الأفكار والمخاوف غير المنطقية
يعرّف الوسواس القهريّ بأنّه مجموعة من الأفكار والمخاوف غير المنطقيّة، التي تسمّى بالهواجس (Obsessions)، التي تقوم بدفع المصابين إلى أن يقوموا بمجموعة من السلوكيات المتكررة، كما أنّهم لا يكونون قادرين على السيطرة عليها، لذلك تسمّى بالسلوكيات القهرية، تتميّز هذه الهواجس والسلوكيات القهرية بأنّها تؤثر على حياة المصاب من ناحية قدرته على ممارسة الأنشطة اليومية وتسبّب له الانزعاج الشديد.
قد يكون لدى المصاب مخاوف من التلوث بالجراثيم، تدفعه بشكل قهري لغسل اليدين بصورة متكرّرة بحيث يحدث تشقق في يديه من كثرة الغسول، بالرغم من أن المصاب يحاول أن يتجاهل أو يوفق تلك الهواجس، إلا أنّه لا يستطيع إيقافها بدون علاج، فمحاولة إيقافها غالباً ما يزيد من شعوره بالضيق والقلق، ممّا يدفعه ذلك للقيام بسلوكيات قهرية لمحاولة تخفيف التوتر.
طرق التخلص من الوسواس القهري
- عدم التهرّب من المخاوف: إذ إنّ محاولة الابتعاد عن الأفكار أو المواقف التي تحدث مخاوف عند المصاب، تؤدي إلى تعميق الخوف من الهواجس ويزيد منها بدلاً من التخلّص منها، لذلك يُنصح المصاب بأن يعرّض نفسه للمحفزات التي تثير مخاوفه، كذلك أن يحاول مقاومة الرغبة في القيام بالطقوس القهرية التي يمارسها عندما يتعرّض للمحفزات، فعند تكرار هذه العملية يلاحظ المصاب انخفاض مستويات القلق في كل مرة يتعرض فيها لنفس المحفزات.
- تحديد محفزات الوسواس: غالباً ما يساهم تحديد المحفزات التي ترتبط بالوساوس، مثل أن ينتبه المصاب عندما يقفل الأبواب؛ حتى يمنع الشك بأنه أقفلها أو لا.
- كتابة أفكار ومحفزات الوسواس: يجب أن يقوم المصاب بتدوين الأفكار التي عقله أثناء فترة المعاناة من الحالة، كذلك أن يستمر بتدوين الأفكار حتى لو تكررت، حيث أنّ كتابة نفس العبارات بشكل متكرر يساعد على فقدان قوة تلك العبارة، هذا الأمر بدوره يساهم في التخلّص من مرض الوسواس الذي يتعلّق بهذه الأفكار.
- عمل تسجيل صوتيّ حول أفكار الوسواس: من الممكن أن يقوم الشخص الذي يعاني من مرض الوسواس، بتسجيل مقاطع صوتية يتحدث فيها عن الأفكار التي تدور في ذهنه أثناء الحالة، يمكن أن يتحدث عن نوع واحد من الوساوس في كل تسجيل، ثمّ يقوم بسماع التسجيل الصوتيّ وتكراره أكثر من مرّة لعدّة أيام متواصلة؛ حتى يشعر بأنّ الخوف قد اختفى من هذا النوع من الوسواس، يجب أن يقوم بإعادة نفس الطريقة لكل نوع من المخاوف التي يشعر بها.