لا يوفّق الجميع في تقديم الخطابات أو المحاضرات الرسمية أمام حشد كبير من الناس، إمّا لنقص الخبرة لديهم في كيفية توظيف لغة الجسد بشكل جيّد أو لعدم التحضير المسبق الجيّد للموضوع وعدم القدرة على تناسق لغة الجسد مع الكلام المنطوق، أو لظروف خاصة تتعلّق إما بالمتحدّث أو المتلقّي قد تكون في بعض الأحيان مكانية، ممّا يجعل من توظيف لغة الجسد أمراً خارجاً عن السيطرة.
كيف يكون توظيف لغة الجسد بشكل غير صحيح؟
في هذه الحالة لا يستطيع المتحدّث أن يكون مقنعاً أمام الجمهور ويستطيع أن يلحظ ذلك الجميع إما بسبب توتّر المتحدّث وضعفه، أو بسبب الحضور وتململهم أو بسبب عدم المشاركة البصرية أو اللفظية مع المتحدث، ممّا يضع المتحدّث في موقف لا يحسد عليه، وعادةً ما يقوم المتحدّث في هذه الحالة بوضع يده على أذنه تارة وعلى وجهه تارة أخرى، ممّا يعطي انطباعاً أنه يحاول إخفاء الحقيقة، والتشكيك في صحّة ما يقول وعدم قدرته على التفكير السليم، ولا يستطيع المتحدث في هذه الحالة أن يوظّف لغة الجسد بشكل مثالي يخرجه من الموقف.
كيفية إنقاذ الموقف باستخدام لغة الجسد:
يتوجب على المتحدّث في حالة فقدان السيطرة على المحاضرة وعدم القدرة على إقناع الجمهور أو المستمعين بما يقوم بتقديمه، أن يقوم بتغيير مكان الوقوف وتغير نبرة الصوت وطرح مثال من الواقع يقوم من خلاله بوضع حبكة وعنصر تشويق وحلّ يتطلّب من الحضور المتابعة، وكذلك محاولة إشراك الحضور بموضوع النقاش، وكذلك البحث بين الجمهور عن أي شخص يقوم بالمتابعة والإيماء برأسه بشكل تشجيعي يدلّ على المتابعة من خلال لغة العيون، ومهما كان العرض سيء، يكون دائماً من يقوم على التشجيع ومساعدة المتحدّث للخروج بأقلّ الخسائر.
إذ يتوجب علينا في هذه الحالة أن نقوم بتوجيه حديثنا إلى عدد محدود من الأشخاص بشكل ملفت غير مباشر دون الالتفات إلى بقية الحضور، فإذا تفاعل مع المتحدّث هؤلاء الأشخاص وهو عادةً ما يحدث، فإنّ هذه الطريقة تكون هي العصا السحرية التي تنقذ المتحدّث من المأزق الذي هم فيه، وتمكنه من محاولة استعادة انتباه الجمهور وبناء الثقة بشكل تدريجي، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود وهو إيصال الفكرة والتحكّم في إيقاع المحاضرة.