بدأ العالم في العقد الأخير يتعرّف بشكل واسع على مجموعة كبيرة من اضطرابات الأكل التي تظهر عند مختلف الفئات، فقد ساعد اكتشاف هذه الظواهر على رفع مستوى الوعي بين الأشخاص لمواجهة اضطرابات الأكل، فلم يعد التعامل معها على أنّها مرض يصيب النساء فقط، بل أصبح من المعروف اليوم أنّ اضطرابات الأكل تعد من أحد أصعب الأمراض التي يواجهها المختصون في مجال الصحة النفسية.
أنواع اضطرابات الأكل
- فقدان الشهية: هو نوع من أنواع اضطرابات الأكل، الذي يتجلى برغبة المرضى في تجويع أجسامهم، فالشخص المصاب بفقدان الشهية يخاف كثيراً من السمنة، كما أنّه يؤمن في أغلب الأحيان أنّه سمين، بالرغم من أنّه يصل إلى حالة من نقص الوزن بسبب فقدان الشهية، بل إنّه قد يكون معرض لخطر الموت بسببه.
- الشره المرضي: يتضمن هذا الاضطراب نوبات من الشره في الأكل، يأتي بعدها قيء وإسهال، غالباً ما يتناول الشخص المصاب بالشره المرضي كمية كبيرة من الطعام، لكنّه يتعمد بعد أن يتناول الوجبة مباشرة، بتفريغ أمعائه من كل شيء أكله، لذلك فهو يقوم بالتقيؤ أو أنّه قد يقوم بتناول المسهلات أو أنّه قد يصوم.
- اضطراب الأكل القهري: يمتاز هذا الاضطراب بأنّ المريض لا يكون قادر على إيقاف نفسه عن تناول الطعام، حيث يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير، كما يبدو أنّ الشخص المصابين باضطراب الأكل القهري يلجأ إليه كمحاولة لمواجهة ضغوطه النفسية والتوتر والمخاوف، وأمور أخرى تكون تحت تعريف العواطف والمشاعر.
كيف نتعامل مع فقدان أو فرط الشهية
تقوم اضطرابات الأكل بتعريض جسم الأشخاص المصابين للخطر من جانبين، فالجانب الأول هو الجانب الصحي وهوما يكون بالإمكان ملاحظته أثناء الاضطراب نفسه، حيث يسبب الأكل القهري ضرر للقلب، للكبد ولأجهزة الجسم الأخرى، أمّا الجانب الثاني فهو الجانب النفسي، هو ما يكون بالإمكان ملاحظته عند محاولة التعافي من هذه الظاهرة واتباع حمية غذائية، إذا فشلت الحمية الغذائية سيشعر الشخص المصاب شعور بالاكتئاب ثانية، من الممكن أن يتعرض للإصابة باضطراب فرط الأكل القهري مرّة أخرى.
غالباً ما يتم التعامل مع اضطرابات الأكل وخصوصاً فقدان أو فرط الشهية من خلال جانبين، هما الجانب النفسي والجانب الجسدي، فتناول الطعام هو مجرد علامة من علامات المشكلة وليس أساس من الأسس المركزية التي يعتمد عليها العلاج وحل المشكلة، من الناحية النفسية تكمن المشكلة في كيفية التعامل مع الفشل وشعور التقييم الذاتي والثقة بالنفس، أمّا من الناحية الجسدية فالهدف هو شفاء المريض لكي يعمل جسمه بشكل صحيح، بحيث لا يحتاج بعد إلى الشعور بالجوع أو الأكل القهري، إضافة لإكسابه عادات الأكل الصحية.