تاريخياً كان عالم الأحياء الإنجليزي فرانسيس جالتون هو المسؤول الأول عن إطلاق حركة الاختبار النفسي، لقد ابتكر عدد من الاختبارات التي لا يزال العديد منها قيد الاستخدام مثل (Galton Bar و Galton)، كما كان رائد في تطبيق مقياس التصنيف وطرق الاستبيان، كان عالم النفس جيمس ميكين كاتيل شخص مهم آخر في الاختبارات النفسية، في عام 1840 استخدم مصطلح الاختبار العقلي لأول مرة في عام 1895، حيث أعدّ اختبار لقياس العوامل الأساسية في توصيف الشخص.
الخصائص الرئيسية للاختبار النفسي الجيد:
الصلاحية:
يتطلب تقييم صلاحية أي اختبار اختيار دقيق لمقياس المعيار المناسب وقد يختلف الأشخاص العقلانيون بشأن مقياس المعيار الأفضل، هذا صحيح بنفس القدر في اختبار الذكاء، قد يختلف الأشخاص المعقولون بشأن تجاوز أفضل مقياس معياري للذكاء في الدرجات المدرسية أو تقييمات المعلمين أو بعض المقاييس الأخرى.
إذا أردنا التحقق من صحة الاختبار، فيجب علينا أن نتوصل إلى واحد أو أكثر من مقاييس المعيار للسمة التي صمّم الاختبار لاختبارها، بمجرد تحديد مقاييس المعيار يمكن مقارنة درجات الأشخاص على المقاييس بنتائجهم في الاختبار، كما يمكن فحص درجة التطابق لمعرفة ما يخبرنا به عن صحة الاختبار، يمكن للاختبار الصالح فقط أن يعطي معلومات مفيدة عن الأشخاص، لكن معاملات تصحيح الصلاحية لا تكون عالية مثل تلك الخاصة بالموثوقية.
على الرّغم من أنّنا نحاول الحصول على مصداقية تبلغ 90 أو 60، إلا أنّ الصلاحيات التي تحتوي على تصحيحات بين درجات الاختبار ومقاييس المعايير، ليست أعلى من تلك الخاصة بالعديد من الاختبارات ذات الصلاحية المنخفضة، لكنّ الكبيرة يمكن أن تكون مفيدة في بعض الأحيان، إذا تم تقديمها معاً كبطارية وكانت نتائجها تعتبر معاً، أحد الأسباب التي تجعل معاملات الصلاحية أقل من معامل الموثوقية هو أنّ موثوقية الاختبار تضع حدود لمدى صحة الاختبار.
الموثوقية:
يجب أن يكون الاختبار الجيد موثوق للغاية، هذا يعني أنّ الاختبار يجب أن يعطي نتائج مماثلة على الرغم من قيام مختبرين مختلفين بإدارته، يتم إعطاء درجات مختلفة لأشخاص في أشكال مختلفة من الاختبار ويأخذ نفس الشخص هذا الاختبار في وقتين مختلفين أو أكثر، عادة ما يتم التحقق من الموثوقية من خلال مقارنة مجموعات مختلفة من الدرجات، في الممارسة الفعلية لا يمكن الاعتماد على الاختبارات النفسية تماماً.
أحد الأسباب هو أنّ التغييرات تحدث في الأفراد بمرور الوقت، على سبيل المثال الشخص الذي حصل على درجات منخفضة في مجموعته في اختبار أولي، قد يطور مهارات جديدة ترفعها إلى منصب أعلى في المجموعة في وقت الاختبار الثاني، على الرغم من هذه التغييرات الحقيقية، فإنّ أفضل اختبار ذكاء عادة ما ينتج عنه معامل ارتباط موثوقية يبلغ 90 أو أعلى، حيث يشير إلى تطابق تام.
إذا تمّ استخدام اختبارات ذات موثوقية منخفضة، فيجب تفسير درجاتها بحذر لتحسين الموثوقية، يجب أن نضمن إجراء الاختبار وتسجيله من خلال إجراء قياسي حقيقي، قد يجعل جعل إجراء الاختبار موحد الاختبار أكثر موثوقية.
الموضوعية:
تعتبر الموضوعية أداة القياس والدرجة التي يحصل بها المستخدمون ذوو الكفاءة المتساوية على نفس النتائج، هذا يفترض وجود عامل شخصي، يكون الاختبار موضوعياً عندما يكون من أجل القضاء على حكم التحيز في الرأي الشخصي للجهة المصنفة، كان الاعتراف بموضوعية الجودة في الاختبار مسؤول إلى حد كبير عن تطوير اختبارات نوع ناشئة وموضوعية.
تقوم الاختبارات الموضوعية بقياس أو تقييم التطور البشري بأكمله في ثلاثة مجالات، هي الإدراك والعاطفة والنفسية الحركية، كما يشير الاسم نفسه فهي تستند إلى هدف معين للتدريس والتقييم، إنّها توفر التوجيه الصحيح وبالتالي تبسيط عملية التقييم برمتها، هذه الاختبارات كلها شاملة.
المعايير:
بالإضافة إلى الموثوقية والصلاحية يحتاج الاختبار الجيد إلى معايير، المعايير هي مجموعات من الدرجات التي حصل عليها من هو الاختبار، توفر الدرجات التي حصل عليها الشخص المجموعات والأساس لتفسير أي درجة فردية، لفهم سبب أهمية المعايير فلنتخيل اختبار لا يحتوي على أي معايير، لنفترض أنّ شخص ما أجرى اختبار للقدرات الفكرية تمّ تطويره حديثًا ويتطلب درجة 437 معرّف.
فهذه درجة جيدة إذا كان الشخص سعيد أو غير سعيد، من الواضح أنّ النتيجة بدون أي أساس للمقارنة ليست مفيدة للغاية، في الواقع من أول الأشياء التي قد يفعلها الشخص في الموقف الوقائعي هو البحث عن الآخرين الذين خضعوا للاختبار لمعرفة كيف تقارن درجاتهم مع درجاتهم، يفعل علماء النفس شيئ مشابه لهذا عندما يطورون المعايير، حيث يبحثون عن مجموعات مقارنة يمكن أن يكون أداؤها في الاختبار بمثابة معيار للمقارنة لكل فرد يأخذ الاختبار لاحقاً.
مبادئ تطوير الاختبارات النفسية:
مثلما نستخدم المقاييس لقياس الوزن، يلجأ علماء النفس إلى الاختبارات النفسية لمعرفة المزيد عن القلق والعواطف والشخصية من بين أشياء أخرى، الآن من المهم الإشارة إلى أنّ هذه الاختبارات مفيدة فقط إذا كانت تفي بمعايير الجودة والتي يتم الوصول غليها مع تطوُّر الاختبارات النفسية، حيث يوجد العديد من المبادئ التي يجب اتباعها أثناء تطوير الاختبار وهي كما يلي:
- التخطيط: التخطيط ضروري لبناء الاختبار، يجب أن يخطط مطور الاختبار مسبقاً وأن يكون لديه فكرة واضحة عن العديد من الأمور، مثل طبيعة العناصر والمحتويات التي سيتم تضمينها في الاختبار ونوع التعليمات وطريقة أخذ العينات والحد الزمني المحتمل والأساليب الإحصائية التي يتعين اعتمادها والترتيب للإدارة الأولية والنهائية.
- كتابة عنصر الاختبار: تعتمد العناصر التي سيتم تضمينها في الاختبار على الغرض الذي تم إنشاء الاختبار من أجل، يجب أن يكون لدى كاتب العنصر معرفة شاملة بالموضوع وعلى دراية بهؤلاء الأشخاص الذين يُقصد بهم الاختبار، كذلك على دراية بأنواع مختلفة من العناصر بالإضافة إلى مزاياها وعيوبها، يجب أن يكون لدى المطوّر مفردات كبيرة، أيّ يجب أن يعرف معاني مختلفة لكلمة بعد كتابتها ويجب تقديم المفردات إلى مجموعة من القضاة أو الخبراء لانتقادهم وتعديلها إذا لزم الأمر.
- التجربة أو الإدارة الأولية: لا يمكن استخدام الاختبار مباشرة بعد التطوير، يجب أن تدار على عينة قبل إطلاقها للاستخدام الشائع، الغرض من التجربة الأولية هو معرفة نقاط الضعف والإغفالات والغموض وعدم كفاية العناصر وتوزيع العناصر وعدد العناصر التي سيتم تضمينها في الشكل النهائي وما إلى ذلك.
- إثبات الموثوقية والصلاحية: هذا هو الجزء الأكثر أهمية في توحيد الاختبار؛ لأنّه فقط بعد هذه العملية سيكون الاختبار مؤهلاً للاستخدام، إلى جانب ذلك يجب أيضاً تطوير هذه المعايير.
- عداد الدليل: الدليل هو دليل خاص لمستخدمي الاختبار النفسي، يقدم جميع التفاصيل حول الاختبار مثل الخصائص السيكومترية وتعليمات الإدارة ومفتاح التسجيل لتسجيل الإجابات وطريقة التسجيل ومعايير المقارنة والمراجع أيضاً.