الإعاقة العقليّة: هو تدنّي في مستوى الأداء الوظيفي العقلي، الذي يقل عن متوسّط الذكاء بانحرافين معياريين ويشكّل خلل واضح في السلوك التكيّفي.
أساليب قياس وتشخيص الإعاقة العقلية
- الاتجاة التكاملي في قياس وتشخيص الإعاقة العقلية: هو قياس وتشخيص الإعاقة العقلية، من الموضوعات التي تنطوي على عدد من الجوانب الطبية والسيكومترية والاجتماعية والتربوية.
- أساليب قياس وتشخيص البعد الطبي: هو من أقدم الأساليب المستخدمة للقياس، حيث يقوم طبيب الأطفال بفحص الطفل المحوّل إلية جسمياً وحركياً. ويشتمل التقرير الطبي معلومات عن تاريخ الحالة الوراثية، أسباب الحالة، ظروف الحمل، مظاهر النموالجسمية والحركية والحسية والفحص الطبي المخبري. ويركّز التشخيص الطبي على الأسباب المؤدية إلى إصابة المراكز العصبية في الدماغ.
- أساليب قياس وتشخيص البعد السيكومتري: هو من الاتجاهات السيكومترية التقليدية يستخدم في هذه المقياس لتحديد نسبة الذكاء. ومن ثم تحديد موقعه على منحنى التوزيع الطبيعي. ويركز التشخيص السيكومتري على التدنّي الواضح في نسب الذكاء.
- أساليب قياس وتشخيص البعد الاجتماعي: هو من الاتجاهات الحديثة في قياس وتشخيص حالات الإعاقة العقلية، حيث يعتمد هذه المقياس ع البعد الاجتماعي. ويركّز التشخيص الاجتماعي على مدى نجاح، أو فشل الفرد في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه مقارنة مع المجموعة العمرية.
- أساليب قياس وتشخيص البعد التربوي: هو من الاتجاهات الحديثة في قياس وتشخيص حالات الإعاقة العقلية. وجاء هذا الاتجاه ليكمل الاتجاه التكاملي. ويهدف هذا الاتجاه إلى تقييم أداء الأطفال تربوياً وتحصيلياً على المقاييس الخاصة بالبعد التربوي. ويركّز التشخيص التربوي على التدنّي الواضح في التحصيل، خاصة في مهارات الحساب والكتابة والقراءة.
أنواع قياس وتشخيص الإعاقة العقلية
قياس وتشخيص الإعاقة العقلية يُعد عملية معقدة تتطلب تكاملاً بين الاختبارات النفسية والتقييمات الطبية والاجتماعية. يهدف التشخيص إلى تحديد وجود الإعاقة العقلية وفهم مدى تأثيرها على قدرة الفرد على التعلم والتفاعل الاجتماعي. تُعتبر هذه العملية أساسية لتقديم الدعم والخدمات المناسبة للأفراد المعاقين عقليًا، وتوجيه الأهل والمعلمين نحو أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع التحديات المرتبطة بهذه الإعاقة.
التقييم النفسي
التقييم النفسي هو أحد الأساليب الأساسية في قياس الإعاقة العقلية. يتم استخدام اختبارات ذكاء معيارية مثل اختبار “ستانفورد-بينيه” أو “فاينلاند”، التي تساعد في تحديد مستوى الأداء العقلي للفرد مقارنةً بالمستويات النمطية لعمره الزمني. توفر هذه الاختبارات فهمًا شاملاً لقدرات الفرد المعرفية، مثل التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والذاكرة.
التقييم الطبي
التقييم الطبي يتضمن فحصًا شاملاً لتحديد أي عوامل بيولوجية أو وراثية قد تسهم في الإعاقة العقلية. يشمل هذا الفحص تحاليل الدم، والتصوير العصبي، واختبارات الجينات التي تساعد في الكشف عن الاضطرابات الوراثية أو المشكلات الصحية الأخرى. يساعد التقييم الطبي في استبعاد أو تحديد الأسباب العضوية التي قد تكون مرتبطة بالتأخر العقلي.
التقييم السلوكي والاجتماعي
التقييم السلوكي والاجتماعي يشمل مراقبة سلوك الفرد في بيئته الطبيعية مثل المنزل والمدرسة. يساعد هذا النوع من التقييم في فهم كيفية تفاعل الفرد مع الآخرين وكيفية مواجهته للمواقف اليومية. يستخدم الأخصائيون استبيانات ومقابلات مع الأهل والمعلمين لجمع معلومات حول الأداء الاجتماعي والمهارات اليومية للفرد.
المقابلات السريرية
تُعتبر المقابلات السريرية جزءًا مهمًا من عملية التشخيص، حيث يتم التحدث مباشرةً مع الفرد وأسرته لفهم الخلفية التاريخية والصحية والتعليمية. تساعد المقابلات في تحديد الأعراض المحتملة للإعاقة العقلية وفهم سياقها ضمن حياة الفرد. هذه المعلومات تمكن الأخصائيين من بناء صورة كاملة عن تأثير الإعاقة على الحياة اليومية للفرد.
التقييم التربوي
يهدف التقييم التربوي إلى تحديد مستوى الأداء الأكاديمي للفرد وكيفية تأثير الإعاقة العقلية على تعلمه. يقوم المعلمون والمتخصصون في التعليم الخاص بتقييم المهارات الأكاديمية مثل القراءة والكتابة والرياضيات. يساعد هذا التقييم في تحديد الاحتياجات التعليمية الفردية وتطوير خطط تعليمية مخصصة.
تكامل البيانات وتحليل النتائج
بعد جمع المعلومات من مختلف المصادر، يقوم الفريق المتخصص بتحليل النتائج وتكامل البيانات لتقديم تشخيص دقيق. يتضمن ذلك مراجعة جميع المعلومات المتاحة، والنظر في العوامل البيئية والاجتماعية التي قد تؤثر على الفرد، يساهم هذا النهج الشامل في توفير فهم متكامل للإعاقة العقلية وتحديد أفضل الاستراتيجيات للتدخل والدعم.
أهمية التشخيص المبكر
التشخيص المبكر للإعاقة العقلية يعتبر ضروريًا لتقديم الدعم المناسب وتحسين النتائج طويلة المدى للفرد. يمكن أن يساعد التدخل المبكر في تعزيز المهارات الاجتماعية والتعليمية والحياتية، ويزيد من فرص الدمج في المجتمع. يسهم التشخيص المبكر في تخفيف الأعباء النفسية والاجتماعية على الفرد وأسرته، ويوجههم نحو الموارد والخدمات التي يمكن أن تدعم تطورهم ونموهم.
عملية قياس وتشخيص الإعاقة العقلية تتطلب تكاملاً بين الأساليب النفسية والطبية والسلوكية والاجتماعية. من خلال استخدام التقييمات المتنوعة، يمكن للأخصائيين تحديد مدى الإعاقة وتأثيرها على حياة الفرد وتقديم الدعم اللازم. التشخيص المبكر والدقيق يفتح الطريق أمام التدخل الفعال الذي يسهم في تحسين جودة حياة الأفراد المعاقين عقليًا ويدعم دمجهم في المجتمع بشكل أكبر.