كيف نعالج الوسواس القهري عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


تعد الوسواس من الأعراض الشائعة بين الناس، حيث يُعاني الكثير من حالات الوسواس، لكن بدرجات مُتفاوتة، منهُم من تكون حالة الوسواس عندهم طبيعيّة، يُعاني آخرون من حالة وسواس شديدة تطورت فأصبحت مرضاً، يُعرف الوسواس بشكل عام على أنّه مجموعة من الأفكار المُقلقة، التي تجعل الشخص في حالة تفكير مُستمر بها وبدرجة صحّتها، تختلف كميّة الأفكار من شخص لآخر، أيضاً تختلف طبيعة تعامُل كل شخص عن غيره مع هذه الأفكار بمُقاومتها أو تركها تُسيطر عليه، هذه الحالات هي التي تحدِّد درجة الوسواس الذي يُصيب الشخص، عندما يُصبح الشّخص يُعاني من الوسواس، عندئذٍ يبدأ بالبحث عن العلاج المناسب له.

أسباب الوسواس القهري

  • أسباب وراثية: يمتد اضطراب الوسواس القهري في العائلات عبر الأَجيال، يُعتبر في هذه الحالة اضطراباً عائليّاً، تزداد احتمالية ظهور الاضطراب لدى الأفراد الذين يعاني أفراد عائلتهم المُقربين منه، حيث أظهرت دراسة أُجريَت على التوائم البالغين أنّ أعراض الاضطراب يمكن أن تكُون مُتوارثة؛ إذ تتفاوت نسبة مُساهمة العوامل الوراثيّة في أعراض الاضطراب بين27 و 47%، مع ذلك فإنّه لم يُحدَّد جين واحد بأنّه مُسبِّب لهذا للاضطراب.
  • أسباب مناعية: تنتج بعض حالات الظُّهور السريع للاضطراب لدى الأطفال والمراهقين بسبب الإصابة بعدوى المجموعة A من البكتيريا العُقدية، حيث تُسبِّب هذه الإصابة اختلال وظيفي في العُقد القاعدية، ارتبط الظهور السريع للاضطراب بمُسبِّبات أخرى؛ مثل البكتيريا المُسبِّبة لمرض لايم، الفيروس المسبِّب لانفلونزا الخنازير.
  • أسباب سلوكية: أَشارت النظريّة السلوكيّة إلى أنّ المُصابين باضطراب الوسواس القهري يربطون بعض المواقف والأشياء بالمخاوف، أيضاً يتعلّمون كيفية تجنُّب هذه الأشياء، كيفية القيام ببعض الطُّقوس للحد منه، يبدأ الخوف غالباً في فترة التوتُّر الشديد، مثل الأوقات التي تلي انتهاء علاقة مهمَّة، عند البدء بوظيفة جديدة، عندما تتكوّن العلاقة بين الشيء والشُّعور بالخوف، فإنّ المُصاب يبدأ بتجنُّب هذا الشيء بدلاً من مواجهته.
  • أسباب عصبية: تمكَّن الباحثين من اكتشاف أنّ بعض أجزاء الدِّماغ تختلف لدى المُصابين باضطراب الوسواس القهري مُقارنةً مع غير المصابين به عبر التصوير الدِّماغي، مع ذلك فإنّ الاختلافات المُرتبطة بتطوُّر الاضطراب لا تزال غير معروفة، أيضاً يبدو بأنّ الاختلالات في توازن المواد الكيميائيّة الدماغية، مثل الغلوتامات والسيروتونين قد تلعب دور في الاضطراب.
  • أسباب بيئية: مثال على ذلك الضُّغوطات البيئية، الإصابة بارتجاج في الدماغ.
  • الأسباب المعرفيّة: التي يسيء فيها المصابون فهم أفكارهم.

أنواع الوسواس القهري

  • النظافة: فترى المصاب يغسل يديه عشر مرات قبل تناول الطعام.
  • العبادات: فيصيبه الوسواس بعدد ركعات الصلاة أو الوضوء عدة مرّات قبل البدء بالصلاة، هذه من المخاطر الكبيرة التي وجد لها العلماء أفضل الحلول.
  • الترتيب: فينفعل إن قام أحد ما بتغيير مكان أحد الأشياء بعد قيامه بترتيبه، قد يصل الأمر للجنون.
  • الحديث: فترى المراهق يكرِّر جملة معينة أو كلمة محدَّدة طوال اليوم.
  • الدراسة: يصاب المراهق بالخوف من عدم دراسته بشكل جيد فيعيد صفحات الكتاب مراراً وتكراراً حتى يشعر بالضيق، قد يصل الأمر لبكائه المرير.
  • الخوف من الموت.
  • شعور المراهق بأن أحداً ما يراقبه طوال الوقت.
  • التصرفات: عن طريق ممارسة حركة معينة، بعض المراهقين يقوموا بعض شفاههم مثلاً، كحركة لا إراديّة طوال الوقت، فيسبّب ذلك الضرر له، أيضاً عض الأصابع أو قضم الأظافر وغيرها من السلوكيّات الضارة.

تداعيات مرض الوسواس القهري عند المراهقين

يسبِّب تداعي الوسواس القهري لدى المراهقين الكثير من المشاكل الكبيرة، التي قد تكون نتائجها غير مُرضية أبداً، استمرار الوسواس القهري يجعل الشّخص يُصاب بالجنون، الغضب طوال الوقت، عدم التركيز، أيضاً سيؤثِّر على سُلوك الشخص وعلى دراسته وتصرفاته، ممّا سيجعله منبوذ في المُجتمع، ذلك سيزيد الضُّغوط عليه حتى يشعر بكره نفسه، قد يصل الأمر إلى أن يؤذي نفسه من الغضب، لذلك يجب معالجة هذه الحالات بسرعة وعدم التهاون معها أبداً.

علاج الوسواس القهري لدى المراهقين

إنّ علاج الوسواس القهري يجب أن يكون سريع، يكون بإحاطة المصاب بالعناية اللازمة وعدم زيادة الضغط عليه، يجب أن يكون الأُسلوب المتَّبع معه لطيف ومتفهم وغير قاسي أبداً، أيضاً على أحد أفراد العائلة أن يكون بقربه، يقدم لها الدّعم اللازم حتى يتوقّف هذا الوسواس ويساعده في إيقافه له، مثل أن يمنعه عند التّكرار أو يؤكِّد له أنَّ كلَّ شيءٍ جيد ولا حاجة للإعادة، عليه أن يتقبل ذلك وسيكون الأمر صعب في البداية، لكنَّه سينجح مع مرور الوقت، قد يلجأ آخرون في بعض الحالات المُعينة إلى العلاج بالأدوية.

الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يتسم بوجود أفكار مزعجة ومتكررة (الوساوس) ودوافع قهرية للقيام بأفعال معينة (القهرية) لتخفيف القلق المرتبط بهذه الأفكار. يظهر الوسواس القهري غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة المراهقين ونشاطاتهم اليومية. يعد علاج الوسواس القهري خطوة حاسمة لمساعدة المراهقين على تحسين نوعية حياتهم وإدارة الأعراض بفعالية.

1. العلاج النفسي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فعالية للوسواس القهري. يتضمن هذا العلاج تقنية تُعرف بالتحكم في التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، حيث يتم تعريض المريض للمواقف التي تثير الوساوس بشكل تدريجي وموجه، بينما يتم تعليمهم كيفية مقاومة الدوافع القهرية.
  • العلاج بالتنظيم المعرفي: يساعد هذا النوع من العلاج في تحديد وتغيير الأفكار غير الواقعية والسلبية المرتبطة بالوسواس القهري، مما يساعد المراهقين على تطوير استراتيجيات للتعامل مع القلق.

2. الأدوية

  • مضادات الاكتئاب: يتم استخدام بعض الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لمعالجة أعراض الوسواس القهري. تعمل هذه الأدوية على توازن مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يمكن أن يقلل من شدة الأعراض.
  • الأدوية الأخرى: قد يصف الأطباء أدوية أخرى مثل مضادات الذهان في حالات معينة إذا لم تكن الأدوية الأولية فعالة.

3. استراتيجيات دعمية

  • التعليم والتوعية: من المهم تعليم المراهقين وعائلاتهم عن الوسواس القهري وأعراضه وكيفية التعامل معه. يساعد فهم الاضطراب على تقليل القلق وتحسين التفاعل مع العلاج.
  • الدعم العائلي: يعتبر دعم الأسرة جزءًا أساسيًا من علاج الوسواس القهري. يمكن للعائلة أن تلعب دورًا في تشجيع المراهق على الالتزام بالعلاج والمشاركة في استراتيجيات التأقلم.

4. التعامل مع الضغوط اليومية

  • إدارة الإجهاد: تعليم المراهقين تقنيات إدارة الإجهاد مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساعد في تقليل تأثير الوسواس القهري.
  • تنظيم الوقت: مساعدة المراهقين في تنظيم وقتهم وتحديد الأولويات يمكن أن يخفف من الضغوط اليومية ويقلل من تأثير الوسواس القهري على حياتهم اليومية.

5. التواصل مع المتخصصين

  • الاستشارات النفسية: من المهم التواصل مع أطباء نفسيين أو معالجين متخصصين في الوسواس القهري للحصول على خطة علاج مناسبة ومخصصة. يمكن للمتخصصين تقديم توجيه وتعديل العلاج بناءً على تطور الحالة.
  • المجموعات الداعمة: المشاركة في مجموعات دعم للأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري يمكن أن تكون مفيدة في تبادل الخبرات والدعم العاطفي.

علاج الوسواس القهري لدى المراهقين يتطلب مزيجًا من العلاج النفسي، والأدوية، والدعم العائلي. من خلال اتباع خطة علاج شاملة تتضمن العلاج السلوكي المعرفي، وتناول الأدوية المناسبة، واستراتيجيات الدعم، يمكن للمراهقين إدارة أعراض الوسواس القهري وتحسين نوعية حياتهم. التوعية والدعم من الأسرة والاختصاصيين يلعبان دورًا مهمًا في نجاح العلاج والتعامل مع التحديات اليومية.


شارك المقالة: