ما هو تأثير الشخصية الحدية على الأمهات وكيفية تعافي الأبناء منه؟

اقرأ في هذا المقال


تؤثر هذه الشخصية على الأمهات مثل باقي الاضطرابات الشخصية، حيث يتأثر الأبناء في حال لم يتم العلاج وقد يجعلهم أشخاص مضطربين ويؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي المفرط ويكونون معرضين أكثر للإصابة بالاضطرابات النفسية مع زيادة مخاطر عدم الاستقرار البيئي، والتعرض للمخدرات والكحول وضعف التماسك الأسري.

تأثير اضطراب الشخصية الحدية على الأمهات:

ويتضمن تأثير اضطراب هذه الشخصية على الأمهات ما يلي:

1. ضعف الارتباط بين الأم والأبناء:

يظهر الضرر الذي يرافق هذا النوع من الاضطراب الموجود عند الأمهات، فيؤثر في الأبناء في المراحل الأولى من الطفولة ويعطل تطور الارتباط الآمن والمشاركة وقد وجدت الدراسات أن التفاعل بين الأمهات المصابات بهذا الاضطراب وأطفالهن الرضع تتميز بعدم الحساسية أو التعاطف.

2. ضعف في ممارسة الدور الأمومي:

 الأمهات المصابات بهذا النوع من الاضطراب أقل عرضة للانغماس في سلوكيات الأبوة والأمومة الصحية للرضع، حيث لاحظ الباحثون أن الأمهات المصابات بهذا النوع من الاضطراب يبتسمن بشكل أقل، لا يداعبن أطفالهن ويلعبن بشكل أقل أو منعدم مع أطفالهن.

3. عدم تلبية الاحتياجات النفسية للأبناء:

عادةً ما تتعرض الأمهات المصابات بهذا النوع من الاضطراب صعوبة في التعرف على الحالة العاطفية لأبنائها والاستجابة لها بشكل مناسب وتزيد هذه الاحتياجات النفسية الاجتماعية غير الملباة في اللحظات الحرجة من النمو العمري وتزيد من مخاطر التعلق غير المحسوب بالآخرين وتحرم الأبناء من الأمن والراحة والأمان منذ بداية حياتهم.

4. تقلب الحالة المزاجية للأم:

يكون لدى الأم المصابة بهذا النوع من الاضطراب حالات نفسية غير ثابتة، تقلبات مزاجية والخوف من الهجر والتفكير الحدي، كل هذه تتحد وتمنع سلوكيات الأبوة والأمومة وتكسر النمو النفسي والاجتماعي والسلوكي للأبناء.

5. مزيج حب وكراهية:

قد يكون ليس من السهل معرفة موقف الأم من أفراد العائلة وموقفها من نفسها، في ظل مزاجها المتقلب نحوهم بين الحب الشديد والكره الشديد، والذي حين يأتي أحدهما يلغي الآخر فوراً ويسبب هذا تحيرًا مرهقًا لجميع أفراد الأسرة.

6. نوبات غضب شديدة:

شيء طبيعي أن يصاب الوالدان بالعصبية أو التوتر قليلاً طوال اليوم، لكن عندما تغضب الأم المصابة بهذا النوع من الاضطراب، تصبح صاخبة ويتحول الغضب لسلوك جسدي مرعب كأنه سينفجر شيئاً ما.

7. لا تراجع ولا استسلام عن الشجار:

كون الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب يشعرون بالإهانة والهجوم لأهون سبب، فليس مطروحاً لهم التراجع عن الشجار دون البحث عن طريقة دبلوماسية ومهذبة لحل المشكلة وهذا يمكن أن يجهد علاقة أفراد الأسرة مع الأم.

8. أنت الأم وهي الابنة:

عادةً ما تتعرض الأمهات المصابات بهذا النوع من الاضطراب صعوبة في إعطاء مشاعر الحب والتفاعل والمداعبة لأبنائها، فينعكس الدور أحياناً وتبحث الأم عن القوة والراحة عند الابن أو الابنة خصوصاً في ظل المعاناة من مشكلات الهجر.

كيف تتعافى الأم من سلوك ذات الشخصية الحدية؟

  • بالرغم من المستوى غيرالطبيعي من الضيق الذي يعاني منه أبناء الأمهات المصابات بهذا النوع من الاضطراب فإن الكثيرين يترددون في الاعتراف بهذه التجارب للآخرين أو حتى لأنفسهم، فيبدو الكشف عن حقيقة الأم بمثابة خيانة لها أو هكذا تظن الأم، خاصةً إذا كان مرضها جعل أفراد الأسرة يشعروا بالمسؤولية عن حالتها العاطفية وسلوكها.
  • ويمكن لهذه الفطرة الوقائية أن تبقي الأبناء صامتون وتأجيل طلب المساعدة التي يحتاجوها بشكل عاجل، حتى أن البعض يستوعب انتقادات أمهاتهم ورفضها، ويلومون أنفسهم على سلوكياتها الضارة، وبالتالي فإدراك تأثير الأم على حياة الأبناء أمر ضروري لفهم معاناتهم وتخفيف مشاعر الذنب والارتباك، لأن أفعالها ليست تنبع من نية خبيثة ولكن من مرض موجود، وبالتالي فالحل الأمثل الانتقال لمرحلة التعافي لهما سوياً ليساعدهم العلاج على كشف جذور العقبات العاطفية وإزالتها والمضي قدمًا في حياتهم.
  • يوفر  الطبيب النفسي علاجًا فعالاً وشاملاً للأطفال والبالغين الذين تعايشوا مع أمهات مصابات بهذا النوع من الاضطراب، سواء أدت بهما حالة التعايش إلى مضاعفات نفسية أم لا، فلا داعي للقلق لأنه متوفر الموارد البشرية والعلاجية التي تقدم التوجيه والبصيرة التي يحتاجوها للتعافي.
  • يساعد الطبيب النفسي بوضع خطة علاج شخصية تتناول النطاق الكامل لاحتياجات الأم وأفراد الأسرة وتوفر لهم الدعم والتحقق والتعاطف الذي يحتاجوه للتعافي، من خلال المزج بين العلاج النفسي الفردي ومجموعات الدعم وبرامج التأهيل السلوكي التي تساعدهم على تغيير طريقة تفكيرهم والتحكم في نوباتهم الاندفاعية، لتبدأ رحلة اكتشاف الذات الحاسمة للتعافي وتعزيز التنظيم العاطفي، والهدوء الشخصي، والوئام النفسي.

شارك المقالة: