لسوء الحظ، فإنّ أقلّ من عشرة بالمئة من الأشخاص في مجتمعنا يهتمون بالمستقبل، بينما تهتم الغالبية العظمى إما بالحاضر وتحقيق الإشباع في هذا اليوم أو هذه الليلة، أو بالماضي وما حدث لهم فيه.
كيف نميّز الأشخاص الذين يهتمون بالمستقبل من غيرهم؟
كيف نعرف أن أحدنا مهتماً بالمستقبل أم لا، بكلّ بساطة، إنّ الأشخاص الذين يهتمون بالمستقبل، لديهم إجابة فورية عن هذا السؤال، فهم يفكرون كثيراً في المستقبل وما سيبدو عليه عندما يصلون إليه، وهم أيضاً متيقّنون مما يريدونه من حياتهم بعد خمس سنوات من الآن، إنّهم قادرون على أن يخبرونا بما يريدونه، وما الذي يسعون إلى تحقيقه في المستقبل القريب أو البعيد.
كما أنّ بإمكانهم إخبارنا بالحال الذي سيصبحون عليه، وما هو غرضهم من الوصول إلى هذا الحال، إنّهم يمتلكون صوراً عقلية واضحة حول ما يرغبون في عمله، وحول مستوى دخلهم، وعائلاتهم، ومستوى حياتهم، ومستوى الإنجازات التي سيحقّقونها في خلال السنوات القادمة.
أمّا الأشخاص المهتمون بالماضي أو الحاضر، فتتسم نظرتهم إلى المستقبل بالغموض والتشويش، ونادراً ما يفكّرون فيه بشكل تفصيلي، ومن الممكن أن يشعروا بالضيق إذا طلبنا منهم أن يخبرونا بأهدافهم في المستقبل.