اقرأ في هذا المقال
أفكارنا التي نتبنّاها في حياتنا اليومية، نحصل عليها من عدّة مصادر بناء على الظروف والوقائع والمواقف التي تترتّب عليها بشكل موضوعي محايد، ولكن هناك من يقوم بتبنّي الأفكار حسب العواطف التي تعبّر عن مدى حبّنا أو كرهنا للآخرين، وبحسب المواقف الشخصية التي تعمل على إعماء القلوب والعقول.
ما نتيجة أخذ الأفكار الخاطئة عن الآخرين؟
إنّ قيامنا بأخذ فكرة مسبقة عن الآخرين بطريقة خاطئة، يعمينا عن الرسالة التي يرغبون في إيصالها إلينا، وينهي فرصة التعلم منهم، فالكثير من الآراء السليمة تخرج من قبل أشخاص لا نتفق معهم في شيء، وتخرج بعض الآراء الخاطئة من قبل أشخاص نتفق معهم في كلّ شيء، وها هو حالنا، ولكننا لا نرغب في معرفة الحقيقة بأزهى صورها.
إنّ تقييمنا للحقائق يجب أن يكون معزولاً بشكل كامل ليس فقط عن العواطف الشخصية، بل وعن الخصائص الأصلية ﻷصحابها، فليس من شأننا أن نحكم على الآخرين وعلى سوابقهم وصفاتهم بل الحكم على مواقفهم من هذه المسألة أو تلك، وهذا هو التقييق الواقعي للحقاق.
ما نتيجة الحكم على الآخرين من خلال تصورات عامة؟
إنّ الحكم على الآخرين من خلال تصوراتنا العامة، يعيق حكمنا عليهم في المواقف الخاصة، ويعظم الخطأ عندما تصل بنا الحال إلى تعميم الأحكام على مجتمع بأكمله، ضمن حكم عام وقالب دائم، وما يفترض فعله هو العكس تماماً.
يفترض بنا أن نستمع لمن لا نحبهم ولا نتفق معهم أكثر من أفكار الذين نحبهم ونثق بهم ونعرفهم حقّ المعرفة، فحين نستمع ونناقش من لا نتفق معهم تتفتح أذهاننا على كافة الصعد ونتعرّف وقتها على مختلف الأراء والتوجهات، أما إن كنا لا نستمع إلا لمن نحب، ولا نقرأ إلا لمن يتفق معنا، فلا جديد سنكتسبه.
إنّ استمرارنا بالإطلاع على الآراء التي نميل إليها فقط، ينتهي بنا الحال إلى اكتساب مفاهيم محدودة على نطاق ضيّق وتزداد رسوخاً مع الأيام، فخوفنا من تعددية الآراء ينتهي بثقافة موحّدة ونظرة ضيّقة وجيل جاهل، لا يستطيع أن يتعدّى بفكره حدود خياله، فاعتقادنا أن فلاناً خاطئاً كونه لا يروق لنا، ليس بمبرّر أن نرفضه ونرفض أفكاره أو التعامل معه.