إنّ العلاقات التي نقوم على بنائها مع الآخرين أو الموجودة أصلاً، مبنيّة على أساس من القيم والمبادئ التي تمثّل شخصيتنا، وبذلك فإنّ الأشخاص الذين يتناسبون مع قيمنا وأفكارنا ومبادئنا، يتّفقون معنا في تطبيق تلك القيم على شخصياتهم أيضاً، وهي تمثّلهم بطريقة ما، مما يجعل التوافق بيننا وبين الطرف الآخر متطابقاً في كثير من المواقف والأراء.
كيف نقوم على توجيه علاقاتنا؟
إذا أردنا أن نقوم على توجيه علاقاتنا بما يتناسب مع قيمنا، فعلينا وقتها أن نختار بعض القيم التي يمكننا أن نتبناها، أو نقوم على تطويرها بما يتناسب وواقع الحال، ومن هذه القيم الحب، الصبر، العطف، المحبة، التسامح، الاحترام والتشجيع وغيرها الكثير من القيم الإيجابية.
كيف نعرف القيم التي تمثّلنا؟
إذا أردنا أن نعرف القيم التي تمثّلنا، فالذي يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة، هم الأشخاص المقرّبون منّا كالأسرة والزوجة والأبناء والأصدقاء، فمن خلال الطريقة التي نتعامل معهم فيها، فإننا نبرز قيمنا بشكل بعيد عن التكليف والتصنّع، فعندما نقدم على الزواج، فقد اخترنا قيمة الحب غير المشروط، لكي تكون هذه القيمة هي المبدأ المنظّم لحياتنا العائلية بأكملها، بالإضافة إلى قيمة الثقة والاحترام المتبادل والصبر، والاعتماد على الذات، كلّ تلك القيم تجعل منّا أشخاصاً محلّ ثقة، بما يتناسب وعلاقاتنا مع الآخرين.
علينا أن نختار القيم التي نؤمن بها بشكل كبير، وأن نقوم بتحديد تلك القيم من حيث التصرفات التي سنقوم بها من أجل التعبير عن تلك القيم، وعلينا أن نقرّر التعامل مع الأشخاص المقرّبين منا بالطريقة التي تجعلهم في وقت لاحق، يستطيعون التعرّف على قيمنا، حتّى لو لم نذكرها ﻷي منهم من قبل، وتجعلهم يستهجنون الأفعال التي تنافي قيمنا التي اعتادوا عليها من قبلنا.
قبل كلّ شيء، علينا أن نقوم بوضع علامة فارقة على أهم القيم لدينا، وهي تلك القيمة التي يمكن أن يكون لها التأثير الإيجابي الأكبر على علاقاتنا، وعلينا أن نتمسّك بتلك القيمة في جميع تعاملاتنا مع المقرّبين إلينا، وألّا نتنازل أبداً عنها مهما كانت الظروف، وعلينا أن نتمرّن على تلك القيمة حتى تصبح سهلة وتلقائية في حياتنا، وبالتالي يمكن أن تصبح تلك القيمة واحدة من نقاط التركيز المهمّة للغاية في حياتنا.