كيف يساعد نظام التعليم في تشكيل الديمقراطية في النظام التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يساعد نظام التعليم في تشكيل الديمقراطية في النظام التربوي؟

احتضان التنوع في الفصل وما بعده:

الطلاب من جميع الأعمار سريع التأثر ومتشوقون للتعلم، إنهم يأخذون إشاراتهم من الأشخاص الذين يثقون بهم ويعجبون بهم، يستطيع المعلمين التأثير في الطريقة التي يدرك بها الطلاب المجتمع الذي يعيشون فيه ويتكيفون معه، من خلال احتضان الاختلافات بين الثقافات المتنوعة، ينفتح الطلاب على العديد من الجوانب العرقية واللغوية والتاريخية للأشخاص والمجتمعات التي يتكون منها هذا البلد.

يمكن للمدرسين البدء باستخدام أنفسهم كأمثلة، مع شرح خلفيتهم العائلية والتاريخ العرقي لوصف تجاربهم الفريدة، ويمكنهم بعد ذلك تشجيع الطلاب على تبني التنوع والتعلم من وجهات النظر المختلفة لزملائهم في الفصل الدراسي، يساعد فهم وجهات النظر العالمية المتنوعة على كسر الحواجز الناتجة عن الخوف من المجهول وإعداد الطلاب لدخولهم إلى العالم الحقيقي.

التعلم من خلال عدسة متعددة الثقافات:

يساعد المعلمين الذين يدمجون مجموعة من وجهات النظر الثقافية في مناهجهم الدراسية في النمو الاجتماعي والنضج لطلاب، من خلال تضمين النصوص والمصادر التي تشمل عددًا لا يحصى من الخلفيات، يكتسب الطلاب نظرة ثاقبة في التجارب التاريخية والثقافية وبعض هذه التجارب جديدة وغريبة بالنسبة لهم، في حين أن البعض الآخر مرتبط ويمكن استخدامه لتأسيس صوت ثقافي خاص بهم.

المعلمين الذين يقدمون تجربة تعليمية محملة بآراء متعددة حول الهجرة والأحداث التاريخية يطورون التعاطف والتعاطف لدى طلابهم، الطلاب الذين لديهم حساسية لاحتياجات ومصاعب الثقافات الأخرى يكون لديهم فهم أعمق للقضايا التي تؤثر على الأمة.

تمكين الطلاب من المشاركة والعمل الجماعي:

تعد المشاركة من أهم المهارات الحياتية الأساسية التي يمنحها المعلم لطلاب، في نظام التعليم الحالي يستخدم المعلمين تقنيات التعلم النشط لمساعدة الطلاب على الاستمرار في المشاركة في عملية التعلم، تسمح مجموعات التشكيل للطلاب بالتعاون وتعليم بعضهم البعض والعمل معًا وفقًا للأدوار المخصصة لهم، وهذا يبني شعورًا بالفخر والمسؤولية لأنهم يدركون أن رؤيتهم هي أحد الأصول القيمة لفريقهم، هناك العديد من الفرص للطلاب للعمل معًا وتقوية المهارات اللازمة لبناء فرق فعالة مثل التواصل والصدق وتحديد الأهداف وحل المشكلات وتحفيز بعضهم البعض، يعد أساس العمل الجماعي أمرًا بالغ الأهمية للطلاب أثناء تطورهم إلى مرحلة البلوغ، ودخول سوق العمل.

الديمقراطية في العمل:

يمكن لتعريف الطلاب بالعملية الديمقراطية في سن مبكرة أن يفيد الطلاب طوال حياتهم، يقوم المعلمين بذلك بعدة طرق تتطلب من الطلاب القيام بدور نشط في التعلم وعملية صنع القرار الديمقراطي، وتتيح الأنشطة والبرامج الحكومية الصورية للطلاب فرصًا لتولي أدوار حكومية محددة أثناء مشاركتهم في المناقشات والانتخابات والعملية التشريعية لتجربة مباشرة كيف تؤثر السياسة والديمقراطية على حياتهم، يمكن للمدرسين إجراء مناقشات في الفصول الدراسية حول القضايا الوطنية الحالية أو جعل الطلاب يبحثون في القضايا المحلية في الصحيفة، أو تنظيم عملية ديمقراطية وهمية لمناقشة القضايا التي تؤثر على الطلاب مباشرة في مدرستهم.

بالإضافة إلى منح الطلاب فرصة لتجربة كيفية عمل الديمقراطية، يحرص المعلمون أيضًا على إبقاء فصولهم على اطلاع دائم بالقضايا الملحة التي تؤثر على مجتمعهم، هناك طريقة أخرى تجعل المعلمين يدركون احتياجات مجتمعهم وهي عن طريق ترتيب فرص التطوع التي تمكن الطلاب من الخروج من الفصل الدراسي ومعرفة أين يمكن للديمقراطية في العمل أن تساعد أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

يمتد العمل الذي يقوم به المعلمين إلى ما هو أبعد من الفصل الدراسي، ويعتمد مستقبل الديمقراطية على معلمين مؤهلين ومطلعين يساعدون الطلاب على أن يصبحوا مواطنين مسؤولين، والقيم التي يتعلمها الطلاب في الفصل الدراسي تبقى معهم على مر السنين وتفيدهم كأعضاء مزدهرون في المجتمع.

الغرض من التعليم في مجتمع ديمقراطي في النظام التربوي:

التعليم:

الغرض من التعليم في مجتمع ديمقراطي هو غرس قيم التعاون والإنصاف والعدالة في قلوب الطلاب، أن هذه القيم ضرورية للحفاظ على ديمقراطية فاعلة وتحسينها في أي بلد، حيث أن الديمقراطية بحاجة ماسة إلى تغيير جذري.

إن المعلم هو مواطن مهتم، حيث يريد أن يتمكن الطلاب من المساهمة في حياتهم، وبالطبع يريدهم أن يعيشوا حياة ناجحة يمكنهم فيها متابعة حياتهم، ويريدهم أيضًا بغض النظر عن مهنتهم أن يكونوا قادرين على المساهمة في الديمقراطية بطريقة ما، تقع الديمقراطية في قلب ممارسة التدريس الخاصة بالمعلم حيث يرى الفصل كصف لما يمكن أن يكون عليه عالمنا.

يريد المعلم أن يخلق الظروف في الصف حيث تسود مبادئ الديمقراطية، وأن يشارك الطلاب في عملية وضع قواعد الفصل وثقافته، وأن يكون للطلاب رأي في كيفية إظهار معرفتهم وكذلك كيفية تقييمهم أكاديميًا، بعبارة أخرى يريد أن يشارك القوة في الفصل مع الطلاب.

إن وظائف المعلم ليست التحكم في الطلاب ولكن لتمكينهم من أن يكونوا مواطنين ديمقراطيين يفكرون بشكل نقدي، يجب على المعلمين التخلص من أي شكل من أشكال أساليب التدريس السلطوية واعتماد نهج أكثر ديمقراطية لضمان فهم طلاب أن عمل الديمقراطية مهم ويستحق الوقت، علينا أن نفهم كمعلمين أنه حتى في المساحات الديمقراطية، لا يزال لدينا السلطة لضمان أن يكون الفصل الدراسي مكانًا آمنًا لجميع الطلاب، لكن ننخرط في حوار مع طلاب حول أسباب أي قرار نتخذه ونطلب آراء الطلاب بشأنه، كيف يتم تشغيل الفصل الدراسي.

لا يمكن إدارة مدارسة وفصول الدراسية مثل الدكتاتورية ثم نتظاهر بالاعتقاد بأن طلاب يكونون مستعدين ليكونوا مواطنين نشطين يشاركون في نظامنا الديمقراطي، علينا أيضًا أن نتأكد من أننا نقدم الديمقراطية كنظام وعملية تحدث دائمًا من خلال المشاركة في مجتمعات ومؤسسات، التصويت في كل انتخابات ليس سوى جانب واحد من جوانب كون المرء مواطنًا ديمقراطيًا فاعلًا، جزء من مسؤولياتنا كمواطنين هو العمل مع الآخرين بشكل تعاوني لتحقيق الأهداف والأحلام المشتركة، نادراً ما أصبحت أي حقوق أو حريات تم منحها من قبل السياسيين مستقلة عن المواطنين الذين يطالبون بها كجزء من حركة اجتماعية أكبر.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007مالإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996متطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975ماتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: