يعتبر علماء النفس مفهوم التربية النفسية من المفاهيم المهمة في جمع المعلومات وتوفيرها بالشكل الشامل، حيث أنها تعتبر من المصادر التي تؤدي لوضع الفروقات في حياة الأفراد والأسرة والجماعات والمجتمعات، وذلك من حيث التعرف على كيفية التفاعل والتعامل مع المجموعات ومن خلال تعرف الفرد على دوره كعضو مميز في المجتمع.
كيفية عمل التربية النفسية في علم النفس
تتمثل كيفية عمل التربية النفسية في علم النفس من خلال ما يلي:
دور المعالج في التربية النفسية
يختلف دور المعالج والعلاقة بين المعالج والعميل في التربية النفسية عن تلك الموجودة في الأشكال التقليدية للإرشاد النفسي في علم النفس، في التربية النفسية يقوم المعالج بدور الميسر والمعلم، في حين أن الاستشارة والعلاج النفسي غالبًا ما يركزان على علاج مشكلة ما، فإن التربية النفسية غالبًا ما تولي اهتمامًا مساويًا أو أكبر للوقاية من المشكلات وتنمية نقاط القوة، والمعالج مسؤول إلى حد كبير عن تحديد أهداف وأنشطة التربية النفسية وتصميم التدخل وفقًا للاحتياجات والدوافع الإنسانية ونقاط القوة والضعف النسبية لكل عميل.
التنسيق والمدة في التربية النفسية
في العلاج النفسي الفردي أو العائلي يقوم المعالج والعميل بتطوير أنشطة خاصة بالعميل، حيث يستخدم مفهوم التربية النفسية نموذج ثابت لكن مرن، حيث يبدأ العلاج بالتركيز على موضوع معين على سبيل المثال تحسين إدارة الأسرة والطفل لاضطرابات المزاج أو تحسين نجاح الموظف في حالة العمل، ومحتوى الجلسة مُرتَّب مسبقًا، وعادةً ما يتم مشاركة مخطط الدورة التدريبية مع العميل في الجلسة الأولى، ومع ذلك يمكن دمج الموضوعات الجديدة التي يقدمها العميل في محتوى الجلسة المعدة.
يمكن تقديم محتوى الجلسة شفهيًا من خلال المناقشة والعرض، من خلال لعب الأدوار عن طريق الفيديو أو من خلال المدعوين أو المحاضرين المدعوين، فعادة ما يتم توفير المعلومات في أكثر من وسيلة، على سبيل المثال إذا كان المعالج يصف المعلومات شفهياً ويعالجها مع العميل، فيمكن أيضًا توفير مواد مكتوبة توضح بالتفصيل الموضوعات والمعلومات أو تلخصها.
يوفر هذا التعرض من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب، مما يعزز احتمال قيام العميل بدمج المعلومات واسترجاعها، حيث تتيح ممارسة التقنيات الجديدة عبر لعب الأدوار للمعالج أن يعالج مع العميل أي عقبات متوقعة أمام إكمال مشروع ما بين الجلسات، ومراجعة المشروع في الدورة القادمة أمر بالغ الأهمية.
عادة ما يتم تحديد مدة الجلسة ومدة العلاج في بداية العلاج، على سبيل المثال قد يحضر طالب جامعي يرغب في تحسين مهارات الدراسة جلسة واحدة مدتها ساعتان، في المقابل قد يحضر الموظف خمس جلسات مدتها ساعة واحدة حول إدارة التوتر في مكان العمل، حيث تسمح بعض العلاجات النفسية التربوية باستخدام جلسة مرنة واحدة أو أكثر حسب الحاجة لمعالجة مخاوف محددة للعميل.
إعدادات المجموعة في التربية النفسية
يمكن تقديم التربية النفسية في إعدادات فردية أو جماعية مع تعديل طفيف للمواد، والأهم من ذلك يجب أن تكون المواد مناسبة من الناحية التنموية، ويجب أن تكون الموضوعات ذات صلة، ويجب أن تكون مدة الجلسة كافية لعدد المشاركين، حيث يمكن تقديم المعلومات الأساسية في وقت واحد للأفراد الذين يختلفون في فهمهم وخبرتهم للموضوع، ويحاكي هذا النهج منطقة التطور القريبة الخاصة، حيث يتم تسهيل قدرة العميل على استخدام المعلومات المقدمة من خلال تجارب العميل السابقة ومهارات حل المشكلات، تحت التوجيه المناسب من معالج مختص أو أقران قادرين.
في إعداد المجموعة يمكن تقديم المعلومات لجميع العملاء في وقت واحد، حيث يمكن للمعالج بعد ذلك أن يصمم بشكل فردي كمية المعلومات الإضافية المطلوبة لكل عميل، عند إجراء التربية النفسية في شكل جماعي، يجب أن يكون المعالج على دراية بعملية التدخل الجماعي بالإضافة إلى مخاوف كل عميل التي قد تؤثر على عملية المجموعة.
أهداف العلاج في التربية النفسية
أهداف العلاج في التربية النفسية مثل العلاج نفسه محددة مسبقًا، حيث يمكن أن تكون الأهداف عامة أو محددة، على سبيل المثال قد يكون الهدف العام هو تحسين الأداء العام للأسرة من خلال معالجة أسلوب التفاعل والتواصل، قد يكون الهدف المحدد هو تقليل تكرار حدث العمل السلبي، في تنسيقات المجموعة قد يكون الهدف العام مشابهًا لكل عميل ولكن الأهداف المحددة خاصة.
اهتمامات ثقافية في التربية النفسية
يدرك المعالجين المَهرة من الناحية الثقافية الاهتمامات الثقافية المحددة التي قد تؤثر على رغبة العملاء في البحث عن خدمات نفسية تربوية، ومستوى مشاركتهم، والذين قد يرغبون في إحضارهم إلى الجلسات كجزء من أسرهم، بالإضافة إلى ذلك فإن المعالجين على دراية بالقضايا ذات الصلة بمختلف المجموعات الثقافية والعرقية، على الرغم من أنه لا يمكن معالجة هذا الموضوع بشكل كامل هنا، إلا أن بعض الأمثلة على المشكلات التي يجب مراعاتها موصوفة أدناه.
عند تقديم التربية النفسية لبعض الثقافات من المهم إدراك أهمية المعالجين وقادة المجتمع وبالتالي يمكن إحضارهم إلى الجلسات أو قد يساعدون في مساعدة العميل في التدخل، وقد يفضل هؤلاء الأفراد اتباع نهج منطقي ومنظم للعلاج، على عكس النهج المرن الذي يركز على القضايا العاطفية، وبالتالي قد يكون مفهوم التربية النفسية بتركيزه على بناء المهارات وحل المشكلات هو العلاج المفضل.
ينظر بعض الثقافات إلى الأسرة من منظور أوسع من وجهة نظر غيرهم الثقافات الثانية، لذلك عند دعوة أفراد الأسرة لحضور الجلسات قد يكون من المناسب تضمين العمات أو الأعمام أو الأجداد في الدعوة، وبالمثل قد تضم بعض العائلات الأقارب الممتدة وغير الدم كجزء من نظام الأسرة المباشرة.
مراحل التربية النفسية في علم النفس
معظم نماذج التربية النفسية لها سمات وتقنيات مشتركة، تبدأ البرامج عادةً بتقييم شامل لاحتياجات العميل ونقاط القوة والضعف، حيث يسمح هذا للمعالج بتشكيل تحالف تعاوني مع العميل مع اكتساب فهم قيم لكيفية تصميم التدخل بشكل أفضل بما يناسب العميل، ومنها يسمح البناء على نقاط قوة العميل بالتركيز على الحاضر، ويتم أيضًا دمج الخبرات السابقة للعميل في العلاج لتحديد مجالات التحسين.
تتضمن المرحلة التالية في التربية النفسية عادة مكونًا تعليميًا يمكن أن يكون هذا منظمًا إلى حد ما على سبيل المثال محاضرة في الفصل الدراسي أو أكثر رسمية على سبيل المثال مناقشة جماعية؛ نظرًا لأن نقل المعلومات هو وظيفة أساسية، فإن هذه المرحلة غالبًا ما تكون نسبة كبيرة من التدخل النفسي التربوي، بالإضافة إلى ذلك يتم دمجها في كثير من الأحيان مع خطوات أخرى في البرنامج، بدلاً من تقديم المعلومات التعليمية في وحدة واحدة قائمة بذاتها.