عاداتنا اليومية هي المحدد الرئيسي لثروتنا ونجاحنا في هذه الحياة، وبغض النظر عن مدى جودة خططنا واستراتيجياتنا واستثماراتنا فأنّه يمكن التراجع عنها بسهولة بسبب العادات السيئة، والعادات الجيدة هي عامل مضاعف ومن خلال البناء المستمر على أساس أقوى فإنّها ستفصل الجيد عن الجيد، وهناك أنواع للسلوكيات الجيدة أو الذكية والتي حددها كوستا وحدد مظاهرها وكيف تنمو لتصبح عادة عقلية لدى المرء لتساعده على الوصول لسلوكيات المفكرين البارعين بمختلف التخصصات، فيمكن توظيف هذه الأنواع في جميع مناحي الحياة والتي تلعب دورًا كبيرًا فيها.
أنواع السلوك الذكي
وضع أرثر كوستا في عام ۱۹۹۱ قائمة تضم أنواع السلوك الذكي والتي تضمنت ما يأتي:
1- المثابرة.
2- طيش أو تهور متناقض.
3- الإصغاء التوكيدي.
4- التفكير التعاوني.
5- التفكير المرن.
6. قدرات فوق المعرفية.
7- فحص الدقة.
8- الاعتماد على المعرفة السابقة وتطبيقها في المواقف الجديدة.
10- المخاطرة.
11- حسن الفهم والتقدير.
12- دقة اللغة.
13- استخدام الحواس كافة.
14- البراعة.
15- الأصالة.
16- التبصر حسن الدهشة والتعجب.
17- الفضول.
18- التشويق والقدرة على التأثير كمفكر.
حيث خلصت بحوث العلماء كل من فيرشتان (Fuerstern) وسترنبرج (Streenberg) وجلاتون وبارون (Glatthon & Baron) وبيركنز (Perkins) وأنيس (Ennis) التي قاموا بإجرائها لدراسة التفكير الفعال والسلوكيات الذكية، أنّه تتوفر بعض الميزات الذاتية للأشخاص ذو الفكر المؤثر، حيث هذا لا يتضمن كل من العلماء أو الرياضيين أو الفنانين الذين قد امتازوا بالتصرف الذكي، بحيث اعتمدت دراسات كل من الدكتور كوستا وكاليك في نتائجهم والتي عملت بقيام البحوث الشاملة والكاملة على ميزات وسمات ذوي الفكر العالي والفعال من ضمن تخصصاتهم المختلفة، والتي نتجت عنها إلى أنّ التصرف الفعال من الممكن أن تمييزه وتحديده عن طريق البحث.
مظاهر السلوك الذكي
يظهر السلوك الذكي بصور مختلفة منها:
1- إدراك الكائن لبيئته.
2- التعلم والفهم من التجارب.
3- تطبيق التعلم بنجاح على المواقف الجديدة.
4- التواصل مع الآخرين.
5- العمل في البيئات المعقدة.
6- تفسير الحلول للمسائل واكتشاف المعرفة الخفية.
7- التفكير المجرد واستخدام القياس.
8- الإبداع والبراعة والقدرة على التعبير.
تطوير السلوك الذكي ليصبح عادة
السلوك الذكي هو المهارات والقدرات اللازمة لشرح السلوك الحالي بدقة والتنبؤ بالسلوك المستقبلي والتأثير على سلوك الآخرين والتحكم في سلوكك، فعند دعم هذه السلوكيات الذكية لتصبح روتين يومي في حياة الفرد فأنّها ترفع من مستوى الفرد العقلي والاجتماعي وغيرها من جوانب الحياة، كما يصبح الفرد فاعلًا في المجتمع ومن الممكن أن يقوم بدعم غيره من فئات المجتمع، حيث القدرة على شرح السلوك بدقة معقدة.
كما أنّ هناك عدد من العوامل التي تدفع السلوك مثل العواطف (وهذا هو سبب ارتباط الذكاء السلوكي والذكاء العاطفي) ووظائف الدماغ وعلم الوراثة والثقافة والبيئة والدوافع التحفيزية على سبيل المثال لا الحصر، ويوفر الوعي بهذه العوامل وغيرها إطارًا للفهم، ولكن لا يزال يتعين علينا جمع المعلومات لتطبيق المعرفة، وهذا هو المكان الذي تلعب فيه ملاحظة إشارات لغة الجسد الخاصة والاستماع إلى أنماط الكلام وتحليل البيانات السلوكية للمصادر الرقمية وأدوات التعدين الأخرى، ومن خلال هذه الوسائل البشرية والتكنولوجية يمكننا تمييز مجموعة متنوعة من السلوكيات المختلفة واستخدامها للتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية والتأثير على سلوكيات الآخرين والتحكم في سلوكياتنا.
وهناك أيضًا عدة عوامل تساعد على استمرارية العادات العقلية وبقائها، فإذا كان يرغب المرء في تغيير عادة ما فأنّه بحاجة إلى التركيز على الإشارات والمكافآت التي تحافظ على استمرار هذه العادة المحددة، وسيساعده فهم هذه العملية على أن يكون مقصودًا وبوعي في اختيار الأنشطة والسلوكيات التي ستصبح عادات ومن هذه العوامل:
1- التلميح: يؤدي هذا إلى تنشيط عادتنا وسلوكنا تلقائيًا، وهناك خمسة أنواع من الإشارات وهي مكان أو وقت من اليوم أو شخص معين أو عاطفة معينة أو سلوك طقسي.
2- الروتين: هذه هي العادة أو السلوك الذي تجد نفسك تقوم به دون أن تعلم، ويمكن أن تكون جسدية أو عقلية أو عاطفية، وتمامًا مثل ركوب سيارتك كل يوم في الصباح للذهاب إلى العمل فأنت لا تفكر بوعي في كل قرار تتخذه، وكلما فعلت ذلك قل الاهتمام الذي تحتاجه وأصبح أكثر آلية، تنتقل هذه العادة وتحرر مساحة ذهنية وتحافظ على أكبر قدر ممكن من قوة الإرادة.
3- المكافأة: هذه هي المتعة التي تحصل عليها من هذه العادة، والمكافأة تحرق العادة في ذاكرتك بحيث تصبح عادة الانتقال في المرة التالية التي تحدث فيها الإشارة.