حياتنا مبنية على المعرفة والأفكار، فنحن نمرّ كلّ لحظة بحدث أو شيء له معنى، ومعرفتنا بهذا الشيء تزداد حسب درجة الأهمية التي تعنينا، فالأشياء التي نراها حولنا هي ساكنة ما دمنا لا نفكّر فيها، وبمجرد التفكير بها تتحرك باتجاهنا وتصبح محط اهتمامنا، ولولا هذا الأمر لما ظهر الإبداع في مجالات متخصّصة دون غيرها، ولا كنّا قادرين على تطوير المعرفة والظهور يوماً بعد آخر باكتشافات واختراعات جديدة.
ما دور الفكر في تحريك الأمور الساكنة؟
إنّ القاعدة النفسية التي تتحدّث عن دور الفكر في تحريك الأمور الساكنة، لها دور كبير في بناء حياتنا وطريقة تفكيرنا بطريقة غير مفهومة، فكلما ازداد يقيننا بالفوز والنجاح كلما تهيّأت الظروف من حولنا لتحقيق هذا الهدف، وكلما شعرنا بالتخاذل والتراجع والانهزامية كلما واجهتنا مصاعب وعقبات لم تكن لتخطر على بالنا في يوم من الأيام، مثلاً كفريق رياضي لا يثق بقدرته على الفوز فتكون النتيجة الحتمية هي الانهزام حتماً.
إن الناجحون، لم يكونوا ناجحين أصلاً، بقدر ما كانت توقعاتهم المستقبلية عن ذاتهم وعن أهدافهم في الحياة إيجابية ومتفائلة، ونحن جميعاً مررنا بمواقف شعرنا فيها بثقة كبيرة بالفوز، وكانت النتيجة أننا فزنا بالفعل، أو بالفشل ففشلنا فعلاً، والسرّ هنا يكمن في وجود علاقة قويّة بين أفكارنا والظروف التي تتشكّل حولنا.