ما هي العقلية الإيجابية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ربما ليس من المفاجئ أن تكون الإيجابية بطبيعتها في مركز علم النفس الإيجابي، حيث لا تشير الإيجابية دائمًا إلى مجرد الابتسام والظهور بالبهجة، فالإيجابية تتعلق بشكل أكبر بمنظور الفرد العام للحياة وميله إلى التركيز على كل ما هو جيد في الحياة، فمن المهم التطرق لأساسيات الإيجابية في علم النفس الإيجابي، وتحديد بعض الفوائد العديدة للاقتراب من الحياة من وجهة نظر إيجابية واستكشاف بعض النصائح والتقنيات لتنمية عقلية إيجابية.

ما هي العقلية الإيجابية في علم النفس

تعبر العقلية الإيجابية في علم النفس عن حدث ذهني وعاطفي يسلط الضوء على الجزء السليم والإيجابي من الحياة وتنبؤ نتائج إيجابية، حيث أنه يعبر طريقة التفكير المنطقي ويعني في الواقع التعامل مع تحديات الحياة بنظرة إيجابية، ولا يعني بالضرورة تجنب الأشياء السيئة أو تجاهلها، بدلاً من ذلك فإنه ينطوي على تحقيق أقصى استفادة من المواقف السيئة المحتملة، ومحاولة رؤية الأفضل لدى الآخرين والنظر إلى نفس الفرد وقدراته من منظور إيجابي.

يمكننا الاستقراء من هذه التعريفات والتوصل إلى وصف جيد للعقلية الإيجابية مثل الميل إلى التركيز على الجانب المشرق، ونبؤ نتائج إيجابية والتعامل مع التحديات بنظرة إيجابية، حيث إن امتلاك عقلية إيجابية يعني جعل التفكير الإيجابي عادة، والبحث المستمر عن الجزء المشرق وتحقيق أقصى استفادة من أي موقف نجد أنفسنا فيه.

خصائص العقلية الإيجابية في علم النفس

عند السؤال كيف تبدو العقلية الإيجابية في علم النفس؟ فهناك العديد من السمات والخصائص المرتبطة بالعقلية الإيجابية، منها التفاؤل وتعني التوجه في بذل الجهد والمجازفة بدلاً من توقع أن جهودنا لن تؤتي ثمارها، والقبول في الاعتراف بأن الأشياء لا تتحول دائمًا بالطريقة التي نريدها بل نتعلم من أخطائنا.

والمرونة في الارتداد من الشدائد وخيبة الأمل والفشل بدلاً من الاستسلام، والامتنان في التقدير الفعال والمستمر للأشياء الجيدة في حياتنا، والوعي أو اليقظة في تكريس العقل للوعي الواعي وتعزيز القدرة على التركيز، والنزاهة في صفة الشرف والصالح والصراحة، بدلاً من الخداع وخدمة الذات.

لا يقتصر الأمر على خصائص العقلية الإيجابية هذه فحسب بل قد تعمل أيضًا في الاتجاه الآخر، حيث سيساعدنا تبني التفاؤل والقبول والمرونة والامتنان واليقظة والنزاهة في حياتنا على تطوير عقلية إيجابية والحفاظ عليها.

قائمة المواقف الإيجابية في العقلية الإيجابية في علم النفس

هناك العديد من الأمثلة المحددة للموقف الإيجابي في العقلية الإيجابية في علم النفس على سبيل المثال يمكن أن تشمل المواقف الإيجابية إن يبحث الفرد عن الشدائد في وضع مبتسم، والحصول على ما يحصل عليه وليس الترويج، والاستمتاع بما هو غير متوقع حتى لو لم يكن هذا ما كان يريده في الأصل، وتحفيز الفرد لمن حوله بكلمة إيجابية، واستخدام قوة الابتسامة لعكس نبرة الموقف، وأن يكون الشخص ودودًا مع من لا يعرفهم.

ومن المواقف الإيجابية في العقلية الإيجابية في علم النفس أن يكون الفرد مصدرًا للطاقة يرفع من حوله، وفهم أن العلاقات الاجتماعية والشخصية هي أهم من الأشياء المادية، وأن يكون الشخص سعيدًا حتى عندما يكون لديه القليل، وقضاء وقت ممتع حتى عندما يخسر، وأن يكون سعيدًا لنجاح شخص آخر، وامتلاك رؤية مستقبلية إيجابية مهما كانت ظروفه الحالية سيئة مع الابتسام، ودفع مجاملة حتى لشخص غريب تماما، وإخبار أي شخص بما نعرفه أنه قام بعمل رائع ويعني ذلك جعل يوم شخص ما ليس مجرد طفل يحب البالغين أن يكون يومهم مميزًا أيضًا.

يعتبر الموقف الإيجابي مفتاح النجاح في العقلية الإيجابية في علم النفس فالآن نحن نعرف المزيد عن الشكل الذي تبدو عليه العقلية الإيجابية، ومنها يمكننا أن ننتقل إلى أحد أكبر الأسئلة على الإطلاق ما الذي يميز امتلاك عقلية إيجابية مهمة جدًا ومؤثرة جدًا وتغير الحياة؟ السمات والخصائص المذكورة أعلاه تعطينا تلميحًا إذا قمنا بتوضيح الأدبيات فسنرى عددًا كبيرًا من الفوائد المرتبطة بالتفاؤل والمرونة واليقظة، وسنرى أن الوعي والنزاهة مرتبطان بتحسين نوعية الحياة، ويمكن أن يأخذنا القبول والامتنان من الحياة السيئة إلى الحياة الجيدة.

أهمية تطوير العقلية الإيجابية في علم النفس

إن تطوير عقلية إيجابية حقًا واكتساب هذه الفوائد هي مهمة للأفكار التي نحفظها ونهتم بها، فهذه القطعة لا تتعلق بنوع التفكير الإيجابي الذي يكون إيجابيًا طوال الوقت، نحن لا ندعي أن مجرد التفكير في الأفكار السعيدة سيجلب لنا كل النجاح الذي نريده في الحياة، ونحن بالتأكيد لا نعتقد أن التفاؤل مبرر في كل موقف وفي كل دقيقة من اليوم.

حيث أنه لا يعني تطوير الأفكار الصحيحة أن يكون الشخص سعيدًا أو مبتهجًا دائمًا، ولا يتعلق بتجاهل أي شيء سلبي أو غير سار في حياتنا، ومنها يتعلق الأمر بدمج كل من الإيجابية والسلبية في منظورنا واختيار أن نظل متفائلين بشكل عام.

يتعلق الأمر بالاعتراف بأن الفرد لن يكون دائمًا سعيدًا ويعلم قبول المزاج السيئ والعواطف الصعبة عندما تأتي، فقبل كل شيء يتعلق الأمر بزيادة سيطرته على سلوكه في مواجهة كل ما يأتي في طريقه، ولا يمكن للفرد التحكم في حالته المزاجية ولا يمكنه دائمًا التحكم في الأفكار التي تخطر بباله ولكن يمكنه اختيار طريقة التعامل معها، وعندما يختار الاستسلام للسلبية والتشاؤم ووجهة نظر الكآبة للعالم، فهو لا يخضع فقط لفقدان السيطرة وربما يتعثر في التعاسة، فالفرد هنا يفوت فرصة مهمة للنمو والتطوير.

وفقًا لعالمة النفس الإيجابي باربرا فريدريكسون فإن التفكير السلبي والعواطف السلبية لها مكانها فهي تسمح للفرد بزيادة تركيزه على الأخطار والتهديدات ونقاط الضعف، هذا أمر حيوي للبقاء على الرغم من أنه ربما ليس بنفس القدر الذي كان عليه بالنسبة لأسلافنا، ومن ناحية أخرى فإن العقلية الإيجابية في علم النفس والمشاعر الإيجابية يوسعان ويبنيان مواردنا ومهاراتنا، ويفتحاننا على الاحتمالات.

إن بناء إطار عمل إيجابي لأفكارنا لا يعني أن يكون الشخص مبتهجًا ومفرحًا بشكل مزعج، بل الاستثمار في نفسه ومستقبله فلا بأس أن يشعر بالإحباط أو التفكير بالتشاؤم أحيانًا، لكن اختيار الرد بتفاؤل ومرونة وامتنان سيفيد أكثر على المدى الطويل.

نتائج العقلية الإيجابية في علم النفس

مع التغاضي عن تعزيز مهارات الفرد وقدراته الذاتية هناك العديد من الفوائد الأخرى لتنمية عقلية إيجابية بما في ذلك تحسين الصحة العامة، وتحسين القدرة على التعامل مع الإجهاد وزيادة الرفاهية النفسية، ووفقًا للخبراء في علم النفس يمكن للعقلية الإيجابية في علم النفس أن يزيد من عمرنا.

ويقلل من معدلات الاكتئاب ومستويات الضيق، ويمنحنا مقاومة أكبر لنزلات البرد، ويحسن صحتنا النفسية والجسدية بشكل عام، ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية ويحميها، وتساعده على بناء مهارات التأقلم لإبقائه واقفاً على قدميه خلال الأوقات الصعبة.


شارك المقالة: