يدرك معظم الأشخاص أنّ للفم أهمية كبيرة في لغة الجسد المستخدمة لإقناع الآخرين بوجهات النظر التي يتم طرحها عن طريق الكلام المنطوق، حيث يقوم العديد من الأشخاص ممن يدركون أهمية الفم في محاولة تحسين مظهر شفاههم كونها مركز رئيسي لاهتمام وملاحظة الآخرين، ولا يجب بالضرورة أن يكون تغيير الفم بشكل كامل، ولكن بتغيير الطريقة التي نقوم بها بتحريك شفاهنا أثناء الكلام أو الابتسام أو الضحك أو حتّى المجاملة، فالفم له استخدامات عديدة لها عدد كبير من الدلالات المستخدمة في لغة الجسد.
أشكال الفم ودلالتها في لغة الجسد:
عندما كنّا صغاراً، كيف كنّا نعلم ما إذا كانت والدتنا أو معلمتنا غاضبة منّا جدّاً أم تشعر بالضيفق منّا ليس أكثر؟ كنّا نتمكّن من إدراك هذا الأمر عن طريق النظر إلى الشفاه ومحاولة قراءة لغة الجسد الخاصة بها، فللفم السعيد حركة تعبّر عن ذلك، وللفم المتضايق حركة أخرى معبّرة، وللفم الغاضب الكثير من السمات الخاصة به.
دلالة الفم الغاضب:
إنّ العلامة التقليدية للفم الغاضب في لغة الجسد هي ضمّ الشفتين معاً لتبدو كما لو أنهما ملتصقتان مع بعضهما البعض، وهي حركة يطلق عليها من الناحية الفنيّة اسم ضغط الشفاه، حيث تنضغط الشفتان معاً لتكوّن خطّاً رفيعاً محكماً، ويمكن أن يكون ضغط الشفاه دلالة على الإحباط الشديد وهو الشعور الذي يقترب من الغضب ولكنه لم يصل إلى ذروة الغضب الواضح بعد، وعادة ما تظهر حركة الفم هذه في حالة الوقوع في مشكلة ما، والشخص الذي يشعر بالغضب يتم كشف أمره مباشرة من خلال لغة الجسد التي ترسلها شفتاه فهي تعبّر عن حالة التوتر والغضب.
دلالة الفم المتجعد:
عادة ما تختلط على الناس التفرقة بين تجعّد الشفتين وضغطهما، فهناك فارق كبير في الدلالة المستخدمة لكلّ منهما في لغة الجسد، فعند ضغط الشفتين تبدوان وكأنهما ملتصقتان ببعضهما البعض بقوّة كدلالة على التوتر والغضب، أمّا تجعّد الشفتين فيقع في مكان ما بين ضمّ الشفاه وفتحهما، وهي مزيج ما بين الحركتين، حيث يتمّ ضمّ الشفتين معاً، ولكن بدلاً من أن تكوّن خطّاً مستقيماً يكونان معاً، ما قد يبدو تجعّداً طفيفاً يعبّر عن الغضب، ولكنّ تجعّد الشفتين يعبّر بشكل أساسي عن الارتباك والاختلاف.