اقرأ في هذا المقال
- ما نتيجة قانون التوقعات للمستقبل
- مفهوم قانون التوقعات
- تأثير قانون التوقعات على الذات
- كيفية استخدام قانون التوقعات بشكل إيجابي
- تأثير التوقعات على الصحة النفسية
أياً كان ما نتوقعه بثقة في أنفسنا، يصبح كالحقيقة التي تحقق ذاتها بذاتها، فنحن من نُقرّر مصير مستقبلنا على الدوام، عندما نتحدّث بشأن المشكلة التي سينتهي إليها الأمر، فيما يَخصّ أمر بعينه. إنَّ توقعاتنا إذن تُحدّد اتجاهنا النفسي، والذي يُحدّد بدوره كيفية سلوك الآخرين نحونا، بشكل يعكس ما نفكّر به داخلياً.
ما نتيجة قانون التوقعات للمستقبل
إذا كنّا نتوقع أنَّنا سنكون ناجحين، فسوف نكون ناجحين في النهاية، وإذا توقعنا أن نكون سعداء ومحبوبين من قِبَل الجميع، سنكون كذلك، وإذا توقعنا أن نكون بصحّة جيدة، وأن نكون محط احترام واهتمام الآخرين ممَّن هم حولنا، فإنّ َهذا ما سوف يحدث، ﻷنَّ عقولنا تُصدر أوامرها إلى باقي الحواس بضرورة تطبيق الأفكار الإيجابية.
بوسعنا تحديد الحقيقة، عن طريق الإنصات للكلمات التي نستخدمها، في وصف أحد الأحداث الوشيكة، علينا أن نحرص دائماً على التفكير والتحدّث على نحو إيجابي، فيما يَخصّ المستقبل، كقولنا “أعتقد أنَّ أمراً رائعاً سيحدث لي يوماً ما”، وبعد ذلك علينا أن نتوقّع الأفضل باستمرار.
علينا أن نكون منفتحين ويقظين لاحتمال حدوث أي شيء، إيجابياً كان أم سلبياً، وأن يكون طموحنا في الأمور الإيجابية بعيداً عن الخوف والتشكيك الدائم.
مفهوم قانون التوقعات
قانون التوقعات يعتمد على فكرة أن العقل البشري يميل إلى تحقيق ما يتوقعه الشخص لنفسه. يمكن للتوقعات أن تكون إيجابية، مثل الاعتقاد بالقدرة على النجاح أو الوصول إلى هدف محدد، أو سلبية، مثل الخوف من الفشل والشعور بعدم الكفاءة. هذه التوقعات تؤثر على سلوك الفرد، وتتحكم في طريقة تفكيره، وتدفعه نحو اتخاذ خطوات تتماشى مع ما يتوقعه.
يُعتقد أن العقل البشري يعمل كمرآة تعكس ما نتوقعه، فالأفكار والتوقعات التي نحملها عن المستقبل يمكن أن تصبح نبؤات ذاتية التحقق، حيث يتصرف الشخص بطريقة تجعل هذه التوقعات تتحقق، سواء كانت جيدة أو سيئة.
تأثير قانون التوقعات على الذات
يمكن لقانون التوقعات أن يكون له تأثير عميق على كيفية تطور الشخص وقدرته على تحقيق الأهداف. وفيما يلي بعض الجوانب التي يظهر فيها تأثير هذا القانون:
1. التوجيه نحو النجاح أو الفشل
عندما يتوقع الشخص النجاح، فإنه يتصرف عادة بثقة أكبر ويكون أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات. التوقعات الإيجابية تمنحه القوة والإصرار للعمل بجدية نحو أهدافه. على سبيل المثال، الرياضي الذي يتوقع الفوز في مباراة معينة يميل إلى التدريب بجدية أكبر والتركيز على تحقيق الهدف، مما يزيد من احتمالية تحقيق النجاح.
بالمقابل، إذا كان لدى الشخص توقعات سلبية، فقد يجد نفسه مترددًا وغير مستعد لمواجهة التحديات. هذه التوقعات السلبية تؤدي إلى تبني مواقف الدفاع والانسحاب، مما يعوق تحقيق الأهداف المرجوة.
2. تأثير التوقعات على الثقة بالنفس
تلعب التوقعات دورًا مهمًا في تعزيز أو تقويض الثقة بالنفس. الشخص الذي يتوقع النجاح يكتسب إحساسًا أقوى بقدراته، مما يجعله أكثر استعدادًا لاتخاذ المخاطر والبحث عن الفرص. أما الشخص الذي يتوقع الفشل، فقد يعاني من قلة الثقة بالنفس والشعور بعدم القدرة، مما يحد من طموحه ويقيده عن السعي لتحقيق إمكاناته.
3. التحفيز وتطوير الذات
التوقعات الإيجابية يمكن أن تكون مصدرًا قويًا للتحفيز. عندما يتخيل الفرد نتائج إيجابية لما يسعى إليه، فإنه يشعر بدافع قوي للعمل بجدية لتحقيق هذه النتائج. على سبيل المثال، طالب يتوقع تحقيق درجات عالية في الامتحان سيقوم بالدراسة بجدية واهتمام أكبر، مما يزيد من احتمالية تحقيق توقعاته.
من الناحية الأخرى، التوقعات السلبية قد تقود إلى الإحباط والاستسلام السريع. عندما يتوقع الشخص الفشل، فإنه قد لا يرى فائدة في بذل الجهد لتحقيق أهدافه، مما يؤدي إلى عدم استغلال قدراته بشكل كامل.
كيفية استخدام قانون التوقعات بشكل إيجابي
للاستفادة من قانون التوقعات، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعد على توجيه الأفكار نحو الإيجابية وتحقيق الأهداف:
1. تحديد أهداف واقعية وواضحة
تحديد أهداف قابلة للتحقيق يساعد في بناء توقعات إيجابية واقعية. عندما تكون الأهداف واضحة ومحددة، يمكن للفرد تصور نجاحه في تحقيقها، مما يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على العمل نحوها.
2. استخدام التصور الإيجابي
التصور الإيجابي هو تقنية تتيح للفرد تخيل نفسه وهو يحقق أهدافه. من خلال تصور النجاح والشعور بمشاعر الفرح والرضا المرتبطة به، يمكن للشخص تعزيز توقعاته الإيجابية. هذه الممارسة تساعد في تحويل الأفكار الإيجابية إلى محفزات عملية تدفع نحو النجاح.
3. التعلم من التجارب السابقة
يمكن للتعلم من النجاحات والإخفاقات السابقة أن يساعد في تشكيل توقعات أكثر دقة وواقعية. من خلال النظر إلى النجاحات السابقة، يمكن للفرد تعزيز توقعاته الإيجابية، ومن خلال تحليل الإخفاقات، يمكنه تجنب الوقوع في نفس الأخطاء مجددًا.
4. الإحاطة بأشخاص إيجابيين
الأشخاص المحيطون بنا لهم تأثير كبير على توقعاتنا. من خلال الإحاطة بأشخاص يشجعوننا على النجاح ويدعموننا، يمكننا تعزيز ثقتنا بأنفسنا وتوقعاتنا الإيجابية للمستقبل. البيئة الداعمة تشجع على تبني موقف إيجابي نحو المستقبل.
تأثير التوقعات على الصحة النفسية
تأثير التوقعات لا يقتصر على الجانب المهني أو الشخصي فقط، بل يمتد أيضًا إلى الصحة النفسية. التوقعات الإيجابية تساعد على تحسين المزاج وزيادة الشعور بالرضا العام، مما يقلل من مستويات القلق والاكتئاب. من جهة أخرى، التوقعات السلبية قد تزيد من التوتر والضغط النفسي، وتجعل الشخص يشعر بالعجز وعدم القدرة على التحكم في مستقبله.
قانون التوقعات هو أداة قوية يمكن أن تحدد مسار حياة الفرد وتؤثر على نجاحاته وإخفاقاته. من خلال التركيز على بناء توقعات إيجابية والعمل بجدية لتحقيقها، يمكن للفرد أن يغير مسار حياته ويحقق أهدافه. ومع ذلك، فإن التوقعات السلبية يمكن أن تصبح عائقًا كبيرًا، لذا من المهم العمل على تنمية التفكير الإيجابي واستخدام قانون التوقعات كدافع نحو تحقيق النجاح والرفاهية الشخصية.