.

سايمون راينهارد في تثبيت المعلومات في الذاكرة في علم النفس

في عام 2013 جلس سايمون راينهارد أمام 60 شخصًا في غرفة في جامعة واشنطن، حيث حفظ سلسلة طويلة بشكل متزايد من الأرقام، في الجولة الأولى أنشأ الكمبيوتر 10 أرقام عشوائية تتمثل في 6 1 9 4 8 5 6 3 7 1 على الشاشة لمدة 10 ثوانٍ، وبعد اختفاء السلسلة كتبها سايمون في جهاز الكمبيوتر الخاص به، هنا كانت ذكرياته مثالية، وفي المرحلة التالية ظهر 20 رقمًا على الشاشة لمدة 20 ثانية، مرة أخرى قام سيمون بتصحيحها جميعًا.

لا أحد من الجمهور ومعظمهم من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا وطلاب المرحلة الجامعية الأولى يمكن أن يتذكر الأرقام العشرين بشكل مثالي، ثم أتى 30 رقمًا تمت دراستها لمدة 30 ثانية، مرة أخرى سايمون لم يخطئ حتى رقم واحد، وفي تجربة نهائية ظهر 50 رقمًا على الشاشة لمدة 50 ثانية، ومرة ​​أخرى فهمها سيمون بشكل صحيح، في الواقع كان سيمون سعيدًا بالاستمرار.

في بعض النواحي تشبه الذاكرة أدراج الملفات حيث تقوم بتخزين وتثبيت المعلومات الذهنية، والذاكرة هي أيضًا سلسلة من العمليات تتمثل في كيف يتم حفظ هذه المعلومات في البداية وكيف يتم استرجاعها عند الحاجة؟

عندما يشهد معظمنا أداءً مشابهًا لأداء سيمون راينهارد فإننا نفكر في أحد أمرين ربما يغش بطريقة ما أو يجب أن يتمتع سيمون بقدرات معرفية أكثر تقدمًا من بقية البشر، بعد كل شيء أثبت علماء النفس منذ سنوات عديدة أن نطاق الذاكرة الطبيعية للبالغين يبلغ حوالي 7 أرقام، مع قدرة البعض منا على تذكر القليل والبعض الآخر أقل قليلاً؛ لهذا السبب اقتصرت أرقام الهواتف الأولى على 7 أرقام.

قرر علماء النفس حدوث العديد من الأخطاء عندما تم زيادة الرقم إلى 8 أرقام، لكن في الاختبار العادي لا أحد يحصل على 50 رقمًا صحيحًا على التوالي، بدلاً من ذلك علم سيمون نفسه استراتيجيات بسيطة للتذكر زادت بشكل كبير من قدرته على تذكر أي نوع من المواد تقريبًا تتمثل في تثبيت المعلومات في الذاكرة مثل الأرقام والكلمات والوجوه والأسماء والشعر والتواريخ التاريخية وما إلى ذلك.

قبل اثني عشر عامًا قبل أن يبدأ سايمون تدريب قدرات ذاكرته، كان لديه مسافة من 7 أرقام تمامًا مثل معظمنا، كان سايمون يدرب قدراته منذ حوالي 10 سنوات حتى كتابة هذه السطور، وقد ارتقى ليكون من بين أفضل اثنين من رياضيين الذاكرة، ففي عام 2012، حصل على المركز الثاني في بطولة العالم للذاكرة المكونة من 11 مهمة التي أقيمت في لندن، وهو حاليًا يحتل المرتبة الثانية في العالم بعد منافس ألماني آخر هو جوهانس مالو.

كيفية تثبيت المعلومات في الذاكرة في علم النفس

ميز علماء النفس بين ثلاث إجراءات ضرورية في كيفية تثبيت المعلومات في الذاكرة في علم النفس تتمثل في الترميز والتخزين والاسترجاع، حيث يُعرَّف الترميز بأنه التعلم الأولي للمعلومات، ويشير التخزين إلى صيانة وحماية المعلومات الموجود للفرد بمرور الوقت، والاسترجاع هو القدرة على الوصول إلى المعلومات في الوقت المناسب لها.

تعتمد جميع الإجراءات الثلاث على بعضها البعض في تثبيت المعلومات في الذاكرة في علم النفس، حيث أنها تحدد كيفية ترميز المعلومات وكيفية تخزينها والإشارات التي ستكون فعالة عندما نحاول استرجاعها، وأيضًا فإن فعل الاسترجاع نفسه يغير أيضًا الطريقة التي يتم بها تذكر المعلومات لاحقًا، وعادة ما يساعد في استرجاع المعلومات المسترجعة لاحقًا، والنقطة المركزية في الوقت الحالي هي أن هذه الإجراءات الثلاث تؤثر على بعضها البعض، وهي مرتبطة ببعضها البعض ارتباطًا وثيقًا.

1- التشفير

يشير التشفير إلى التجربة الأولية لإدراك المعلومات وتعلمها، فغالبًا ما يدرس علماء النفس تثبيت المعلومات في الذاكرة من خلال جعل المشاركين يدرسون قائمة بالصور أو الكلمات، والتشفير في هذه المواقف واضح ومباشر، ومع ذلك فإن التشفير الحقيقي يمثل تحديًا أكبر بكثير.

تعتبر البيئات الجسدية والعقلية غنية جدًا بالنسبة لفرد لتشفير كل الأحداث من حوله أو الأفكار الداخلية التي لديه استجابة لها، لذا فإن أول مبدأ مهم للتشفير هو أنه انتقائي فنحن نحضر بعض الأحداث في بيئتنا ونتجاهل الأخرى، ويعتبر التشفير أنه غزير الإنتاج، فنحن دائمًا نشفر أحداث حياتنا ونحضر إلى العالم ونحاول فهمها، عادة لا يمثل هذا مشكلة؛ لأن أيامنا مليئة بالأحداث الروتينية، لذلك لا نحتاج إلى الاهتمام بكل شيء.

بالإضافة إلى ذلك عندما تكون الذكريات الحية مشوبة بمحتوى عاطفي قوي، غالبًا ما يبدو أنها تترك بصمة دائمة علينا، فغالبًا ما تخلق المآسي العامة مثل حوادث السير ذكريات حية في أولئك الذين شهدوها، ولكن حتى أولئك منا الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في مثل هذه الأحداث قد يكون لديهم ذكريات حية عنهم، بما في ذلك ذكريات أول مرة سمعوا عنها أو شاهدوها.

درس علماء النفس العديد من استراتيجيات إعادة التشفير التي يمكن استخدامها أثناء تثبيت المعلومات في الذاكرة، حيث تشير الأبحاث النفسية إلى أنه أثناء دراستنا يجب أن نفكر في معنى الأحداث، ويجب أن نحاول ربط الأحداث الجديدة بالمعلومات التي نعرفها بالفعل، يساعدنا هذا في تكوين ارتباطات يمكننا استخدامها لاسترداد المعلومات لاحقًا.

2- التخزين

تعتبر آثار الذاكرة ليست تسجيلات محفوظة بشكل كامل للتجارب الماضية، حيث يتم الجمع بين الآثار والمعرفة الحالية لإعادة بناء ما نعتقد أنه حدث في الماضي، فكل تجربة لدينا تغير أدمغتنا وقد يبدو هذا ادعاءً جريئًا وحتى غريبًا في البداية لكنه صحيح، حيث أننا نقوم بتشفير كل تجربة من تجاربنا داخل هياكل الجهاز العصبي، مما يترك انطباعات جديدة في العملية وكل من هذه الانطباعات تتضمن تغييرات في الدماغ.

يقول علماء النفس وعلماء الأحياء العصبية أن التجارب تترك آثارًا للذاكرة، مما يجب تخزين الذكريات في مكان ما في الدماغ، ومن أجل القيام بذلك يغير الدماغ نفسه وأنسجته العصبية كيميائياً، تمامًا مثلما قد يكتب الفرد لنفسه ملاحظة لتذكيره بشيء ما فإن الدماغ يكتب أثرًا للذاكرة، ويغير تركيبته الجسدية للقيام بذلك، والفكرة الأساسية هي أن الأحداث تخلق من خلال عملية التوحيد التغييرات العصبية التي تحدث بعد التعلم لإنشاء أثر الذاكرة للتجربة.

3- الاسترجاع

تعتبر العملية الرئيسية في تثبيت المعلومات في الذاكرة هي الاسترجاع، بحيث إذا تم تشفير المعلومات وتخزينها ولكن لا يمكن استرجاعها، فسيكون ذلك عديم الفائدة، فنحن نقوم بترميز وتخزين آلاف الأحداث من المحادثات والمشاهد والأصوات كل يوم، مما يؤدي إلى إنشاء آثار للذاكرة، ومع ذلك فإننا نصل لاحقًا إلى جزء ضئيل فقط مما أخذناه، ولن يتم استخدام معظم ذاكرتنا أبدًا بمعنى العودة إلى الذهن بوعي.


شارك المقالة: