مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتكون مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس من الأفراد الذين يتشاركون نفس المشكلة أو القلق، حيث يقدم أعضاء المجموعة الدعم العاطفي لبعضهم البعض، ويتعلمون طرقًا للتأقلم، ويكتشفون استراتيجيات لتحسين حالتهم، ويساعدون الآخرين أثناء مساعدة أنفسهم.

مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس والتي يشار إليها أيضًا باسم مجموعات الدعم أو مجموعات المساعدة المتبادلة هي مجموعات تطوعية مجانية بدون تكلفة وليس لها حدود للمدة التي يمكن للشخص أن يحضرها، حيث تعتمد مجموعات المساعدة الذاتية على المعرفة التجريبية للأعضاء، حيث أن لكل فرد مساهمات قيمة بناءً على تجاربهم الفريدة.

تشجع مجموعات المساعدة الذاتية المسؤولية الشخصية والرعاية الذاتية، حيث تمتلك معظم مجموعات المساعدة الذاتية واحدة أو أكثر من وظائف أساسية ثلاثة تتمثل في توفير الدعم الاجتماعي للأعضاء حتى يتمكنوا من التغلب على المشكلات التي تعطل الحياة من خلال الدعم المتبادل و مساعدة.

أو توفير التربية النفسية حول المشكلة أو الاهتمام بعناوين المجموعة وغالبًا من خلال العروض التقديمية من المتخصصين في الصحة النفسية والصحة العقلية والمواد التي تم الحصول عليها في اجتماعات المجموعة، أو توفير المناصرة لإحداث تغيير اجتماعي أو شخصي لتحسين ظروف أولئك الذين يواجهون نفس المشكلة.

في حين أن مجموعة المساعدة الذاتية الأكثر شهرة هي مجموعات السلوك السلبي مثل التدخين والكحول، إلا أن هناك مجموعات متاحة لكل مشكلة وأزمة يمر بها الأفراد تقريبًا، مثل مجموعات المساعدة الذاتية المتاحة للإدمان، أو المرض الجسدي والصحة، أو الأبوة والأسرة والشباب، أو العجز أو الحزن والفجيعة، ومثل مجموعة المساعدة الذاتية في المرض العقلي والصحة، والاعتداء العاطفي والجسدي والترمل، أو الطلاق والحمل والولادة والخصوبة.

تاريخ وخلفية مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

تقدر الأبحاث أن أكثر من 25 مليون شخص شاركوا في مجموعات المساعدة الذاتية في مرحلة ما خلال حياتهم وحضر ما يصل إلى 10 ملايين مجموعة في العام السابق، مع اكتساب مجموعات المساعدة الذاتية شعبية أصبح يتم الاعتراف بها بشكل متزايد كحركة اجتماعية ناشئة، وعلى مدى نصف القرن الماضي أصبحت مجموعات المساعدة الذاتية مكونًا بارزًا لأنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

مع ذلك وبسبب طبيعتها الشعبية فإن نمو مجموعات المساعدة الذاتية كان في المقام الأول من خلال الكلام الشفهي، ومن المحتمل أن يُعزى نمو مجموعات المساعدة الذاتية إلى عدد من الأسباب، بما في ذلك زيادة الاعتراف بالفوائد الفريدة لمجموعات المساعدة الذاتية، وتزايد قبول واستخدام العلاجات والأساليب البديلة في العديد من الثقافات.

تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث النفسية والمؤلفات إلى أن مجموعات المساعدة الذاتية هي مكمل فعال وفعال للخدمات الصحية والبشرية التقليدية، حيث تم توثيق فوائد مجموعات المساعدة الذاتية جيدًا في هذه الدراسات، وتشمل الفوائد تحسين نتائج المريض أو العميل في الاستشارات النفسية، ودعمًا اجتماعيًا وعاطفيًا أكبر ومستويات أعلى من الرضا الشخصي، وتشمل الفوائد الإضافية فهمًا أفضل للمرض أو القلق الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل، وتقليل الاعتماد غير الضروري على نظام الرعاية الصحية، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.

أسباب مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

تم تقديم عدد من الأسباب التي تشير إلى سبب عمل مجموعات المساعدة الذاتية لمن يحضرون في علم النفس، وتشمل هذه الأسباب:

1- هوية فورية تتمثل في إدراك أن هناك آخرين يواجهون نفس الموقف أو المشكلة.

2- التمكين ويتمثل في القدرة على مواجهة التحديات والمخاوف باستخدام قوتهم وقدراتهم.

3- الإفصاح الذاتي المتبادل المتمثل في تقاسم تجاربهم مع بعضهم البعض.

4- مبدأ العلاج المساعد حيث تزداد القوة من خلال عملية مساعدة الآخرين.

5- نماذج الأدوار الاجتماعية في ملاحظة أن الآخرين الذين مروا بنفس الموقف أو المشكلة أو الأزمة هم في وضع أفضل وقادرون على التأقلم.

6- الأيديولوجية المشتركة في خلق فهم جديد للموقف أو القضية أو المشكلة بناءً على الخبرات المشتركة بين الأعضاء.

نمو مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

أصبحت مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس بشكل متزايد ينظر إليها على أنها مجموعات اجتماعية ديناميكية ومعقدة بينما لا تزال هناك خطوات تعتبر هي النموذج الأكثر شهرة على نطاق واسع فإن مجموعات المساعدة الذاتية تنمو في تنوعها، مع وجود اختلافات في هيكلها ورسالتها وتركيزها.

تلتقي العديد من مجموعات المساعدة الذاتية في المستشفيات أو منازل الأفراد، مع القليل من الدعم الخارجي أو الهيكل الموصوف، ومنها تطورت مجموعات أخرى إلى منظمات غير ربحية معترف بها على المستوى الوطني ذات هياكل متطورة وسلطة سياسية على سبيل المثال التحالف الوطني للمرضى العقليين، على غرار البرامج والخدمات المجتمعية الأخرى، فإن معظم مجموعات المساعدة الذاتية لا توجد ببساطة بدون عوامل خارجية تساهم في تنميتها.

المشاركة المهنية في مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

يتزايد وعي المتخصصين في مجال الصحة والخدمة الإنسانية بمجموعات المساعدة الذاتية ويشاركون فيها، حيث يتراوح مدى المشاركة المهنية في مجموعات المساعدة الذاتية من مجموعات بدون مشاركة إلى أولئك الذين لديهم مهني مشارك بنشاط في اجتماعات المجموعة، ومنها دعم العديد من المهنيين وخاصة المستشارين حركة مجموعة المساعدة الذاتية، حيث تتوافق أفكار ومبادئ مجموعات المساعدة الذاتية مع تلك الخاصة بالإرشاد المهني، بما في ذلك النهج القائم على القوة والاعتراف بتجارب المشاركين وتمكين الآخرين.

في الوقت نفسه تتمثل المعضلة التي يواجهها المستشارين في مدى مشاركتهم في مجموعات المساعدة الذاتية، وعلى وجه الخصوص كيف يمكنهم دعم الأشخاص الذين يبدأون مجموعات المساعدة الذاتية.

الإحالات إلى مجموعات المساعدة الذاتية في علم النفس

تتمثل الاحتياجات الأساسية لمجموعات المساعدة الذاتية في الوعي العام والأعضاء الجدد، حيث إن المتخصصين في الصحة والخدمات الإنسانية هم عبارة عن حراس البوابة للعديد من الأفراد الذين يمكن أن يستفيدوا من المشاركة في مجموعة المساعدة الذاتية.

أحد أهم الأدوار التي يمكن أن يلعبها الموجه النفسي هو تشجيع تطوير القيادة المشتركة في مجموعات المساعدة الذاتية الجديدة، عندما يعرب شخص ما عن اهتمامه بتأسيس مجموعة قد يقترح المستشارين العثور على آخرين قد يكونون مهتمين بالمساعدة، ويساهم العديد من الأشخاص في تطوير المجموعة في إنشاء مسؤولية مشتركة للمجموعة ويوضح الغرض منها، وأحد مبادئ مجموعات المساعدة الذاتية هو القيادة المشتركة والتي وُجدت أيضًا للتنبؤ بالمجموعات الناجحة، والأهم من ذلك أن المهام التنظيمية للمجموعة لم تعد مسؤولية فرد واحد، مما يقلل من احتمالية شعور القائد بالإحباط والإنهاك.

يتحمس مؤسسو المجموعة لبدء مجموعات لأنهم يريدون مساعدة الآخرين ويعتقدون أن مجموعات المساعدة الذاتية توفر نوع المساعدة المطلوبة، ومع ذلك فإن بدء مجموعة يتضمن أيضًا عددًا من المهام التنظيمية، ومن المحتمل أن يكون هناك تناقض بين توقعات المؤسسين لبدء مجموعة والواقع، والموجه النفسي في وضع يمكنه من مساعدة المؤسسين على إدراك أن بدء مجموعة يتضمن كل من المساعدة والعطاء والاستلام، بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية.


شارك المقالة: