اقرأ في هذا المقال
- أي نمط من الحياة نود أن نكون عليه؟
- أيهما ينتصر في العطاء العقل أم القلب؟
- العطاء لا يعني الزهد والحرمان
“لقد توصلت إلى الاعتقاد بأنّ العطاء والتلقي هما نفس الشيء، وأنا هنا استخدم كلمتي العطاء والتلقي عمداً، بدلاً من كلمتي العطاء والأخذ” جويس جرينفيل.
أي نمط من الحياة نود أن نكون عليه؟
السؤال الأهم في الحديث عن فضيلة العطاء، كونها فضيلة تدل على التواضع والحمكة والحبّ والخير، وأن نعطي غيرنا معروفاً دون أن ننظر إليه، ليس بالمادة فقط، وإنما بالحب والنصيحة والسعادة وكل ما نحتاجه لإدامة الحياة بشكلها الصحيح، فأي نمط من الأشخاص نودّ أن نكون عليه، معطائين أم أخّاذين؟
أيهما ينتصر في العطاء العقل أم القلب؟
كثيراً ما يُلحّ علينا عقلنا بسبب ما يعتمل به كل يوم أن نكون من الأخاذين، بل أن نأخذ كل ما هو متاح، لكنّ قلبنا ووعينا يبينان لنا أنّ من الأفضل أن نكون معطائين، ومن هنا يحتدم الصراع ما دامت الحياة ما بين العطاء الذي يتمثّل بالحبّ والخير، وما بين الأخذ الذي يتمثّل بالأنانية والكبرياء والإختباء خلف المواقف في انتظار اقتناص المنافع فقط.
العطاء لا يعني الزهد والحرمان:
نحن لا نتحدّث عن حياة الزهد واعتزال متاع الحياة وما فيها من أشياء جميلة، فلا ضير من الرغبة في امتلاك ما هو جميل وأن نمتاز بالنعم ما دمنا قادرين على ذلك، فالكثير منّا ضحّى وعمل بجدّ للحصول على مكانة مريحة في الحياة، وامتلاك بعض من تلك الأشياء التي بعدت عن المتناول في مرحلة الصغر، وهذا حقّ مشروع لا يمكننا إنكاره، ولكن ضمن أطر معقولة يمكننا من خلالها أن نعطي جزء من هذه السعادة إلى غيرنا، فنحن لسنا مخلّدون ولن نعيش الدهر كلّه، فلنفتح المجال لغيرنا أن نعطيه جزءاً من سعادتنا، ليس بالضرورة أن تكون مالاً أو مركبة أو منزل، فقد تكون تلك السعادة فكرة أو معلومة.
من يقوم على إعطاء غيره عليه أن يتذكّر يوماً ما حجم المعاناة والحلم اللذان كان يعيشهما في يوم ما، فكثير منّا يمرّ بنفس معاناة أولئك الذين يحلمون بأن يأخذوا نصيباً من الدنيا، فالذين أخذوا من الحياة ويرغبون في أن يعطوا غيرهم، عليهم أن يتذكّروا أنهم قد دفعوا ضريبة ما هم عليه، فقد نالوا في النهاية نصيبهم من الحلم، وهم الآن يؤمنون بأحقية أن يتمتّعوا بما حقّقوه.