تأديب الأطفال بشكل حاسم:
تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، ومن الطبيعي أن يوجد فيها عقاب وتأديب ليس فقط من الأهالي بل من الأجداد، وجميع الأقارب ومن أعضاء الهيئة التدريسية، في حال رؤيتهم قيام الأطفال بالتصرفات الخاطئة، معظم الأهالي يقومون باتباع أسلوب التربية الإيجابية في تربية الأطفال، ويحاولون تجنب التأديب القائم على الضرب والتعنيف، مع حرص الوالدين على تأديب الأطفال بشكل حاسم لكن بدون عنف، وهذا التأديب في مصلحة الأطفال.
ما هي أهم أسباب عدم التهاون في العقاب؟
1- حاجة الأطفال إلى الحدود والقواعد:
الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى التمرد والخروج عن القواعد والحدود التي يضعها الوالدين، لذلك من المهم أن يضع الوالدين الحدود والقواعد للأطفال وحث الأطفال على الالتزام فيها، حيث أن الأطفال بدونها سوف يصبحون غير قادرين على تنظيم أمورهم.
حيث أنه من المهم أن يدرك الأطفال أنه يوجد لديهم حدود في كمية الحلويات التي يتناولونها، وحدود في عدد الساعات التي يجلسون فيها للعب على الأجهزة الإلكترونية، ومواعيد محددة للدراسة ومواعيد محددة للنوم، هنا تصبح حياة الأطفال منظمة أكثر، لهذا السبب يصبح عقاب الأطفال مهم، ولا يجب التهاون فيه في حال عدم التزام الأطفال بهذه القواعد والحدود لأنهم بحاجة لها.
2- تحسين المستوى الدراسي للأطفال:
يعتبر العقاب من التصرفات الصحيحة، التي تساهم بشكل كبير في تحسين مستوى الأداء لدى الأطفال في الجانب الدراسي، حيث أنه من المهم أن يدرك الأطفال أنه في حال عدم حصولهم على علامات عالية سوف يتم عقابهم من جهة الوالدين وأعضاء الهيئة التدريسية.
لذلك يزداد الجهد الدراسي المبذول لدى الأطفال، ويحصلون على علامات عالية، لكي يتجنبوا العقاب ويصبح الأطفال أكثر انضباط في الحصة، ويقومون باتباع أوامر الوالدين وأعضاء الهيئة التدريسية لتجنب العقاب.
3- العقاب يساهم في إشعار الأطفال بالاهتمام:
في حال انشغال كل من الأب والأم في ضغوطات العمل وعدم قيام الوالدين بالاهتمام بكافة التصرفات الصادرة عن الأطفال وعدم معاقبتهم في حال قيامهم بالتصرفات الخاطئة، هنا يشعر الأطفال أن الوالدين لا يحبونهم ولا يهتمون لتصرفاتهم.
بالتالي تقل ثقة الأطفال في أنفسهم ويكرهون الوالدين، لكن عندما يقوم الوالدين بعقاب الأطفال بطريقة تربوية صحيحة هنا يدرك الأطفال مدى محبة الوالدين لهم وخوفهم عليهم وشعورهم بالاهتمام.
4- العقاب يساهم في تعليم الأطفال التصرف بطريقة صحيحة:
في حال قيام الأطفال بالتصرفات التي تغضب الوالدين وقام الوالدين بمعاقبة هؤلاء الأطفال، هنا يدرك الأطفال أن هذه تصرفات خاطئة ويقومون بتجنبها في المرات القادمة، بالتالي لكي يتجنب الأطفال العقاب يقومون في عمل التصرفات الصحيحة لذلك يحتاج الأطفال إلى العقاب، حتى تكون معظم تصرفاتهم صحيحة.
5- العقاب يساهم في تعليم الأطفال تحمل المسؤولية:
العقاب يساهم في جعل الأطفال أقدر على الاعتماد على أنفسهم والقدرة على تحمل المسؤولية، مثال على ذلك: عندما يتم تكليف الأطفال بالواجبات المدرسية ويدرك الأطفال أنه يوجد عقاب في حال عدم قيامهم بأداء هذه الواجبات، هنا يتحمل الأطفال المسؤولية بشكل أكبر.
6- يساهم العقاب في جعل الأطفال يحترمون قواعد وأنظمة البيت:
عندما يتم وضع القوانين والقواعد والأنظمة في المنزل، ويدرك الأطفال أنه في حال عدم التزامهم بهذه القواعد والأنظمة سوف يتم تطبيق العقاب عليهم، هنا يقوم الأطفال بالالتزام في قواعد وأنظمة البيت، وعدم الخروج عنها، بالتالي الأطفال الذين يلتزمون بالقواعد والأنظمة يكونون أنجح في حياتهم.
7- يساهم العقاب في جعل الأطفال أكثر اعتماد على ذاتهم:
عندما تتم معاقبة الأطفال على أفعالهم وتصرفاتهم الخاطئة، هنا يدرك الأطفال العواقب المترتبة على هذه الأفعال والتصرفات، بالتالي يكون الأطفال أكثر وعي بالتصرفات التي يقومون فيها وأكثر اعتماد على أنفسهم، مثال على ذلك: عندما يتم معاقبة الأطفال على إهمالهم في التدريب الرياضي، هنا يتعلم الأطفال أهمية حضور التدريب الرياضي ويصبحون أكثر اعتماد على أنفسهم.
8- العقاب يساهم في وضع القيود:
جميع الأفراد بحاجة إلى معرفة أنه يوجد العديد من الحدود التي لا يجب الخروج عنها وتخطيها، الأطفال قد يكونوا غير قادرين على فهم هذه الحدود والقيود بمفردهم، عندما يقوم الأطفال بالتصرفات الخاطئة مثل قيام الأطفال بالجري نحو السيارات دون الوعي بخطورة هذا التصرف.
عندما يتم عقاب الأطفال من جهة الوالدين وتوضيح القيود، هنا يتمكن الأطفال من استيعاب خطورة هذا التصرف، وبالتالي الالتزام في القيود الموضوعة وعدم تجاوزها لكي يتجنبوا العقاب، لذلك العقاب مهم للأطفال في وضع القيود.