ما هي مميزات الإشراف الحديث في النظام التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الإشراف التربوي في النظام التربوي:

يقصد بمفهوم الإشراف التربوي: على أنّه عبارة عن خدمة فنية بشكل مبتكر وديناميكي للخبراء من أجل القيام على تطوير العملية التعليمية الشاملة بصورة خاصة ونظام التعليم العام بصورة عامة، يعني الإشراف التربوي جهدًا شاملاً من مسؤولي المدرسة موجهًا نحو توفير القيادة للمعلمين والعاملين التربويين الآخرين من أجل أيضاً القيام على تنمية وتطوير المؤسسة التعليمية.

حيث يهتم الإشراف الجيد دائمًا بتنمية المعلم ونمو التلميذ وتحسين عملية التعلم في التدريس، ولإشراف هو المساعدة في تطوير وضع تعليمي أفضل للتعلم، والإشراف هو جهد لتحفيز وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين على المستويين الفردي والجماعي، من أجل فهم أفضل وأداء أكثر فعالية لجميع وظائف التدريس، بحيث يكونون أكثر قدرة على التحفيز والتوجيه النمو المستمر لكل طالب نحو مشاركة غنية وذكية في المجتمع.

مميزات الإشراف الحديث في النظام التربوي:

هناك مجموعة من المميزات التي يتصف بها الإشراف التربوي في النظام التربوي، وتتمثل هذه المميزات من خلال ما يلي:

الرقابة الحديثة ديمقراطية في طبيعتها ومنهجها:

إنّ الإشراف يعتني ويركز على توفير القيادة بصورة فعالة وذلك عن طريق علاقات العمل التعاونية التي هي الطبيعة الديمقراطية للإشراف، وهذا الإشراف موجه للقيادة ويتناقض مع التفتيش التقليدي، وهذا يعني أنّه في عمليات يلعب المشرف دوره كقائد للمجموعة، من أجل أداء دوره بشكل فعال وينبغي أن يلعب دوره بفهم ديناميكي وموقف قيادي تعاوني، من المفترض أن يكون شخصًا خبيرًا وذوي خبرة في هذا الصدد.

الإشراف التربوي الحديث عملية مستمرة:

في هذا النوع من الإشراف يتعين على المشرفين أن يلعبوا أدوارهم في سلسلة متصلة بهدف تحفيز وتنسيق وتقييم جهود المعلمين والطلاب من أجل تحسين وضع النظام التعليمي، ومن الضروري هنا إبراز حقيقة أنه في حين أن التفتيش هو مهمة محددة زمنياً أمام المشرفين بصفتهم ضباط التفتيش، ويعتبر الإشراف مهمة مستمرة بالنسبة لهم حيث يوجد مجال للتنقيح، ولم يكن هذا الاتجاه سائدًا في الأيام السابقة ولكنه اكتسب قيمة عملية هائلة في نظام القيم التربوي الحديث.

الإشراف التربوي الحديث شامل بطبيعته:

لقد ولت الأيام التي أعطيت فيها الأهمية من أجل تحسين كفاءة التدريس والنمو المهني للمعلم كهدف رئيسي للإشراف، ولكن الآن زاد مفهوم الإشراف الحديث من اختصاصه ليكون شاملاً بطبيعته، وهذا يعني الآن الإشراف ويشمل الأنشطة والبرامج من أجل ضمان التطوير التعليمي للطلاب والنمو المهني للمعلم وتحسين عملية التعلم التعليمية بأكملها، في ضوء ذلك يمكن تصور أن دور المشرف في الإشراف الحديث يشمل البرامج والأنشطة خارج نطاق الزيارات الصفية التقليدية وبهذه الطريقة يكون الإشراف شاملاً بطبيعته.

ضغوط الرقابة الحديثة على إدارة الجودة:

فيما يتعلق بمعنى وطبيعة مصطلح الإشراف الحديث لاحظت هيئة التعليم أن الإشراف هو العمود الفقري لتحسين التعليم، إن بيان لجنة التعليم هذا يعني أن الإشراف هو دراسة وتحليل جادان لتحسين الوضع التعليمي الكلي، لكن التفتيش التقليدي يتعامل بشكل أساسي مع فحص غرفة الصف ومراجعة الحسابات في حين أن الإشراف يهتم بجميع جوانب التعليم حيث أنه يؤكد على الإدارة الكاملة للنظام التعليمي.

الإشراف الحديث تعاوني في الروح والتنظيم:

يعتمد مفهوم الإشراف الحديث على افتراض أن التعليم هو مشروع إبداعي وتعاوني يشارك فيه جميع المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والكادر الإداري والمشرفين هم القادة الأكاديميون الذين يحفزونهم ويوجهونهم وينصحونهم في تطوير وتنمية العملية التعليمية، يمكن القيام بذلك بشكل فعال وسلس بشكل كامل إذا كان هناك قدر كبير من التعاون بينهم في ذوقهم ومزاجهم أثناء التفكير وتنظيم الأنشطة والبرامج التعليمية.

الإشراف الحديث إبداعي وعلمي بطبيعته:

الإشراف ليس بالمهمة السهلة والبسيطة من جانب المشرفين، بل هو مبدع لأن الغرض من الإشراف الحديث هو اكتشاف الأفضل في المعلمين لإظهار مواهبهم الفطرية أو الخفية وتحفيز المبادرة وتشجيع أصالتهم والتعبير عن أنفسهم حيث أنه يسعى إلى المشاركة الإبداعية لجميع المعلمين لإحداث تحسين في التعليم والنظام.

لهذا يجب أن يكون لديه أفكار جديدة وسعة الحيلة والتفكير الأصلي، وبهذا المعنى يجب أن يكون الإشراف مبدعًا إلى جانب ذلك يجب أن يكون الإشراف علميًا لتمكين المشرف من جعل تقريره الإشرافي دقيقًا ومنهجيًا وموضوعيًا، وعليه أن يستعمل الأساليب العلمية في عمله الإشرافي  من أجل القيام على تحسين عملية التدريس والتعلم من خلال المسوحات والتجارب والأبحاث الإجرائية يمكنه أن يجعل ملاحظاته الإشرافية أكثر علمية وفاعلية.

الإشراف إيجابي وبناء في الطبيعة والنهج:

إن طبيعة الفحص التقليدي سلبية وتجد المعلم خطأً في حين أن طبيعة الإشراف الحديث إيجابية وليست اكتشاف خطأ مع المعلم، وهذا يعني أن المشرفين المعاصرين أكثر إيجابية مع المعلمين على عكس نظام التفتيش التقليدي، يقدمون ملاحظات جيدة وبيانات مشجعة وتعليقات جديرة بالتقدير على العمل الجيد الذي قام به المعلمون، وعندما يجدون أخطاءً مع المعلمين فإنهم يوضحون طرق ووسائل تحسينها مرارًا وتكرارًا.

لهذا يقدمون شرحًا للدرس من خلال اعتماد طريقة معينة وكيفية استخدام الوسائل التعليمية وكيفية إكمال الدرس في الوقت المحدد، يجب على المشرفين تشجيع التفكير البناء والنقدي بين المعلمين وتثبيط الأشياء المنحازة والبناءة.

الإشراف اتصالي في الطبيعة:

يعتبر الإشراف الحديث بطبيعته تواصليًا بمعنى أن المشرف يهتم بالاتصال داخل المجموعة لأنّ القيادة تعتمد على تفاعل الحروف، لتحسين التواصل يجب على المشرف زيادة مهارته كقائد مناقشة لتوفير المرافق المادية التي تسهل التواصل وتحسين عمليات المجموعة، وتكشف الأبحاث التي أجريت بالفعل في هذا المجال أن الاتصال المناسب مرتبط بالأخلاق الحميدة للمعلمين وهذا التبادل للمعلومات يساعد في التخطيط الجيد.

يعتمد المشرف على عدد من الوسائل:

في النظام التعليمي الحديث يتبنى الإشراف أو يستخدم أو يعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل والزيارات المدرسية والاجتماعات والزيارات الصفية لتقييم جودة وتقدم أي برنامج تعليمي، ونتيجة لذلك يصبح الأمر أسهل من جانب المشرف الذي يتخذ الخطوات والتدابير اللازمة لتحسينه.

الإشراف تشاركي في الطبيعة:

هذه الطبيعة لمصطلح الإشراف الحديث تدل على أهمية مشاركة جميع المعنيين بشكل مباشر أو غير مباشر في الإشراف على برنامج تعليمي، وهي تشمل المعلمين والطلاب والآباء وأفراد المجتمع وأفراد الموارد والمتخصصين.

أهداف الإشراف التربوي في النظام التربوي:

يتم تنفيذ وتطبيق عملية الإشراف التربوي مع أهداف معينة، وتتمثل هذه الأهداف من خلال ما يلي:

  • تحسين مهارات التدريس لدى المعلمين.
  • تشخيص المشكلات التي تواجه عملية التعلم.
  • تطوير العلاقات الشخصية بين أصحاب المصلحة.
  • دمج عناصر النظام التعليمي.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007م الإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996م تطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975م اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: