اقرأ في هذا المقال
كيف نتعلم قراءة لغة الجسد؟
مجرد قراءة أو سماع معلومات عن تفسير الرموز والإيماءات غير اللفظية الخاصة بلغة الجسد، لا تعطي الشخص القدرة على تحليل وتفسير تلك الإيماءات بالشكل الصحيح، في حقيقة الأمر المراقبة الدقيقة وممارسة تحليل إيماءات لغة الجسد؛ هو الذي يعزّز القدرة على تمييز وتحليل تلك الإيماءات خلال التعامل مع الآخرين، فلغة الجسد علم ذو خاصية دقيقة لا تقبل الاحتمالات أو التوقعات ولا تقبل الآراء المبنيّة على ملاحظة واحدة أو من خلال حدس عشوائي، فهي تحتمل العديد من الأوجه التي يمكن التثبّت من حقيقتها بعد تمحيصها بشكل موضوعي متمهّل.
كيف نبدأ في تعلم لغة الجسد؟
إذا أردنا تعلّم لغة الجسد، علينا أولاً أن نحسن إدارة لغة أجسادنا، بدءاً من كيفية توافق الكلمات مع حركات أعضاء الجسد التي تعبر عن مصداقيتها، والتحكّم بنبرة الصوت، وتعابير الوجه، وكيفية الوقوف والجلوس والمشي، وبعد ذلك نجلس بشكل هادئ ونراقب لغة جسد الآخرين، في لباسهم وإيماءاتهم وتعابيرهم وجميع حركاتهم لفهم الدلالات الخاصة بها.
لدى متابعتنا للآخرين في السوق أو عبر التلفاز أو في المطار، سنستطيع معرفة الكثير عن الأشخاص الموجودين دون أن نتحدّث إليهم بأي كلمة، فعندما نقول إنّ شخص ما سريع البديهة أو دقيق الملاحظة، فإننا نقصد ودون أن نعي أنه قارئاً جيّداً للغة الجسد، وكذلك عندما نقول إنّ شخصاً ما يكذب علينا، فدقّة الملاحظة لجميع حركات الشخص الموجود أمامنا هي ما تجعل لدينا القدرة على قراءة أفكاره، فنحن ننظر إلى لغة عيونه وحركاتها، وحركات الشفتين، والرأس والتفاتة الجسد، وحركات اليدين، والحاجبين، وغيرها من الحركات التي لا تحصى، والتي يجب أن تقرأ وتربط مع الرسالة اللفظية التي يصرّح بها الشخص.
تعلم لغة الجسد يتطلب ملاحظة البيئة المحيطة:
تعلّم لغة الجسد يتطلّب منّا أن نكون ملاحظين جيدين لبيئتنا، وألا نكن كمن يقال عنهم “يرون ولكنهم لا يلاحظون” وهذا الأمر يتطلّب منّا أن ننتبه للتغيرات الدقيقة التي تحدث من حولنا، وأن ننتبه للنسيج الغني من التفاصيل التي تحيط بنا، مثل الحركة الدقيقة ليد أو قدم الشخص والتي تظهر أفكاره ومشاعره ومقاصده، وقد أوضحت الدراسات ضعف مستوى العالم في الملاحظة، فالملاحظة مثل العضلة تصبح أقوى مع التمرين.