مبادىء الإرشاد التربوي في عملية التعليم

اقرأ في هذا المقال


الإرشاد التربوي في عملية التعلم:

إنّ عملية الإرشاد التربوي عملية مهمة وضرورية في حياة الشخص المتعلم المسترشد، والذي يلجأ إليها من أجل المشورة في أمر ما أو القيام على تعديل أو تغيير في سلوك ما.

ما هي مبادىء الإرشاد التربوي في التدريس التربوي؟

أن المبادئ التي لها علاقة بسلوك للشخص المتعلم هي متعددة ومتنوعة، حيث تكون متبادلة من حيث الأثر والتأثير، وهي عبارة عن مجموعة من القواعد التي تعتمد وترتكز عليها عملية الإرشاد التربوي من أجل القيام على تعديل أو تغيير السلوك، وعلى ذلك فإن على المرشد التربوي الاهتمام بها وجعلها بمثابة الأساس أو القاعدة التي يبدأ منها، وتتمثل هذه المبادىء من خلال ما يلي:

أولاً ثبات السلوك للشخص المتعلم بشكل نسبي واتصافه بالمرونهويتمثل ذلك من حيث:

  • إن السلوك: هو عبارة عن جميع ما يصدر من الشخص المتعلم من أنشطة وترتبط بطبعه الإنساني من حيث العقل والانفعال وغيرها.
  • إن السلوك هو أمر مكتسب ومتعلم من خلال التفاعل والتشارك والتنشئة.
  • أن السلوك ثابت لا يتغير وذلك في الأحوال والمواقف الاعتيادية، وذلك يساعد المرشد التربوي على التنبؤ والتوقع به خلال التعامل مع الشخص المتعلم المسترشد، ويؤدي ذلك إلى تسهيل عملية الإرشاد التربوي، ولكن لا يعد السلوك ثابت بشكل مطلق.
  • أن سلوك الشخص المتعلم يتسم بالمرونة، وذلك يعنى به أنه له القابلية للتعديل والتغيير، مما يؤدي إلى التشجع على عملية الإرشاد التربوي.
  • أن اتصاف السلوك بالمرونة لا يتوقف عند القيام على تعديل السلوك الظاهر للشخص المتعلم، بل يتعدى ذلك إلى التكوين الأساسي للنفس، والقيم السلوكية التى تتعدى مفهومها لدى الشخص المتعلم المسترشد إلى الواقعية والإيجاب.

ثانياً يكون السلوك للشخص المتعلم فردي وجماعي: أن السلوك الفردي يعني أنه يتأثر بشخصية الشخص المتعلم، أو بما يتصف به من صفات وخصائص عقلية أو انفعالية، وسلوك جماعي أي أنه يتأثر بمعايير وأسس وقيم ومبادىء الجماعة واتجاهاتها، وذلك يدل على أن السلوك للشخص المتعلم هو ناتج من خلال التفاعل الفردي والجماعي.

حيث يتكون ويبنى عند الشخص المتعلم اتجاهات معينة نحو الفرد والمواقف الاجتماعية والجماعة من خلال التنشئة الاجتماعية، بحيث ينبغي على المرشد التربوي أن يهتم بمعايير بشكل جماعي ومدى التأثير لها على الشخص المتعلم المسترشد في حال تغيير السلوك له.

ثالثاً استعداد الشخص المتعلم لعملية الإرشاد التربوي: إن الشخص المتعلم ذو طابع اجتماعي، عندما يكون تعرضه لصعوبة في مواجهة أو التصدي لأمر ما، فإنه يلجأ إلى المشورة واستشارة الغير ممن تتصف فيهم القدرة والخبرة.

حيث يجب أن يكون المرشد التربوي من الأشخاص ذو الخبرة من أجل أن يقبل أو يلجأ إليه الشخص المتعلم المسترشد، ويعد هذا الأساس في تحقيق النجاح واستمرار وتطوير عملية الإرشاد التربوي.

رابعاً حق الشخص المتعلم في الإرشاد التربوي: أن من حقوق الشخص المتعلم على الجماعة بأن تقوم بعملية ضبط سلوكه وإرشاده إلى الطريق الصحيح من أجل أن يكون جزءاً سليماً فاعلاً فيها.

خامساً حق الشخص المتعلم في تقرير مصيره: إن للشخص المتعلم حق من حيث اتخاذ القرار الذي له علاقة به، من غير إجبار من أي شخص آخر، إنّ الإرشاد التربوي هو ليس عبارة عن أوامر أو نصائح أو القيام على تقديم حلول جاهزة ومعدة من قبل، فالارشاد التربوي يقوم على إعطاء الشخص المتعلم المسترشد الحق في القيام على تقرير مصيره بنفسه.

سادساً تقبّل الشخص المتعلم المسترشد: يقصد بذلك أن يحس الشخص المتعلم المسترشد بالطمأنينة والأمان من أجل أن يبوح بما يعاني منه في مناخ آمن أساسه الاحترام والتقدير والثقة المتبادلة، إن مسألة القبول لا تعني أن يتقبل السلوك الشاذ من الشخص المتعلم المسترشد، بل في أن يقوم على مساعدته من أجل تغيير أو تعديل السلوك، بحيث قام المرشد بقبول سلوك ضار من الشخص المتعلم، فإن ذلك يؤدي إلى تشجيعه على تطبيق السلوك غير الإيجابي أو سليم وهذا من الأمور المرفوضة بشكل قطعي في عملية الإرشاد التربوي.

سابعاً استمرار عملية الإرشاد التربوي: تعتبر عملية الإرشاد التربوي من العمليات الدائمة بشكل مستمر خلال المراحل العمرية للشخص المتعلم وتكون أما من جهة الأهل والعائلة أو من خلال المرشد التربوي، وأن المقصود بعملية مستمرة فذلك يعني أن يقوم المرشد التربوي على متابعة تطورات الشخص المتعلم المسترشد بصورة مستمرة، وذلك لأن عملية الإرشاد التربوي ليست عبارة عن حل جاهز أو نصيحة عابرة بل هي خدمة منظمة ومستمرة.


شارك المقالة: