كيف يكون الإجهاد جيد وإيجابي

اقرأ في هذا المقال


عادة ما يتم ربط مصطلح الإجهاد بالسلبية، وهو عبارة عن خبرة غير مريحة، ويريد الشخص التخلص منها في أسرع وقت ممكن للرجوع إلى حالة الهدوء.

النواحي الإيجابية للإجهاد

يمكن أن يكون الإجهاد مصدر للتحفيز الذي يقود إلى الخروج من منطقة الراحة والانخراط في المهام بأسلوب أكثر إنتاجية، في الواقع تتعلق هذه المهام في بعض الأحيان بالأنشطة التي لا يقوم بها الشخص بالعادة، لذلك على الشخص استعمال الإمكانيات الإبداعية، ومع هذا، من أجل الاستفادة من هذه الإمكانات الكامنة في الذات، ينبغي على الفرد أن يعتاد على تبني عقلية بناءة عند التعامل مع الضغط، وهذا شيء لا يتحقق ببساطة من خلال القراءة؛ وإنما من المهم تغيير العادات وتطبيق استراتيجيات الإدارة العاطفية في الحياة اليومية.

توجيه الطاقة لتحقيق الأهداف

يستند الإجهاد على مجموعة من الآليات النفسية الحيوية التي تجعل الشخص أكثر نشاط في ظروف محددة، وأكثر استعداد للرد في أقرب وقت ممكن على ما يحدث حول الشخص، ولعل هذا السلوك يدل بوضوح على أن الشخص يشعر بالتوتر، ويرجع هذا لأنه عندما يكون الشخص مرهق، يشعر كما لو أنه لا يستطيع أن يرتاح بضمير مرتاح حتى يلبي حاجة أو يصل إلى تحقيق هدف، الأمر الذي يحفز الكثير من الأشخاص إلى افتراض أن التوتر هو شيء سيء.

في المقابل، على الرغم من أن الضغط يمكن أن يصبح مبالغ في بعض الظروف المعينة، أو يجعل الشخص يميل إلى تطوير عادات غير صحية مثل المبالغة في تناول الأكل والتدخين، إلا أنه في أغلب الحالات يمكن للشخص أن يستفيد من هذا الإحساس، إذا تمكن من ضبط هذا الحافز من العواطف والمشاعر بصورة صحيحة، فسوف نتمكن من الاقتراب من تحقيق الأهداف.

هنا تكمن الإمكانية الإيجابية للتوتر؛ حيث أن المشاعر المنوعة التي يشعر بها بسبب الإجهاد من أجل الرغبة في تحقيق مجموعة من الأهداف تحتل مساحة مهمة في الوعي، وهي فرصة حتى يحدد الشخص أولوياته ليس فقط في تفكيره، ولكن أيضاً في أفعاله.

مصدر فعال للحماس

في هذا الحالة، يعتبر الإجهاد بمثابة تذكير مستمر بأن هناك عدد من المهام التي يتوجب القيام بها؛ لهذا السبب وحده، يحمي الشخص من هذا الشعور بالفعل من عامل النسيان، سواء كان الأمر إيجابي أو سلبي، يجعل الإجهاد أمام تحدي مهم القيام بأمر ما، الأمر الذي يزيد بصورة كبيرة من فرص إنجاز المهمة كاملة.

فتح الذهن لإمكانيات جديدة

في هذا الحالة، يجعل الإجهاد الشخص أن يفكر عن طريق منظور يختلف عن الذي يتبناه الشخص في الأحداث غير الضاغطة، و لإحساس بالتوتر له دور مهم في جعله أكثر استعداد لتجربة أمور جديدة إذا كان يعمل على الاستجابة لحاجة الشخص للقيام بعمل معين، لذلك، يساعد الإجهاد على القيام باكتشافات عرضية لم نكن ليتعرض الشخص لها في المواقف العادية.

القدرة على  هيكلة المهام

في الواقع، يعتبر الاعتماد على جدول زمني لتنظيم أوقات المهام التي يريد الشخص القيام بها واحدة من أكثر الأساليب الفعالة لضبط الإجهاد، ولعل هذا الأساليب لا تعمل فقط على الحد من هذا التوتر، ولكن أيضاً تساعد على المضي خطوة بكفاءة وإنتاجية.

عندما يشعر الشخص بالضغط، تزداد رغبة الشخص في تحمل مسؤولياته بدلاً من تركها في أيدي الآخرين، هذه الحاجة للسيطرة لا يمكن أن تعطي الشخص نتائج أفضل فحسب.

في حين الإجهاد يمكن أن يقود الشخص أيضاً إلى عدم الرغبة في بدء مجموعة المهام هذه، فإن أولئك الذين مروا بهذه المرحلة يعرفون أنه أسلوب جيد للتخفيف من الانزعاج، وبمجرد أن يصبح الشخص على دراية بهذه الاستراتيجية، فمن المتوقع أن يلجأ إليها عندما يعمل الإجهاد مرة أخرى كدافع.

يساعد على اكتشاف الفرص

الإجهاد لا يعمل فقط على اكتشاف إشارات الخطر بسرعة؛ حيث يتيح للشخص أيضاً تحديد الفرص والمناسبات التي قد يتألم الشخص بسبب التخلي عنها؛ لأنها يمكن أن تساعد على التحسن، بالإضافة إلى هذا، فإن الأشخاص الذين يوجهون ضغوطهم بصورة جيدة، يجعلون هذا الظرف كقناة للحظ الجيد، لأنهم لا يخسرون الفرصة لوضع أنفسهم في مكان مناسب أمام منعطفات الحظ التي تعطيها الحياة.

يقود إلى تولي المسؤولية

عندما يشعر الشخص بالإجهاد، تزداد رغبة الشخص في تحمل مسؤولياته بدلاً من تركها في أيدي الآخرين، هذه الحاجة للسيطرة لا يمكن أن تعطي نتائج أفضل فحسب، بل هي أيضاً بمثابة محرك لتحفيز تعلم الشخص الخاص؛ لأنها تعرض الشخص لتحديات جديدة.


شارك المقالة: