لماذا نهتم بعادات العقل والمجالات التي تدخل بها في حياة الإنسان

اقرأ في هذا المقال


تسعى المؤسسات التعليمية إلى مواكبة المستجدات من خلال الاستغلال الأمثل لمهارات وقدرات شعبها وتطوير مقومات نظام التعليم وتحديثها لمواكبة هذه التطورات، ولذلك يتفق معظم الخبراء في مجال التفكير والإبداع على عدد من السلوكيات الفكرية الذكية التي يمكن تطبيقها على جميع فروع المعرفة ويمكن استخدامها من قبل المعلمين والطلاب ولكل الأعمار، وفي هذا السياق أشار كوستا وبينا كاليك إلى عادات العقل التي توفر مجموعة من القيم الفكرية للمعلمين والطلاب أثناء العمل المستمر، كما إنّها مزيج من الخبرة في المهارات والميول التي تظهر خلال السلوك الذي يتم استخدامه في العديد من المواقف التعليمية.

مجالات استخدام العادات العقلية

يرى مارزانو أنّ عادات العقل هي أن يكون على دراية بتفكيرك وأن توسع حدود معرفتك وقدراتك ويمكن أن تلعب فاعلية أفعالك وتنمية عادات ذهنية تمكن الأفراد من التعلم بأنفسهم، وتساعد عادات العقل على المناصب الإدارية ومواجهة التحديات التي تساعد الناس على الاستجابات والإجراءات المناسبة لحل المشكلات وتدعم التصرف المفاجئ بحكمة في المواقف المختلفة، ولذلك يمكن استخدام عادات العقل من قبل الأشخاص الأذكياء في حل المشكلات الصعبة والتوصل إلى حلول على المدى الطويل، وعندما تواجه تجربة أو موقفًا جديدًا، مما يجعل استجابة أفضل وأكثر فاعلية ويمكن أن تكون نتيجة توظيف مثل هذه المهارات بحيث يتم حل المشكلة أو استيعاب التجربة الجديدة بسرعة أكبر.

كما تؤثر عاداتنا العقلية على كل ما نقوم به وعادة ما تؤدي العادات العقلية الضعيفة إلى ضعف التعلم بغض النظر عن مستوى مهارتنا أو قدرتنا ويصبح المتعلمون المتعلمون غير فعالين إذا لم تنمي عادات عقلية قوية، وأصبح تطوير عادات العقل ضرورة ملحة لتأصيل هذه العادات كقيمة شخصية واجتماعية تحول المجتمع إلى مجتمع متطور يحل المشاكل ويتخذ القرارات الصحيحة، حيث ينمي عادات العقل من أجله الطلاب من خلال اكتشافهم للتفكير والعادات الذهنية للشخصيات التاريخية من خلال خلق ظروف مدرسية وصفية تشير إلى أنّ السلوك يعكس عمق التفكير والاهتمام بالآخرين ومشاعرهم.

وفي هذا الصدد يرى الباحثون أنّ أكبر حافز لتنمية عادات ذهن المتعلمين والاهتمام بها وترسيخها هو وضع نماذج ذات صلة وامتياز عبر التاريخ حيث القيم الدينية والعلمية والأخلاقية، كما أصبحت عادات العقل محط اهتمام في التعليم والمناهج الدراسية والتقويم حيث توجد احتياجات مهمة للعادات مثل النضال من أجل التعلم المستمر والدائم بدقة.

يؤكد كل من كوستا وبينا كاليك أنّ عادات العقل لها أهمية كبيرة لمعلمي التربية البدنية، بما في ذلك عادات مثل المثابرة والاستماع بفهم وتعاطف والتحكم في التهور والابتكار وتحمل المسؤولية وخطر التفكير في التفكير، ونقلاً عن كوستا وتيشمان وبيركنز فقد أصبحت عادات العقل مكانًا مهمًا في مدخلات ومخرجات التعلم في المدارس كعادات ذهنية تسمح للمعلمين من خلال التعليم والتعلم من خلال منح الطلاب فرصة التعلم الذاتي، وأصبحت عادات العقل مهمة في الفصل الدراسي حيث يركز التدريس على اكتساب الخبرة وممارسة التأمل لاستخدام عادات العقل وإتاحة الفرصة للمتعلمين بأنفسهم لإعالة أنفسهم.

الأهمية التربوية للعادات العقلية

تعد حياة الإنسان هي عبارة عن تشكيل العديد من العادات بغض النظر عن كون هذه الفكرة موهنة للعزيمة أم لا فالواقع يحتم على الفرد أنّ كل شيء يعتمد على العادات التي يشكلها الفرد، حيث إذا قام الفرد بتطوير عادات غير منتجة فأنّ هذه الحقيقة تعد مخيفة ومحبطة، ولكن يمكن أخذ الأخبار الجيدة بأنّ الفرد يمكن له أن يشكّل عادات حياتية صحية، فهو يستطيع أن يقوم بتطوير عادات عقلية تربوية التي لا يمكن للفرد استخدامها أحيانًا إلّا إذا تدرّب عليها، وعلى سبيل المثال هناك بعض الطلاب لا يعطون للعادات العقلية أهمية نتيجة تقليل أهمية العادات العقلية من بيئاتهم المختلفة سواء البيت أم المدرسة أم الصف، ونتيجة لذلك قد يشعر البعض منهم بالفراغ وعندما يقوم المعلم أو المعلمة بتشجيعهم على العادات العقلية يقاومون ذلك وقد يرفضون.

هناك بعض العلماء لديهم رأي بأن العادات العقلية يجب ممارستها مرارًا وتكرارًا وهذا ما أكده العالم باير (Beyer) وذلك حتى تصبح جزءًا لا يتجزأ من طبيعة الفرد الممارس للعادة العقلية، ومن الناحية التربوية فأنّ من الأفضل أن يتم تقديم العادة العقلية للطلاب ليتم اكتسابها وتطويرها وتنميتها وأن يقوموا بممارستها بطريقة من البسيط إلى المركب حيث يستخدموها بالواجبات والمهمات التمهيدية البسيطة ثم ينتقلون باستخدامها إلى المهمات الصعبة والأكثر تعقيد.

الأهمية التربوية لتنمية عادات العقل

فيما سبق تم ذكر الأهمية على الصعيد العام أمّا الأهمية التربوية للعادات العقلية ودور تدريس العلوم في تنميتها على الصعيد الخاص هي:

1- تعتبر نقطة تطوير العادات العقلية هدف أساسي التي تسعى إليها الأهداف التربوية بشكل عام وتدريس العلوم بشكل خاص، ففي مشروع تعليم العلوم أجري على كل الأمريكيين أكد هذا المشروع بانّ هناك اثنى عشرة من العادات العقلية يجب على جانب تدريس العلوم تطويرها وتثبيتها لدى الطلاب المتعلمين خلال مرحلة تدريس العلوم، بالإضافة إلى ذلك قام منهاج وآلية نيوجرسي الأمريكية بتحديد ستة أهداف ضمن الجوانب التربوية في أطار العادات العقلية الواجب تحقيقها عند جميع الطلاب.

2- وكنتيجة لما سبق بأنّ العادات العقلية أحد أهداف العلوم كان لا بد من بدوام تطوير العادات العقلية للطلاب المتعلمين طوال فترة حياتهم، وذلك حتى يعتاد الطلاب المتعلمين على هذه العادات المتعلمة ونقل تعلمهم إلى الجوانب الأخرى من حياتهم اليومية، بحيث لا يخضع لكل ما يدور حوله من قول أو فعل ويستثار بسرعة بشكل خاص في هذا العصر -عصر العولمة- حيث أنّ أحد مظاهر الواجب امتلاكها للدخول لهذا العصر هو اكتساب العادات العقلية وممارستها لمواجهة التناقض في القضايا الملازمة لهذا العصر كالقضايا العلمية والقضايا الفكرية والقضايا الأخلاقية في المجتمعات.

سبب تعلم العادات العقلية

يوضّح العالم تيشمان (Tishman) أن هناك العديد من الأسباب لتعلم وتنمية العادات العقلية ويمكن تلخيصها بأربع نقاط أساسية وهي:

1- تتعامل العادات العقلية مع مهارات الذكاء بأنّه محور الشخصية حيث تثبت المواقف والعادات والسمات الشخصية بالإضافة إلى المهارات المعرفية.

2- تقوم العادات بتضمين أنّ التفكير والتعلم تحتوي على العديد من الأدوار المتعددة والتي يمكن للعواطف أن تقوم بها في التفكير الجيد.

3- بالرغم من عدم الحصول على الاهتمام الكبير إلّا أنّ العادات تنظر إلى موضوع الحساسية بأهمية وتعتبرها سمة وصفة أساسية من صفات السلوك الذكي.

4- تقوم ممارسة العادات العقلية على العديد من السلوكيات والمهارات الفكرية والتي تثبت وتدعم التفكير النقدي والتفكير الإبداعي، والتي تتضمن وتقوم عليها المواضيع التربوية المدرسية خلال المرحلة الدراسية وما بعدها في الحياة العملية.

5- تعمل العادات العقلية على تطوير السلوكيات التي تعتمد على الذكاء وذلك في مرحلة بناء المعرفة بحيث تقوم بتأدية العادات بطريقة أفضل وبشكل أعمق.

6- تضفي العادات العقلية للمتعلم والممارس جوًا من المرح والمتعة.

7- تقوم العادات العقلية بتمرين المتعلم على حس المسؤولية وتأدية المهمات واكتساب الإرادة نحو استعمال القدرات والمهارات الفعلية.

8- تفعّل العادات العقلية الحواس وكذلك العقل عن طريق استخدامها في عملية التعلم بحيث تسمح للمتعلم برؤية مسار وطريق المهارة التفكير.


شارك المقالة: