ما هو مفهوم عملية التعلم؟
يقصد بعملية التعلم: بأنها عبارة عن عملية اكتساب الطلاب مفاهيم جديد وسلوكيات ومهارات وقيم ومواقف وتفضيلات جديدة، ويمتلك البشر والحيوانات وبعض الآلات القدرة على التعلم، وبعض التعلم فوري مستحدثًا بحدث واحد، لكن الكثير من المهارات والمعرفة تتراكم من التجارب المتكررة.
ما هي العوامل المهمة التي قد تؤثر على عملية التعلم؟
لقد وجد أن صعوبة الطلاب في عملية التعلم قد تكون بسبب عوامل كثيرة داخل الطالب نفسه، وتتمثل هذه العوامل من خلال ما يلي:- العامل الفكري: يقصد ابلمصطلح العامل الفكري بأنه هو مستوى العقلي الفردي، ويرتبط النجاح في المدرسة بشكل عام ارتباطًا وثيقًا بمستوى الفكر للطلاب، وفي غالبية الأحيان ما يواجه الطلاب ذوو الذكاء المنخفض صعوبة كبيرة في إتقان الواجب المدرسي، في بعض الأحيان لا يتعلم الطلاب بسبب إعاقات ذهنية خاصة. وتشير الدرجة المنخفضة في مادة واحدة ودرجاته في المواد الأخرى إلى احتمال وجود نقص خاص، يكشف علم النفس عن استخدام أن الطالب يمتلك أنواعًا مختلفة من الذكاء، ومعرفة طبيعة عقل الطلاب لها قيمة كبيرة في توجيه وتشخيص الإعاقة، وتعد القدرة الأصلية للطالب ذات أهمية قصوى في تحديد فعالية عملية التعلم.
- عوامل التعلم: قد تؤثر العوامل التي تُعزى إلى عدم إتقان ما تم تدريسه، وأساليب العمل أو الدراسة الخاطئة، وضيق الخلفية التجريبية على عملية التعلم لأي طالب، وإذا كانت المدرسة تتقدم بسرعة كبيرة ولا تحقق باستمرار من مدى إتقان الطلاب لما يتم تدريسه لهم، فإن الطالب يتراكم عددًا من أوجه القصور التي تتداخل مع التقدم الناجح. ففي مادة الرياضيات على سبيل المثال إن معرفة القواعد الأساسية ضرورية لنجاح عملية تعلم الطلاب جداول الضرب، وبالإضافة إلى ذلك فإن الضعف يساهم بشكل مباشر في نقص معرفة وإلمام الطالب بجدول الضرب، وقد يكون الفشل في التاريخ بسبب ضعف القدرة على القراءة أو ضعف اللغة الإنجليزية وغيرها من المواد الدراسية التعليمية. وبسبب التعليمات الخاطئة قد يكون الطلاب قد تعلموا طرقًا غير فعالة للدراسة، وقد تتداخل العديد من أنواع الصعوبات الأخرى المرتبطة مباشرة بعوامل التعلم مع التقدم.
- العوامل الفيزيائية: تتضمن هذه العوامل الفيزائية المجموعة ممايلي: الصحة، والنمو البدني والتغذية والعيوب البصرية والجسدية وغيرها من الامراض. ومن المسلم به عمومًا أن اعتلال الصحة يؤخر النمو البدني والحركي وأن سوء التغذية يتعارض مع التعلم والنمو البدني.
حيث أن الطلاب الذين يعانون من عيوب بصرية وسمعية وغيرها من العيوب الجسدية معاقين بشكل خطير في تطوير مهارات مثل القراءة والتهجئة، ولقد ثبت أن الغدد المختلفة للإفراز الداخلي مثل الغدة الدرقية والغدة النخامية تؤثر على السلوك، ومن المحتمل أن تؤثر صحة المتعلم على قدرته على التعلم وقدرته على التركيز.
- العوامل العقلية: يندرج الموقف في إطار العوامل الذهنية، وتتكون المواقف من عناصر عضوية وحركية، ولا يجب الخلط بينها وبين العواطف التي تتميز باضطرابات داخلية، والمواقف أكثر أو أقل من نوع محدد، حيث أن ذلك له دورًا كبيرًا في التنظيم العقلي والسلوك العام للطلاب. المواقف مهمة أيضًا في تنمية الشخصية، من بين هذه المواقف الاهتمام والبهجة والمودة والتحيز والعقل المنفتح والولاء، حيث تمارس هذه المواقف تأثيراً محفزاً على معدل التعلم والتعليم للطلاب وعلى التقدم في المدرسة أيضاً. وتتأثر كفاءة العمل من يوم لآخر والسرعة التي يتم بها تحقيقه بموقف المتعلم، وان الموقف العقلي الإيجابي يقوم على تسهيل عملية التعلم، ويرتبط عامل الاهتمام ارتباطًا وثيقًا في الطبيعة بعامل الدافع والمكافأة الرمزي.
- العوامل العاطفية والاجتماعية: ترتبط العوامل الشخصية مثل الغرائز والعواطف والعوامل الاجتماعية ومثل التعاون والتنافس ارتباطًا مباشرًا بعلم النفس المعقد للتحفيز، ومن الحقائق المعترف بها أن ردود الفعل المختلفة للطلاب على أنواع مختلفة من المحفزات يتم تحديدها من خلال مجموعة متنوعة من الميول والرغبات. حيث أن بعض هذه الميول الفطرية للطلاب يعتبر بعضها بناء والبعض الآخر ضار، وذلك لسبب ما وربما يكون الطالب قد طور كرهًا لبعض المواد لأنه قد يفشل في رؤية قيمتها، أو قد يفتقر إلى الأساس، وينتج عن هذا الكراهية حالة عاطفية سيئة.
حيث أن بعض الطلاب في حالة مستمرة من التعاسة وذلك بسبب خوفهم من أن يكونوا ضحايا استنكار معلميهم وزملائهم في الفصل الظراسي، وهذا موقف غير صحي ويؤثر على عملية التعلم إلى حد كبير، وهذا في كثير من الأحيان نتيجة التدريب السيء، وينبع السخط الاجتماعي من المعرفة أو الوهم بأن الطالب أقل من الآخرين في الرفاهية.
- عوامل تتعلق بشخصية المعلم: يعتبر المعلم التربوي كشخصية فردية عنصرًا مهمًا في بيئة التعلم أو في إخفاقات الطلاب ونجاحهم، وتساعد الطريقة التي تتفاعل بها شخصيته مع شخصيات الطلاب الذين يتم تعليمهم على تحديد نوع السلوك الذي ينشأ من حالة التعلم.لا تكمن القيمة العليا للمعلم في الأداء المنتظم للواجبات الروتينية، بل في قدرته على القيادة وإلهام الطلاب من خلال تأثير شخصيته الأخلاقية والمثالية، بالمعنى الدقيق للكلمة تتكون الشخصية من جميع العوامل التي تجعل الفرد على ما هو عليه، والنمط المعقد للخصائص التي تميزه عن الآخرين من نوعه، والشخصية هي نتاج العديد من القوى التكاملية. وبعبارة أخرى فإن شخصية المعلم هي عبارة عن مزيج من المظهر الجسدي والقدرة العقلية والسلوك العاطفي ومواقف المعلم التربوي تجاه الآخرين، وأن التدريس والتعلم الفعال هما نتاج شخصية متكاملة للمعلم التربوي، بشكل عام لا يحب الطلاب المعلم المتذمر الذي لا يستطيع التحكم في أعصابه قبل الفصل الدراسي، ومن المستحيل على معلم يتمتع بطابع مزاجي أن يخلق الحماس وأن يشع الضوء وأشعة الشمس لمن حوله. ويحب الطلاب مدرسًا سعيدًا ومتعاطفًا ومتحمسًا ومبهجًا، وإن التعليم والتعلم الفعال هما نتيجة حب الطلاب والتعاطف مع اهتماماتهم والتسامح والقدرة المحددة على الفهم، لذلك يجب على المعلم التربوي أن يدرك أنه في جميع أنشطته في الفصل الدراسي بأنه يؤثر بشكل مباشر على سلوك الكائن الحي المتنامي والطلاب.
- العامل البيئي: إن الظروف المادية اللازمة من أجل التعلم تخضع للعامل البيئي، ومن العوامل التي تؤثر على كفاءة التعلم الحالة التي يتم فيها التعلم، ويشمل ذلك الفصول الدراسية والكتب المدرسية والمعدات واللوازم المدرسية والمواد التعليمية الأخرى. في المدرسة والمنزل يجب أن تكون ظروف التعلم مواتية وكافية إذا كان التدريس سيحقق النتائج المرجوة، ولا يمكن إنكار أن نوع وجودة المواد والمعدات التعليمية تلعب دورًا مهمًا في الكفاءة التعليمية للمدرسة، ومن الصعب القيام بعمل جيد للتدريس في نوع سيئ من المباني وبدون معدات ومواد تعليمية مناسبة، وإن مبنى المدرسة أو الفصل الدراسي ليس له أي ميزة عند بنائه دون مراعاة أهدافه ووظائفه التعليمية.