اقرأ في هذا المقال
يقضي الموظف المهني العديد من الساعات في المهنة التي يشغلها، بحيث تعبر هذه الساعات عن رأينا وعلينا مباشرة أن ندرك أهمية أن تكون المهنة التي يشغلها الموظف المهني مريحة له من الناحية النفسية والجسدية، هذه الحقيقة لا يدركها إلا من جربوا العمل ضمن بيئة غير مريحة بالنسبة لهم، فالأمر يضع أمامنا عددا من التحديات التي علينا إما محاولة تقبلها أو المسارعة بالبحث عن فرصة عمل جديدة تمنحنا الشعور في الرضا المهني الذي نبحث عنه.
إيجابيات البقاء في وظيفة لا يريدها الموظف المهني:
تتمثل الوظيفة المهنية بالعديد من الإيجابيات والآثار الإيجابية التي تعود على الموظف المهني في الحياة الشخصية والحياة المهنية معاً، بحيث تتمثل البقاء في وظيفة لا يريدها ولا يحبها الموظف المهني بالعديد من الإيجابيات والتي يمكننا ذكر بعضها من خلال ما يلي:
- احتمالات التوظيف المهني الأفضل: هذا هو المؤيد الرئيسي للبقاء في العمل المهني الذي لا يريده الموظف المهني ولا يرغب بالاستمرار به، بحيث تمتلك الكثير من المؤسسات المهنية الكبيرة العديد من المرافق والأقسام المهنية التخصصية بالنسبة للموظفين، ولدى هذه المؤسسات المهنية العديد من الخطط للتوسع بسرعة، ومن المهم أن يعرف الموظف المهني أنه إذا ترك وظيفته الحالية، فستكون هناك احتمالات صعبة في الحصول على عمل أو وظيفة أخرى، وسيواجه مشاكل في العثور على عمل من أي من هذه المرافق في المستقبل المهني القادم، وسيضطر إلى العثور على عمل خارج المكان الذي يعيش به، ولكن إذا أكمل عمله القديم الذي لا يرغب به ولا يريده، فسيكون مؤهلاً أكثر للعمل في الفروع والمرافق والأقسام المهنية الأخرى للمؤسسة المهنية والتي تكون أفضل ومناسبة أكثر له.
- الخبرة المهنية المضمونة: إذا استقال الموظف المهني من عمله، فليس هناك ما يضمن أنه سيجد وظيفة توفر له الخبرة المهنية المماثلة، ولكن من خلال البقاء في نفس العمل الذي لا يريده، فمن الممكن أن يزيد الموظف المهني من قيمته في سوق العمل المهني وخاصة عند العمل بجهد عالي للتناسب مع العمل المهني ومن خلال التزوّد بالتدريب المهني اللازم للنجاح في إنجاز المهام المهنية المطلوبة دون ترك العمل المهني.
- وظيفة مهنية مضمونة: يعتبر موضوع ترك العمل أو الوظيفة التي يشغلها الموظف المهني من أهم العوامل التي تؤثر في السيرة الذاتية لهذا الموظف وخاصة عن التقدم لفرصة تعيين وتوظيف أخرى، وخاصة عند ترك العمل المهني الحالي بوقت قليل جداً مما يؤثر على السمعة المهنية وعدم القدرة على أداء أي وظيفة مختلفة والنجاح بها، فعنما يتصاحب ترك العمل المهني مع الخبرة المهنية المحدودة، فسيكون من الصعب العثور على وظيفة مهنية أخرى مناسبة.
سلبيات البقاء في وظيفة لا يريدها الموظف المهني:
كما للبقاء والاستمرار في العمل المهني غير المناسب إيجابيات وآثار مميزة على الصعيد المهني والمستقبل المهني، فهناك سلبيات عديدة للوظيفة التي لا تتناسب وترتبط مع قدرات ومهارات الموظف المهنية وخاصة على الصحة النفسية للموظف المهني والتي تؤثر على إنتاجيته وأدائه المهني، وتتمثل سلبيات البقاء في وظيفة لا يريدها الموظف المهني من خلال ما يلي:
- الإرهاق العاطفي: تتمثل في التعرض للعديد من المشاعر غير المنتظمة من القدرة على القيام بالمهام المهنية وعدم القدرة على إنجاز مهام مهنية أخرى؛ لأن الموظف المهني يكون بحاجة لقدرات ومهارات مهنية كبيرة مناسبة للعمل والوظيفة المهنية الحالية، مما يزيد من شعور الموظف المهني بالإحباط والكسل في إنجاز العديد من المهام المهنية الموكلة إليه كغيره من زملاء العمل المهني، ويزيد من عدم قدرة الموظف المهني على التنظيم في أوقات الطعام والنوم.
- فقدان التحفيزات المهنية: تميل الرواتب إلى الزيادة عندما يبدأ الموظف المهني وظيفة جديدة، ولكن عندما لا يقدم الموظف المهني للوظيفة المهنية الكثير من المزايا والتحسينات والتغييرات والتطورات المهنية فلا يمكن أن يتم مقابلته بالمكافآت المهنية والمقابل من التحفيزات المهنية المادية أو المعنوية وخاصة التوجيه والتشجيع، بحيث لا يمكن أن يحصل الموظف المهني في العمل والوظيفة التي لا يرغب بها ولا يريدها عل أي تحفيزات أو تطورات مهنية؛ لأنه غير متقدم وغير مستقر في هذا العمل ويرغب باستمرار في الانتقال لعمل ووظيفة مهنية أخرى.
على الرغم من الصحة العاطفية السيئة، من أجل الحياة المهنية المستقبلية، سيكون من الحكمة الاستمرار في المنصب المهني للموظف المهني؛ من أجل الحد من الخيارات المهنية المستقبلية الذي يكون بشكل واضح للعديد من الموظفين، بحيث ترتبط المهنة ارتباطًا وثيقًا بجميع جوانب الحياة؛ لأنه بدون مصدر دخل لائق، ستكون هناك المزيد من الصعوبات في الحفاظ على نمط حياة مرضي.