ما هي الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تستند الأخلاق على مفهوم نفسي للاستقلالية وقد يبدو من الصعب التوفيق بينه وبين علم النفس القائم على التجربة، حيث يزعم علماء النفس أنه على الرغم من عدم تطويره رسميًا إلا أن منظور نظرية الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس يمكن أن يوسع مجال علم النفس الأخلاقي القائم على العالم إيمانويل كانط ويحدد ما يعنيه.

ما هي الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس

تعتبر النظرية النفسية في تقرير المصير هي نظرية عضوية قائمة على التجربة لتحفيز الإنسان وتنميته ورفاهه والتي تشترك في العديد من نقاط الاهتمام مع مجالات التنمية الأخلاقية والتعليم الأخلاقي، ومع ذلك فقد تم فصل المعاملة الخاصة والتفضيلية إلى حد كبير عن هذه المجالات حتى الآن لبيان مفهوم الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس.

كيف يمكننا تحديد الدافع الأخلاقي المستقل وتقييمه تجريبياً؟ وكيف يتم تحقيق الاستقلالية الأخلاقية في سياق التنمية؟ وما هي العلاقات بين الحياة الأخلاقية والسعادة؟ شغلت هذه الأسئلة علماء النفس الأخلاقيين والمربين لفترة طويلة، هم محوريين للمعاملة الخاصة والتفضيلية كذلك.

بشكل أكثر تحديدًا يزعم علماء النفس أن هذا ممكن عندما يتم اعتماد معيار أخلاقي بالكامل من قبل الذات من خلال عملية استيعاب يتم تنشيطها من خلال الدافع الجوهري ويتم تسهيلها من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية للاستقلالية والكفاءة والارتباط.

لقد ازدهرت نظرية تقرير المصير في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس من خلال العديد من مجالات البحث النفسي والتطبيق النفسي، مثل علم النفس التنظيمي والسريري والصحي والرياضي والتربوي، ومع ذلك فإن تأثيرها على علم النفس الأخلاقي والتعليم الأخلاقي كان محدودًا حتى الآن، هذا الانفصال محير لأن مجالات التنمية الأخلاقية والتربية الأخلاقية تشترك في العديد من نقاط الاهتمام مع المعاملة الخاصة والتفضيلية.

باختصار فإن المعاملة الخاصة والتفضيلية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس هي نظرية عضوية قائمة على التجربة لتحفيز الإنسان وتطوره ورفاهيته، حيث تهتم المعاملة الخاصة والتفضيلية بشكل مركزي بالظروف الاجتماعية التي تسهل أو تعيق ازدهار الإنسان، ويؤكد منظورها العضوي على الطبيعة الاستباقية للبشر بصفتهم كائنات حية.

يتم تحفيز الأفراد جوهريًا لاستكشاف واستيعاب جوانب مهمة من بيئاتهم، ومنها يُنظر إلى التنمية البشرية على أنها عملية تنظيم ذاتي في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس، حيث يتقدم الأفراد في ظل ظروف داعمة نحو زيادة التمايز والتكامل الذاتي.

في حين أن هذا المنظور ليس جديدًا ويشترك في الرؤى الأساسية مع المناهج الإنسانية والديناميكية النفسية والمعرفية التنموية، فإن المعاملة الخاصة والتفضيلية فريدة من نوعها في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس في تركيزها على التنظير القائم على الأدلة، وتعتمد المعاملة الخاصة والتفضيلية على بحث تجريبي يستخدم أساليب نفسية صارمة إنه يقاوم الطلبات المتزايدة للانفتاح وإمكانية تكرار العلوم النفسية.

كان المحور الأصلي في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس والتفضيلية هو التمييز بين الدافع الجوهري مقابل الدافع الخارجي، حيث يتم تنفيذ السلوك الإنساني ذي الدوافع الداخلية بدافع الاهتمام وبسبب المتعة التلقائية ومشاعر التأثير التي تصاحبها، على النقيض من ذلك فإن السلوك الإنساني ذي الدوافع الخارجية مفيد لتحقيق أهداف غير متأصلة في النشاط، مثل الحصول على مكافآت مادية أو وضع اجتماعي وتجنب العقوبة.

السلوكيات ذات الدوافع الجوهرية تكون مستقلة من حيث أنها تُختبر على أنها تنبثق بحرية من الذات ويتم التحكم في السلوكيات ذات الدوافع الخارجية، حيث يشعر الأفراد بأنهم مجبرين أو مضغوطين أو مجبرين على التصرف بأشكال لا تتماشى تمامًا مع احتياجاتهم وأهدافهم وقيمهم.

من المهم ملاحظة أن التمايز بين الدافع المستقل مقابل الدافع المتحكم فيه ليس ثنائيًا ولكنه يعكس سلسلة متصلة متدرجة، ويختلف الدافع إلى الحد الذي يمثل فيه أشكالًا مستقلة أو خاضعة للرقابة من التنظيم الذاتي.

المعاملة الخاصة والتفضيلية في الاستقلالية الأخلاقية

تعتبر المعاملة الخاصة والتفضيلية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس ليست نظامًا بديهيًا مشتقة منطقيًا من بعض المبادئ الأساسية، بدلاً من ذلك من الأفضل فهمه على أنه إطار نظري شامل يشتمل على مجموعة غير محدودة من النظريات المصغرة الأكثر تحديدًا.

على مر السنين نما عدد هذه النظريات الصغيرة وأحدث ملخص للنظرية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس يسرد ستة منها تتمثل في نظرية التقييم المعرفي، ونظرية التكامل العضوي، ونظرية التوجهات السببية، ونظرية الاحتياجات النفسية الأساسية، ونظرية محتويات الهدف، والعلاقة نظرية الدافع.

بينما تلتزم جميع هذه النظريات المصغرة بنفس الأفكار الأساسية، إلا أنها متميزة لأنها تركز على مجموعة من الظواهر المختلفة المتعلقة بالدافع المستقل مقابل الدافع المتحكم فيه، يمكن القول إن النظريات المصغرة الأكثر صلة في سياق الأخلاق والسلوك الإيجابي الأخلاقي هي نظرية الاحتياجات النفسية الأساسية ونظرية التكامل العضوي، يعتبر كل من نظرية الاحتياجات النفسية الأساسية ونظرية التكامل العضوي نقاط مرجعية مهمة لجميع المساهمات في هذا العدد الخاص.

يزود نظرية الاحتياجات النفسية الأساسية المعاملة الخاصة والتفاضلية بفكرة تفسيرية موحدة للاحتياجات النفسية الأساسية والتي تُعرّف على أنها مغذيات ضرورية للنمو والسلامة والرفاهية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس، والاحتياجات النفسية الأساسية الثلاثة التي تم تحديدها هي الاستقلالية والكفاءة والعلاقة.

يحتاج الأفراد إلى تجربة أفعالهم على أنها ذاتية استقلالية، ويحتاجون إلى الشعور بالقدرة على إتقان بيئتهم والكفاءة بشكل فعال، ويحتاجون إلى الشعور بالارتباط بشكل هادف مع الآخرين والترابط، وإرضاء جميع الاحتياجات الثلاثة يسهل التكامل الذاتي ويؤدي إلى مزيد من الحيوية والرفاهية لفهم تطور الذات الأخلاقية.

نظرية التكامل العضوي في الاستقلالية الأخلاقية

نظرية التكامل العضوي في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس هي نظرية للعمليات والتدرجات وآثار دمج الأهداف والقيم الخارجية في الذات، والتكامل العضوي هو عملية تنموية تتطلب ظروفًا اجتماعية داعمة للاحتياجات من أجل الحدوث، كما تم توضيحه مرارًا وتكرارًا في مجموعة من السياقات المختلفة على سبيل المثال العائلات والمدارس ومكان العمل.

يعتبر نجاح التنشئة الاجتماعية في القيم والسلوكيات واللوائح المتمثلة في قواعد أو مبادئ السلوك الإنساني يتطلب دعم الاحتياجات، مما يعني أن جميع الاحتياجات النفسية الأساسية هي راضية وغير محبطة.

هناك العديد من التفاصيل الخاصة بالمعاملة الخاصة والتفضيلية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس التي تقع خارج نطاق المنهج التجريبي الاجتماعي، تسلط هذه النظرة العامة الموجزة الضوء على موضوعات رئيسية قدمتها المعاملة الخاصة والتفضيلية في الاستقلالية الأخلاقية في علم النفس.

التي توضح أهمية المعاملة الخاصة والتفاضلية للتطور الأخلاقي والتعليم الأخلاقي، وتتمثل في التمييز بين الدافع المستقل مقابل الدافع الخاضع للرقابة، والتبعية في السياق والمرونة والمرونة لهذه الأنواع من التحفيز، وأهمية الدافع المستقل لازدهار الإنسان.


شارك المقالة: