كيف يؤثر الجو الحار على الصحة النفسية؟

اقرأ في هذا المقال


يوجد للحرارة العالية تأثيراً على الإمكانية والإنتاجية والسلوكية، وأسلوب التفكير والقدرة على التعلم والفهم، حيث اتضح أن للحرارة العالية تأثير كبير على الحالة النفسية ومن بعدها على الأفكار والسلوك، مسببه في اضطراب المزاج والشعور بالانزعاج وصعوبة التحمل أو الصبر ونقص التركيز، مما يتسبب في الاندفاعية والعصبية.

ما هي التغيرات النفسية في الجو الحار؟

خلل الساعة البيولوجية:

إن التغيرات الموسمية، قد تتسبب في تغير واضح في الساعة البيولوجية للجسد، مما ينجم عنه اضطراب في نظام دورة النوم والاستيقاظ، ويتسبب في اضطراب النوم والإحساس بالأرق، وعندما تتسبب درجات الحرارة العالية في اضطراب النوم، قد يتسبب ذلك في الشعور بالتوتر والقلق والكسل وعدم الاتزان.

يُنصح بالنوم في غرفة مظلمة وجيدة التهوية، للتقليل من تأثير ارتفاع درجات الحرارة، كما يُنصح بالالتزام في مواعيد ثابتة للنوم.

البقاء وقت أطول خارج البيت:

هناك ربط بين انحياز الفرد إلى البقاء وقت أطول خارج البيت في الصيف وارتفاع نشاطاته الجسدية، بعد الكسل لمدة طويلة خلال الشتاء، وبين زيادة نسبة العنف والمشاجرات. ويرجع هذا الربط من المشاعر العدوانية وسرعة الانفعال وإلى تعرض الفرد بشكل مستمر إلى درجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف.

يُنصح بالابتعاد عن التعرض المباشر للشمس، وبالتحديد في منتصف النهار، ويُنصح أيضًا بالتقليل من النشاطات الخارجية المتعبة إثناء فترات النهار، وبارتداء الملابس المريحة والخفيفة للتقليل من الشعور بعدم الراحة.

 ارتفاع معدل هرمونات القلق:

إن ارتفاع درجات الحرارة، يتسبب في ارتفاع إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول، والمعروف بهرمون القلق. إذ أن كمية الكورتيزول تكون في أقل حالاتها خلال فصل الشتاء، وتزداد خلال الصيف، ولذلك تظهر التقلبات المزاجية وترتفع مشاعر القلق والغضب والاكتئاب.

زيادة التعرق بسبب الحرارة المرتفعة:

تتسبب درجات الحرارة العالية في زيادة التعرق، وهي العملية التي تساعد الجسد على تجنب ارتفاع درجة حرارته، إلا أن التعرق المتواصل نتيجة الجو الحار يسبب عدم الارتياح والشعور بالضيق والحرج، وقد يتسبب في مشاعر القلق ونقص الثقة في النفس.

يُنصح في ارتداء الملابس الخفيفة والمريحة، واستعمال مزيلات العرق للتقليل من آثار التعرق السلبية، ويُنصح أيضًا التواجد في المكان المكيف أو جيد التهوية.

خسارة الجسم للسوائل وبعض العناصر الضرورية:

يتسبب التعرق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة إلى خسارة سوائل الجسم وبعض المعادن الضرورية، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما قد يعرض الجسم إلى الإصابة بالجفاف، ويتسبب في الشعور بالدوخة والتشوش وصعوبة التنفس والإجهاد بصورة عامة.

يجب الإكثار من شرب السوائل وبالأخص الماء، خلال التعرض للجو الحار لتعويض الجسم عما يخسره، ولتجنب الإصابة بالجفاف، ويجب أيضًا الحد من النشاطات المتعبة والبقاء قدر الإمكان في الأماكن الظليلة وجيدة التهوية.

زيادة نسبة الرطوبة في الجو:

إن نسبة التأثر بارتفاع نسب الرطوبة في الجو أثناء ارتفاع درجة الحرارة، يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المزاج، أكبر من تلك التي قد يسببها ارتفاع درجات الحرارة مع جفاف الجو، وربطة الدراسة بين ارتفاع معدل الرطوبة، وارتفاع الشعور بالتعب والنعاس والخمول، وصعوبة التنفس وفقدان التركيز.

مظاهر تأثير الأجواء الحارة على الحالة النفسية:

إن الحرارة المرتفعة، قد تؤثر على الحالة النفسية للفرد، لكن هذا التأثير لحظي، إذ بالعادة ما يشعر الفرد بالراحة عند الانتقال مباشرة إلى أجواء ألطف، ومن آثار الجو الحار على المزاج:

1- العصبية.

2- القلق.

3- تقلب المزاج.

4- الميل إلى العنف.

5- التشوش.

6- فقدان التركيز.

7- الإجهاد.

8- الغضب.

مضاعفات الأجواء الحارة على الحالة النفسية:

قد يتسبب تعرض الفرد المستمر لحرارة الجو المرتفعة إلى تأثير أخطر على الحالة النفسية، مثل:

1- الإصابة بقلق شديد.

2- الإصابة بالأرق.

3- الإصابة بالاكتئاب، وبالتحديد الاضطراب العاطفي الموسمي.

4- إن المشاجرات بين الأشخاص قد تزداد خلال الأجواء الحارة بنسبة تقارب 4%، بينما يرتفع العنف في التجمعات البشرية الأكبر بنسبة حوالي 14%، مما قد ينطوي عليه ارتفاع ملحوظ في حالات العنف المنزلي.

5- ربطت بعض الدراسات بين ارتفاع الميول الانتحارية والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.

6- التأثير على الوظائف الإدراكية، فقد بينت دراسة أجرتها جامعة هارفارد على مجموعة من الطلبة خلال موجة حارة استمرت 12 يوم، انخفاض القدرة على التركيز والإدراك والحفظ وبطء الاستجابات عند الطلاب الذين يقيمون في مساكن غير مكيفة الهواء مقارنةً بالمقيمين في مساكن مكيفة أو جيدة التهوية.


شارك المقالة: