ما هي أخلاقيات الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر أخلاقيات الذاكرة في علم النفس مجالًا جديدًا نسبيًا قام علماء النفس المعرفيين باكتشافه، لكن البحث في هذا المجال يتعلق بالفعل بعدد من الأسئلة المتميزة من حيث المسؤولية الأخلاقية ودورها في الذاكرة، وواجبات التذكر والحق في النسيان والدقة والأصالة في الرجوع للذكريات القديمة.

ما هي أخلاقيات الذاكرة في علم النفس

تتمثل أخلاقيات الذاكرة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الذاكرة والمسؤولية الأخلاقية

يؤكد البحث النفسي المتعلق بالتذكر والذاكرة على العلاقة بين الذاكرة العرضية ونظيرتها الموجهة نحو المستقبل، والفكر العرضي في المستقبل، وهناك روابط محتملة بين السفر عبر الزمن الذهني والمسؤولية الأخلاقية، حيث جادل بعض علماء النفس المعرفيين بأن العجز في الذاكرة العرضية والفكر العرضي في المستقبل في المفاهيم المعادية للمجتمع.

يعني ضمناً أن المفاهيم المعادية للمجتمع للأفراد أنه لا يمكنهم حقًا أن يضروا بالآخرين وبالتالي لا يمكنهم فعل ذلك ولو من خلال التفكير والتذكر، حيث أنهم يتحملون المسؤولية الأخلاقية الكاملة عن أفعالهم، مع ذلك يجادل علماء النفس بأن الأشخاص الذين يعانون من عجز في الذاكرة العرضية والفكر العرضي المستقبلي يصدرون أحكامًا أخلاقية مشابهة لتلك التي يصدرها الأشخاص العاديين مما يشير إلى ضرورة القيام بالمزيد من العمل لإنشاء صلة نهائية بين الذاكرة والمسؤولية الأخلاقية.

2- واجب التذكر

جادل بعض علماء النفس والباحثين بأنه قد يكون لدينا واجب أخلاقي علينا أن نتذكره، على سبيل المثال يجادل بعضهم بأن من واجبنا أن نتذكر ضحايا السلوك المعادي، ومثل هذا الالتزام الذي قد يكون على المستوى الفردي أو الجماعي.

سيكون متسقًا مع الروح الكامنة وراء لجان الحقيقة والمصالحة والمؤسسات المماثلة، لكن وجود واجب التذكر مثير للجدل، حيث أكد البعض أنه لا يوجد واجب عام لتذكر الماضي وحتى أنه قد يكون هناك في بعض الحالات واجب النسيان.

3- الحق في النسيان

قد يكون لاعتمادنا المتزايد على أشكال جديدة من الذاكرة الخارجية تداعيات أخلاقية مدهشة وخاصة في الذاكرة ما وراء الفردية، حيث أن الوضع الافتراضي للذاكرة البشرية هو النسيان، ومعظم المعلومات التي نواجهها لا تشق طريقها أبدًا إلى الذاكرة طويلة المدى، على النقيض من ذلك فإن الوضع الافتراضي لذاكرة الكمبيوتر مثلًا هو التذكر.

بدأ الباحثين في استكشاف الآثار الأخلاقية للانتقال من حالة الأمور التي يكون فيها النسيان هو القاعدة، بمعنى أن أقوال الفرد وأفعاله ستترك القليل بشكل عام، ومنها تتبع إلى واحد يكون التذكر فيه هو القاعدة، بمعنى أن العديد من أقوالنا وأفعالنا تترك وراءها آثارًا رقمية دائمة إلى حد ما.

عندما يكون التذكر هو القاعدة فقد يُحرم الناس على وجه الخصوص من أي فرصة لبداية جديدة بعد الانخراط في سلوكيات سلبية غير مناسبة، مما يؤدي بالبعض إلى المجادلة من أجل الحق في أن يُنسى، فمن وجهة النظر القانونية والتكنولوجية من المرجح أن يكون هذا الحق صعب التنفيذ، من وجهة نظر أخلاقية قد ينطوي الحق في النسيان على واجب النسيان، وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن أن نتحمل مثل هذا الواجب.

أخلاقيات الذاكرة الخارجية في علم النفس

قد تعيد تقنيات الذاكرة الخارجية الجديدة في النهاية تشكيل القواعد التي تحكم التذكر الفردي، ولكن حتى على المدى القصير هناك أسئلة أخلاقية مُلحّة تتعلق بتأثير تقنيات الذاكرة الخارجية على الإدراك والذات، فيما يتعلق بالإدراك لدى البعض فقد أعرب بعض علماء النفس عن عدم ارتياحهم للتأثير المعرفي للاستخدام السائد بشكل متزايد لمثل هذه التقنيات.

ومع ذلك فإن البعض الآخر أكثر تفاؤلاً مع تقييم الأدلة التجريبية للادعاءات المتفائلة والمتشائمة حول التأثير المعرفي لتقنيات الذاكرة الخارجية ليس بالأمر السهل، ففيما يتعلق بالذات جادل علماء النفس بأن منظور العقل الممتد يعني أن هناك قيودًا أخلاقية صارمة ضد التدخل في الذكريات الخارجية للأفراد.

أخلاقيات تعديل وتحسين الذاكرة في علم النفس

مع ظهور تقنيات جديدة لتغيير عمل أنظمة الذاكرة على سبيل المثال ينتج عن استرجاع ذاكرة مخزنة فترة من إعادة التجميع تكون خلالها الذاكرة المسترجعة قابلة للتعديل وعرضة للتعديل، مما قد يسمح بالتدخلات لتغيير الذكريات المؤلمة من خلال أسئلة أخلاقية تتعلق بأشكال مختلفة من تعديل الذاكرة أصبحت أكثر إلحاحًا.

حدد بعض علماء النفس المعرفيين عددًا من الأسئلة التي أثارتها تقنيات تعديل الذاكرة، في ضوء العلاقة الوثيقة بين الذاكرة والذات، فليس من المستغرب أن الكثير منها يتعلق بآثار تعديل الذاكرة على الذات، حيث أنه قد يؤدي تعديل ذكريات شخص ما، على سبيل المثال إلى الحدّ من معرفته بذاته عن طريق حرمانه من فرص التعرف على أفعاله أو تآكل إحساسه بالوكالة عن طريق حرمانه من إمكانية اعتبار نفسه وكيلًا فيما يتعلق بالأحداث التي كان فيها..

ومع ذلك يجادل علماء النفس أنه في بعض الحالات قد تفوق فوائد تعديل الذاكرة تكاليفها في علم النفس، وحتى لا يكون هناك حاجز أخلاقي عام لاستخدام تقنيات تعديل الذاكرة الناشئة، ركز الكثير من الجدل حتى الآن على قمع الذكريات المؤلمة أو غير المرغوب فيها بطريقة أخرى، ولكن يتم طرح أسئلة موازية من خلال استخدام أساليب جديدة للذكريات.

يتم تعزيز قدرات الذاكرة بالوسائل الصيدلانية والوسائل الأخرى، ومع ذلك جادل منتقدو الجدل حول تحسين الذاكرة في علم النفس بأن الأدلة على فعالية الأساليب ذات الصلة مختلطة، أو أن النقاش غالبًا ما يتجاهل الاختلافات المهمة بين أنواع الذاكرة.

الدقة والحقيقة والأصالة في أخلاقيات الذاكرة في علم النفس

تثير أشكال تنوع المحتوى التوليدية مسألة الدقة في أخلاقيات الذاكرة في علم النفس بطريقة حية بشكل خاص، حيث أنه إذا كان محتوى التمثيل المسترجع يمكن أن يختلف عن محتوى التتبع، والذي يمكن أن يختلف بدوره عن التمثيل الإدراكي، أو إذا تدعي نظرية المحاكاة أنه ليس هناك حاجة إلى أي أثر يربط بين التمثيل المسترجع والتمثيل الإدراكي يبدو أنه لا يوجد ضمان على أن الذاكرة تزودنا بتمثيل دقيق للأحداث الماضية.

ومع ذلك لا تضمن الأشكال التوليدية لتنوع المحتوى عدم الدقة، ولا تضمن الأشكال المحافظة على تنوع المحتوى الدقة؛ لأن دقة أخلاقيات الذاكرة في علم النفس لها بُعدان متميزان تتمثل في الحقيقة والأصالة التي ترتبط السلوكيات الواقعية.

تشير الأصالة في أخلاقيات الذاكرة في علم النفس إلى التطابق بين تمثيل الذاكرة وتجربة الشخص للحدث الماضي، بينما تشير الحقيقة إلى التطابق بين تمثيل الذاكرة والحدث الماضي نفسه، بشكل حاسم لا يستلزم أي نوع من الدقة الآخر، وقد يكون التمثيل المسترجع أصيلًا، ولكن إذا أخطأ الموضوع في فهم الحدث ذي الصلة، فقد لا يكون صحيحًا مع ذلك.

في نهاية المقال نجد أن:

1- أخلاقيات الذاكرة في علم النفس تعتبر مهمة كأخلاقيات البحث النفسي والبحث العلمي والمهني.

2- حيث أن أخلاقيات الذاكرة في علم النفس تهتم بجميع الواجبات والحقوق التي يتطلب من الفرد الالتزام بها.

3- حيث تعتبر الذاكرة من الأمور والوسائل التي يستخدمها الفرد لتحقيق الدور المطلوب منه.


شارك المقالة: