الكثير من الناس يحصلون على المهنة التي يحلمون بها، وفي نفس الوقت نجدهم غير مرتاحين فيها، يفكرون باستمرار بكيفية الثبات المهني في العمل، يخافون من المستقبل ويفكرون به بشكل غير إيجابي، ممَّا يجعلهم في صراع داخلي مع نفسهم تجاه العمل المهني الذي يقومون به.
ما هو القلق المهني
يُقصد بالقلق المهني أنَّه: المشاعر السيئة والسلبية تجاه العالم المهني بأكمله، فيجد الشخص نفسه خائف من العمل وخائف من استمراره بالعمل وخائف من فقدان العمل وخائف ومتردد من تكوين علاقات مهنية جيدة، وخائف من مستوى المهام التي يقدّمها وخائف من نجاحه في العمل ومن فشله، يختلف القلق المهني من شخص لآخر حسب الأسباب المؤدية للقلق وحسب درجة تأثر الشخص بالقلق المهني.
ما هي أسباب القلق المهني
يُعتبر القلق المهني من الظواهر الشائعة في عالم العمل الحديث، ويعود ذلك إلى مجموعة متنوعة من الأسباب التي تؤثر على الأفراد في بيئاتهم المهنية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور القلق المهني وكيف يمكن أن تؤثر على الأفراد وصحتهم النفسية.
لا يحدُث القلق المهني للكثير من الأفراد من تلقاء نفسه، فنجد العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إليه، وتتمثل أسباب القلق المهني من خلال ما يلي:
- الكثير من الأفراد يكون اختيارهم للمجال المهني خاطئ ويتدخل به الجميع، فلا يستطيعون بناء علاقة جيدة مع العمل، ممَّا يؤدي إلى عدم الولاء لهذا العمل.
- عدم تناسب قدرات ومهارات الفرد مع المهام والمشاريع المهنية في المؤسسة التي يعمل بها، فالعديد من الأفراد يشعرون بالفشل لعدم قدرتهم على القيام بما طُلِب منهم.
- عندما يكون العائد المالي للعمل قليل ولا يكفي حاجات الفرد، هذا يؤدي إلى شعور الفرد بالتوتر والقلق المستقبلي تجاه الحياة المهنية والحياة الشخصية معاً.
- عندما تكون المهام كثيرة ومتراكمة فهذا يجعل الفرد يشعر بالملل والتردد تجاه عمله.
إن القلق المهني هو مشكلة معقدة تتأثر بمجموعة من العوامل، سواء كانت تتعلق بالضغط الناتج عن العمل أو بيئة العمل نفسها. من الضروري التعرف على هذه الأسباب والعمل على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع القلق المهني، سواء من خلال تحسين بيئة العمل، أو تقديم الدعم المناسب، أو ممارسة تقنيات إدارة الإجهاد. إن تعزيز الوعي حول القلق المهني قد يساعد الأفراد على تحسين جودة حياتهم المهنية وتقليل الآثار السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة.
