التعلم المستمر:
إنّ عملية تعلم الطلاب منذ مئات السنين هي بنفس الطريقة تقريبًا، وخلال المراحل الأولى من الحياة التحق الطلاب بالمدارس التقليدية، حيث تعلموا بمجموعة موحدة من المواد الدراسية التي سمحت لهم بتطوير مجموعة أساسية من المهارات التي من شأنها أن تسمح بالبدء في العمل في العديد من الوظائف الأساسية، أو الحصول على مزيد من التخصص من خلال التعليم العالي والمتفوق.
لم يكن هذا النظام ثابتًا أبدًا، وتعرض للتطور عدة مرات من أجل القيام على توسيع نطاقه، والعمل على دمج مستويات إلزامية جديدة سمحت لمعظم الطلاب ليس فقط بالحصول على مستويات عالية من معرفة القراءة والكتابة، ولكن من أجل الحصول على طلاب متعلمين بشكل معقول ضمن سلسلة واسعة من الموضوعات، ومع حدوث العديد من التغييرات العميقة التي لها تأثير مباشر في طريقة عمل الطلاب، وأنواع الوظائف التي يقوم بها الطلاب، والطريقة التي يعيشون بها، فمن الطبيعي أن يضطر الطلاب إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يحصلون بها على تعليمهم، ويجب العمل على تطوير نموذج جديد.
يواجه المعلمين التربويين تحديًا جديدًا وفريدًا من أجل القيام على إعداد الطلاب للقيام بمهام لا يمكن تخيلها، ولكن كيف يكون ذلك ممكنًا في حال لا يستطيع التنبؤ بما هو مطلوب من الطلاب المحترفين في المستقبل؟ وإن المفتاح لذلك هو في التعلم المستمر.
يقصد بالتعلم المستمر: هو النقلة النوعية التي يشهدها التعليم، وإنها تنطوي على عملية دائمة لاكتساب معارف ومهارات جديدة تسمح للطلاب على أداء مهام جديدة، والعمل على وظائف جديدة، وإضافة أبعاد جديدة إلى وظائفهم الحالية، حيث هذا النوع من التعليم يسمح للطلاب بالتكيف مع بيئة دائمة التغير، وتعلم كل ما هو مطلوب للنمو في ظل الظروف الجديدة.
تصبح عملية التعليم المستمر أسهل بكثير وذلك بفضل التكنولوجيا، ومن أجل الحصول على هذا التدريب المستمر، لم يعد الطلاب بحاجة للعودة إلى الجامعة أو مؤسسة تعليمية تقليدية، فبدلاً من ذلك يمكنهم الحصول على معرفة جديدة بالسرعة التي تناسبهم من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت وبرامج التدريب المستقلة.
حيث أن الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت التي تعلم الطلاب جميع أنواع المهارات، خاصة في مجالات الأعمال والتكنولوجيا، والتي أصبحت مصدرًا للتعلم ومنح الشهادات للعديد من المهنيين، ويعرف التعليم المستمر بأنه هو مصطلح شامل يقوم على وصف مجموعة متعددة ومتنوعة من النشاطات والأساليب المتبعة في التعلم الرسمي وغير الرسمي.
فعلى سبيل المثال في نهاية كل مرحلة تربوية شهادات أو دورات تقوم على تطوير مهارات الطلاب ومعارفهم في مجالات معينة من الحياة العلمية أو المهنية، كما أن هناك مجموعة من الأنشطةٌ الأكثر بساطةً والقراءة وغيرها والتي تستخدم من أجل العمل على تحقيق تأثير كبير في مواصلة التعلم الذاتي.
لا يوجد خيار صحيح أو خيار غير صحيح، وانما الغاية الحقيقية هي معرفة وإدراك الخيارات الفضلى بالنسبة للطلاب، وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية، أن عملية التعلم الذاتي تعتمد على سعي الطلاب الدؤوب من أجل امتلاك القدرة على اكتساب المعرفة وتطوير المهارات في مجالات معرفية متنوعة.
ما هو الغرض من التعلم المستمر؟
إن الغرض من التعلم المستمر هو القدرة على اكتساب المعرفة ومجاراة متطلَّبات وحاجات المرحلة التالية من تقدّم الطلاب في الحياة المهنية، أو التعلُّم ومتابعة البحث على أساس رغبات واهتمامات الطلاب الشخصية.
- رفع مستوى المهارات: إن الرغبة في التقدم فى أداء المهام لا يكون من غير رفع في مستوى المهارات والخبرات.
- من أجل معرفة المزيد من المعلومات والمعارف عن موضوع ما أو للعمل على توسيع المدارك.
- التعرف على أشخاص وثقافات وحضارات جديدة ومختلفة، ففي حال الرغبة فى التقرب من ثقافات مختلفه حيث أن ذلك لا يكون إلا من خلال تعلم لغات جديدة.
- لتطوير الثقة بالنفس، فكلما زاد علم الطلاب وتمكنهم فى أي من مجالات الحياة، حيث أن ذلك سوف يكون له تاثير على ثقة الطلاب فى أنفسهم.
- لتطوير المهارات الشخصية، مثل تعلم الموسيقى أو العديد من المهارات كالكتابة وغيرها.
- المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مثل الأنشطة الخيرية والتطوعية.
ما هي مزايا التعلم المستمر؟
- يعمل على رفع مستوى وعى الطلاب بالعديد من المجالات مثل: العلمية والثقافية وغيرها.
- يساهم في رفع مستوى الطلاب وامتلاك القدرة على التفكير النقدي والتحليل المنطقى، والتي تساعد الطلاب على تمييز الحقائق والمرونة فى التفكير والتمكن من صياغة وبناء الأسئلة والتمييز بين الافتراضات الصحيحة وغير الصحيحة.
- سهولة الحصول على المصادر الأساسية له مثل الكتب والمراجع والفيديوهات التعليمية.
- يساعد في نمو تقدم الدول من الناحية الحضارية، وإن أسباب التقدم والتطور لأي دوله هو القيام على تشجيع التعلم المستمر.