ما هو رهاب القيء؟

اقرأ في هذا المقال


قد يكون الخوف من القيء حالة نفسية تؤثر بصورة كبيرة على الأداء اليومي للمصابين به، يظهر هذا النوع من الرهاب على الأطفال والبالغين، إما يكون الخوف من القيء، أو الخوف من رؤية القيء.

ما هو رهاب القيء؟

تعتبر هذه الحالة من الأمراض التي من الصعب علاجها، بالأخص لأنه مرض معقد بعض الشيء، وتظهر هذا الحالة لدى الأشخاص الذين يشتكون من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الوسواس القهري، واضطرابات الأكل، فقد يرافق هذا النوع من الرهاب في كثير من الأوقات رهاب الجراثيم.

الأمر الغريب هو أن معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، من النادر ما يتقيأون، والبعض منهم اعترفوا بأنه حتى لم يسبق لهم التقيؤ عندما كانوا صغار، ومع هذا يخافون من حدوث هذا.

بشكل نسبي إن الذين يعانون من هذه الحالة يدركون أن القيء كعَرض غير خطر على الحياة، ويدركون كذلك أنه ليس له أي أثر جسماني سلبي عليهم على المدى البعيد، وبرغم هذا يظهر عليهم الهلع من مجرد احتمال حدوثه لهم.

وعادةً ما تظهر هذه الحالة ثانوية لبعض الأمور المقلقة للمصاب، مثل الابتعاد عن الأكل وغسيل الأيدي والانشغال بالآخرين الذين يعانون من عدوى فيروسية قد تنتقل إليهم.

أسباب رهاب القيء:

1- غالباً ما يكون هذا النوع من الرهاب ناتج عن خبرة سلبية مع القيء، بالتحديد بعد التعرّض لتسمم غذائي من بعض الأطعمة منتهية الصلاحية أو من اضطرابات المعدة، فيمكن للتقيؤ الذي يمتد طوال الليل ويتسبب في الأرق والأثر السيء بعدها على أدائهم اليومي وحرمانهم من ممارسة بعض الأنشطة التي يرغبون بها.

2- كما أن هذه الحالة قد تكون متعلقة بمخاوف عدم التحكم على الرغبة بالتقيؤ. يحاول العديد من الأشخاص السيطرة على تصرفاتهم وبيئتهم بكل أسلوب ممكن، لكن القيء صعب أو لا يمكن التحكم فيه. يظهر في بعض الأحيان في أوقات وفي أماكن محرجة أو غير مناسبة، ما قد يجعلهم يشعرون بالخوف الشديد منه.

3- بالإضافة إلى مشاهدة القيء، يمكن أن يتسبب في جعل البعض بأن يشعرون بحاجة للتقيؤ وانعدام القدرة على تقبل المنظر والرائحة المتعلقة به. وهذا يرجع لأسباب قد تكون متعلقة بالوسواس القهري، أو الهوس بالنظافة، وعدم القدرة حتى على تنظيف القيء.

أعراض رهاب القيء:

1- الابتعاد عن مشاهدة القيء على التلفاز أو في الأفلام.

2- الابتعاد عن كل الأمور ذات الرائحة السيئة.

3- الابتعاد عن المستشفيات أو المرضى.

4- عدم القدرة على سماع أو ذكر كلمات مثل القيء.

5- الاستعمال الوقائي المفرط لمضادات الحموضة.

6- تجنب تناول الطعام بعيداً عن البيت.

7- عادةً ما يعاني المصابين من غثيان متكرر ومشاكل في الهضم.

8- يخشى المصابون من تعبئة بطونهم بالأكل خوفاً من أن يصيبهم هذا بالغثيان والقيء.

علاج رهاب القيء:

1- إن العلاج الرئيسي والمتاح لعلاج هذه الحالة يستند على فكرة العلاج الإدراكي السلوكي، ومعظم مرضى هذا النوع من الرهاب سوف يتلقون قائمة من الممنوعات في أول مراحل العلاج، مثل الابتعاد عن أطعمة محددة، والابتعاد عن الذهاب إلى أماكن تناول طعام محددة، فينصحون بالابتعاد عن الأماكن العامة، بالتحديد إذا كانت لديهم مخاوف من أن تكون هذه الأماكن قد تلوثت بفعل الآخرين أو عدم توفر احترازات صحية هناك. بعد هذا يبدأ المصاب بالتعرض لمثل هذه المواقف بالتدريج، ليتسنى له كسر مخاوفه واحدة تلو الأخرى.

2- إن العمل على هذه الحالة عن طريق العلاج النفسي، يمكن أن يساهم في مساعدة الشخص في القضاء على الإحساس بالقلق المبالغ والهلع من التقيؤ وإدراك الفرق بين القلق والمرض.

3- يستعمل علاج التعرض بصورة منتشرة لعلاج هذا النوع من الرهاب كذلك، من خلال السماح للمصاب بأن يصبح أكثر تكيف بشكل تدريجي مع المواقف التي تعزز من القلق من الإصابة بالمرض.

4- يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي كذلك المصاب في اختبار أنماط التفكير غير العقلاني التي يشتكي منها حول القيء ويعلّم المصاب أساليب التعامل مع كافة الظروف المحيطة. وقد يساعد البعض على اعتبار المشكلة بأنها أقل كارثية مما يعتقد، فأن مرضى الرهاب في الغالب ينتكسون ويتعرضون لحالة من الغثيان إذا تعرضوا لبعض مثيرات الرهاب، ولهذا فهدف العلاج الإدراكي السلوكي هو التقليل من شدة الكارثية واستبدال الأسلوب الذي يفكرون به في هذه المسببات.

5- يقوم البعض في تناول بعض الأدوية المضادة للقيء، وهذا لا ينصح به وقد يكون خطير على المصاب. فليس هناك أي دليل علمي على أن الأدوية النفسية، مضادات الاكتئاب، والمثبطات لديها أي تأثير في علاج الرهاب، لذا فإن على الذين يعانون منه أن يأخذوا في اعتبارهم عدم تناول مثل هذه الأدوية ظنًا منهم أنها أفضل أساليب العلاج. الأدوية المضادة للقلق يمكن أن تساعد في ضبط المظاهر الجسدية فقط لهذه الحالة.


شارك المقالة: