كيف يحسن التقييم التعلم في التدريس التربوي؟

كيف يحسن التقييم التعلم في التدريس التربوي؟

موضوع التقييم في التعليم معقد، ويعتقد أن التقييمات حظيت بسمعة سيئة على مر السنين، وربما لسبب وجيه وربما لا. ويمكن للمعلم التربوي أن  يستكشف طرقًا مختلفة يمكن أن تلعب بها التقييمات دورًا حاسمًا وإيجابيًا في دعم التعلم الناجح.

من خلال تناول موضوع التقييم على نطاق أوسع، يمكن لقادة المدارس والمنطقة مساعدة الطلاب وأولياء أمورهم على فهم فوائد التقييم بشكل أفضل، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

يمكن للتقييمات تحسين الاسترجاع على المدى الطويل:

أنّ ممارسة الاختبار والممارسة الموزعة أو الممارسة على مدى فترات زمنية أطول، كانت من أكثر الاستراتيجيات فعالية لتحسين الاستدعاء على المدى الطويل، وأنّ اختبار الممارسة هو شكل من أشكال ممارسة الاسترجاع أو فعل استدعاء المعلومات إلى الذهن.

يوضح عالما التعلم ميجان سميث ويانا وينشتاين أنّه إذا تم ممارسة مهارة الاسترجاع فمن المرجح أن يتذكر المعلومات لاحقًا ومن المرجح أيضًا أن تكون قادرًا على استخدام المعلومات وتطبيقها في المواقف الجديدة.

يمكن للتقييمات إرشاد التعليمات:

التقييم التكويني أو التقييم من أجل التعلم، هو ما يفعله المعلمون في فصولهم الدراسية لجمع معلومات حول كيفية تعلم الطلاب، ويمكن أن يكون رسميًا مثل اختبار قصير، أو غير رسمي مثل جلسة أسئلة وأجوبة لفظية مع الطلاب، ويمكن للمعلمين دمج التقييمات التكوينية مثل هذه في فصول التعلم التقليدية والقائمة على المشاريع عبر جميع مجالات المحتوى.

ويجب أن يفهم المعلمون ما يعرفه الطلاب وما يمكنهم فعله وما لا يزالون بحاجة إلى تعلمه، ويمكن أن توفر التقييمات الصفية التكوينية اليومية هذه المعلومات.

و أنّ أفضل تقييمات الفصل الدراسي تعمل كمصادر مفيدة للمعلومات ومساعدة المعلم التربوي على تحديد ما قام بتدريسه بشكل جيد وما يحتاج إلى العمل عليه.

يمكن أن تقدم التقييمات دليلاً على التعلم:

يحتاج جميع أصحاب المصلحة التعليمية من المعلمين وأولياء الأمور والطلاب والإداريين إلى دليل على أن الطلاب يتعلمون بالفعل، حيث يوفر النظام المتوازن الذي يتضمن التقييمات التكوينية والختامية أفضل دليل على ما يتعلمه الطلاب، ويمكن استخدام العديد من أشكال أسئلة التقييم  من الاختيار من متعدد إلى الاستجابة المركَّبة إلى القائمة على الأداء.

ويسمح نظام التقييمات التكوينية والختامية جيدة البناء للطلاب بإظهار قدراتهم ومعرفتهم ثم يعكس مدى قربهم من تحقيق الأهداف والمعايير التعليمية.

ويمكن أن تكون الأدلة من التقييمات مفيدة بشكل مباشر للطلاب، وعندما تتوافق أنشطة التقييم مع الأنشطة التعليمية ومعايير المحتوى، يمكن للمدرسين تزويد الطلاب بمعلومات حول المفاهيم والمهارات التي يحتاجون إلى تعلمها، ومن ثم يمكن للمدرسين استخدام نتائج التقييم لمساعدة الطلاب على فهم ما يعرفونه بالفعل وما الذي لا يزالون بحاجة إلى العمل عليه.

يمكن لممارسة التقييم أن تقلل من قلق الاختبار وتساعد الطلاب على إتقان المحتوى:

يعد تقليل القلق من الاختبار أحد الفوائد المحتملة للاختبار التدريبي، والتقييمات عالية المخاطر على مستوى الولاية يمكن أن تجعل الطلاب متوترين، ومع ذلك فإن إعداد الطلاب باستخدام تقييمات منخفضة المخاطر بتنسيقات وأسئلة مماثلة يمكن أن يكون مفيدًا في جعلهم يشعرون بمزيد من الراحة عندما يكونون في إعدادات التقييم الرسمية.

علاوة على ذلك فإنّ ممارسة الاختبار تفعل أكثر من مجرد تعليم مهارات إجراء الاختبارات وتهدئة الأعصاب، ويمكن أن تساعد الممارسة المتكررة في الفصل الطلاب على فهم إتقانهم للمحتوى، والذي بدوره يمكن أن يساعد في تقليل قلق الاختبار، وعندما يستعد الطلاب سيصبحون أكثر راحة في الإجابة على أنواع مختلفة من الأسئلة، وبالتالي يطورون الكفاءة مع أهداف التعلم، كما يجادل أحد الخبراء هذه ليست مجرد مسألة تعليم الطلاب ليكونوا أفضل المتقدمين للاختبار، حيث أنّ الممارسة المجهدة والمتنوعة تبني الإتقان.

لماذا التقييم مهم في العملية التعليمية؟

لا يوجد شيء يفعله المعلم تجاه الطلاب أو بالنسبة للطلاب أكثر أهمية من تقييمنا لعملهم وردود الفعل التي يقدمها لهم، وتؤثر نتائج تقييم المعلم على الطلاب لبقية حياتهم.

حيث أنّ التقييم والتغذية الراجعة المرتبطة به ضرورية لتعلم الطلاب، ومع ذلك قد يجد أن جزءًا كبيرًا من وقت المعلم يتم استغراقه في مجالات التقييم المرتبطة بضمان الجودة، وبدلاً من قدرتها على دعم تعلم الطلاب.

يتميز التقييم المصمم جيدًا بالعديد من الفوائد بخلاف الميزة الواضحة المتمثلة في توفير مقياس لتقدم الطلاب حيث يمكن أن يكون وسيلة لإشراك الطلاب في تعلمهم، ومن الناحية المثالية ثم يجب أن تهدف إلى دعم التعلم النشط بدلا من تقييم من التعلم للتأكد من أن عملية التقييم هي جزء لا يتجزأ من تعليم الطلاب.

ما هو التقييم من أجل التعلم في التدريس التربوي؟

يركز التقييم على فرص تطوير إمكانية الطالب على تقييم نفسه، وإصدار أحكام حول إنجاز المعلم التربوي وتحسينه، ويستفيد من أساليب التقييم الموثوقة ويوفر العديد من الفرص للطلاب من أجل القيام على تطوير مهاراتهم عن طريق التقييم التكويني باستعمال التقييم النهائي بشكل معتدل.

التقييم لا مفر منه في العملية التعليمية:

تعرف التقييم : على أنّه عبارة عن المحرك الذي يعمل على دفع تعلم الطلاب، حيث يخضع الطالب الذي يقوم بأي شكل من أشكال الدراسة لعملية التقييم، وإن أي فرد من أعضاء هيئة التدريس يقوم بالمشاركة في مرحلة ما في أعمال التقييم ذات الصلة.

وبالنسبة للعديد من المعلمين يأخذ التقييم نسبة كبيرة من عبء العمل المعني بهم، وللطلاب يمكن أن يكون محددًا ضروري ومهم لم ومتى وكيف يتعلم الطلاب، وعلى ذلك إنّ الحصول على التقييم الصحيح يعتبر من الأمور الضرورية لجميع أطراف العملية التعليمية.

يفيد التقييم الجيد تعلم الطلاب والمعلمين:

يمكن أن يشجع التقييم المصمم جيدًا التعلم النشط خاصة عندما يكون تقديم التقييم مبتكرًا وجذابًا، الأقران و التقييم الذاتي على سبيل المثال يمكن أن تعزز عدد من المهارات مثل التفكير، والتفكير النقدي والوعي الذاتي، وكذلك إعطاء الطلاب نظرة ثاقبة في عملية التقييم.

يمكن أن تساعد مناقشة الطرق التي تقيم بها مع طلابك أيضًا في ضمان أن أهداف وغايات التقييم واضحة، ويمكن أنّ يؤدي استخدام التقييم الذي يستخدم التكنولوجيا، مثل استخدام منتديات المناقشة عبر الإنترنت أو التقديم الإلكتروني للعمل، إلى تعليم الطلاب أو المعلمين مهارات جديدة.

وإذا قام المعلم بتصميم التقييمات بشكل جيد فيمكنها أيضًا المساعدة في ردع الانتحال من خلال تقليل الطرق التي يمكن للطلاب من خلالها جمع المعلومات والإبلاغ عنها.

في نهاية اليوم يعد تخصيص بعض الوقت للتفكير في سبب وماذا وكيف ستقيم الطلاب استثمارًا مفيدًا للوقت، ويمكن أن يساعد في ضمان تقييم المهارات والمعرفة التي كنت تقصدها ويمكن أن يفتح إمكانيات جديدة لطرق مختلفة لتقييم الطلاب، قد يكون بعضها أكثر كفاءة وفعالية من الأساليب الحالية التي تستخدمها.