عادةً ما يستخدم الأشخاص الواثقون بأنفسهم من الذين يميلون إلى العدوانية إلى استخدام لغة جسد تعبّر عن فوقيّتهم وسلطتهم وأنهم ذو قيمة أكبر من الآخرين، فنجدهم يمشون بطريقة متعجرفة ويقومون بالنظر من طرف العين والرأس مرفوع إلى أعلى مع إسناد الظهر للخلف، وفي هذه الحالة يتوجّب علينا أن نستخدم لغة جسد دفاعية تعبّر عن رفضنا القاطع لتلك اللغة ومحاولة الدفاع عن وجهة نظرنا بلغة جسد مضادّة تعبّر عن قوّتنا وثقتنا بأنفسنا وأننا لا نقع تحت سطوة أحد.
متى نستخدم لغة الجسد الدفاعية؟
عندما نتحدّث مع أحد ما ويقوم باستخدام لغة جسد تدلّ على السلطة، فمن الأفضل أن تكون أعينا في مستوى بصر ذلك الشخص عندما نتحدّ معه، وإلا سيبدو الأطول قامة والأكثر قوّة، فعلينا أن نتخيّل أن أحد ما قد قام بدعوتنا وطلب منّا الجلوس وبعد ذلك قام هو بالوقوف وبدأ بالصراخ والحديث والتوبيخ وهو يستخدم لغة جسد سلطوية، بحيث يقوم على استخدام يديه ومدّ اصبعه في وجوهنا والنظر إلينا نحو الأسفل مستغلّاً صغر حجمنا بسبب جلوسنا، ففي هذه الحالة علينا أن نستخدم لغة جسد دفاعية مضادّة تعبّر عن ثقتنا بأنفسنا وأننا قادرين على الدفاع عن أنفسنا، بحيث نقوم بمحاولة جعله يجلس من أجل موازاة النظر أو الوقوف لتهدئة الموقف، وفي حال فشلت جميع المحاولات علينا أن نترك المكان وتأجيل الحديث إلى مكان آخر نكون فيه أكثر توازناً وقدرة على التواصل الذهني البصري المعبّر عن لغة جسد قويّة.
التواصل البصري ضرورة للتعبير عن لغة جسد دفاعية:
من المهم بذل المزيد من الجهد للحفاظ على التواصل البصري المباشر بصورة خاصة عند التحدّث مع شخص عيناه ليستا في مستوى أعيننا، مثل التحدّث إلى طفل أو إلى شخص يجلس على كرسي أو في مركبة، كما وأنّ تعديل وضعية الجسد وفقاً لذلك تسمح للشخص المقابل لنا بأن يشعر كما لو أنّه على قدر المساواة معنا في الحديث وفي المستوى، فالطريقة التي نجلس أو نقف فيها أو نمشي فيها، تعكس صورة واضحة عن شخصيتنا وعن كيفية تبنينا للغة جسد دفاعية في حال تعرضنا لشخصية تتعامل معنا بفوقية.