مراحل النمو النفسي عند فرويد

اقرأ في هذا المقال


غلب الطابع البيولوجي في نظرية التحليل النفسيّ عند فرويد، حيث تمحورت هذه النظرية حول الطاقات الغريزيّة الكامنة في جسم الطّفل منذ ولادته، التي تكون في تصادم مُستمر مع المجتمع، يتحدّد بآلية هذا التصادُم آلية النمو النفسي للطفل وآلية تكوين بُنيته الشخصيّة. حدّد فرويد مراحل النمو النفسي تبعاً لطريقة الطفل في إشباعه لغرائزه بحسب مناطق جسمه، أيضاً سمّى فرويد كلّ مرحلة باسم العضو الذي تتمحور الغرائز من حوله.

نظرية التحليل النفسي:

ظهرت الكثير من النظريات العامَّة التي اهتمّت بدراسة وفهم وتفسير مراحل النمو المختلفة التي يمرّ بها الإنسان، ذلك عن طريق المعلومات والمُعطيات التي تنتج عن عمليات البحث العلميّ، التي بحثت في تفسير الظّواهر السُّلوكيّة، تُعتبر نظرية فرويد في التحليل النفسي من النظريات المُهمّة، التي قامت بتفسّير وتحدّيد مراحل النمو النفسي للإنسان ومُقاربتها، كانت نظرية فرويد ذات طابع بيولوجي، حسب نظرية فرويد فإنّ الطفل تولد معه طاقاته الغريزية، التي أساسها الجنس والعدوان، هو ما سمّاه فرويد بالليبدو، فمقدار النُضّج البيولوجي الذي يمر به الإنسان يحكم انتقاله من مرحلة إلى أُخرى. التفاعل البيئي هو الذي يحدّد النتائج السيكولوجية، أيضاً يحدِّد مدى الاستغلال السويّ لطاقاته المُختزلة أثناء مروره بالمراحل النمائية المُختلفة.

مراحل النمو النفسيّ عند فرويد:

  • مرحلة الرضاعة الفموية: تتضمن هذه المرحلة تركيز الطّفل بشكل كبير على الرضاعة من الفم، الشعور بالاستمتاع واللذّة عند وضع أي شيء في فمه، لذلك يقوم برضع ثدي والدته، في حال عدم إشباعه فإنّه قد يلجأ إلى وضع إصبعه وملابسه في فمه، مع العلم أنّ عملية الفطم المُبكرة قد تؤدّي إلى ظهور سلوكيات سلبية لدى الطفل في المستقبل، لذلك يفضَّل أن تتم مرحلة الرِّضاعة إلى النهاية، ممّا يزيد من تفاؤل الفرد، ومن سلوكه الإيجابيّ على المدى البعيد.
  • مرحلة التعذيب الفموي: تتمثل هذه المرحلة في تجريب الطفل لأسنانه ببعض الأمور التي تلفت نظره، عندما يبدأ الطفل بمرحلة بزوغ الأسنان فإنّه يواجه التّوتر الناتج عنها بالعضّ ويستخدمه بطريقة عُدوانيّة، مثل عضّ يد الأب والأم، قد يلجأ في بعض الأحيان إلى عضّ الأطفال الآخرين، يستمرّ هذا السلوك ويتطور كلَّما زاد عمر الفرد، فعندما يثور وتزداد عصبيّته يستغلّ أسنانه في قضم أظافره.
  • المرحلة الشرجيّة: تنتقل مرحلة الإشباع من الفم إلى الأعضاء الأُخرى، ففي المرحلة الشرجية يشعر الطفل بلذَّة بيولوجية عند التبوّل والتبرُّز، من الممكن أن يعبِّر الطفل عن مشاعره أو مواقفه تجاه الآخرين عن طريق قيامه بعملية الإخراج في المكان والوقت غير المناسبين، أيضاً يغلب على مشاعر الطفل في هذه المرحلة المشاعر الثنائية.
  • مرحلة المناطق الجنسيّة: تتمثّل هذه المرحلة بإظهار الطفل لأعضائه التناسليّة، الشعور باللذّة عند لمسها. يرى فرويد في هذه المرحلة أنّ الطفل يميل إلى أمّه ويشعر بالغيرة من وجود الأب، أيضاً الطفلة تميل إلى أبيها وتشعر بالغيرة من وجود الأمّ، في نهاية النمو السليم في هذه المرحلة يتوحّد الطفل مع جنس الوالدين عن طريق القيام بسلوك نفس سلوكياتهما، تقليدهما والإعجاب بهما، اتخاذهما قدوةً له، فالطفل يتشرّب قيم الأب الثقافية والاجتماعية، الطفلة تتحوّل مشاعرها وعواطفها تجاه أمّها.
  • مرحلة الكمون: يتوحّد الطفل في هذه المرحلة مع جنسه وذاته. يتحوّل اهتمام الطفل في مرحلة الكمون من ذاته إلى الانشغال بمن حوله، تمتدّ هذه المرحلة من سنّ السادسة وحتى سنّ البلوغ. أيضاً يظهر التقدّم في مستوى النمو الانفعالي، الاجتماعي، العقلي ويكون الطفل في هذه المرحلة أكثر تكيّفاً مع الآخرين من حوله، أكثر طاعة وامتثالاً لأوامر من هم أكبر منه بالسِّن، حيث يسعى إلى الحصول على رضاهم وتقديرهم. تتّسم هذه المرحلة بشكل عام بالهدوء الانفعاليّ.
  • المرحلة الجنسيّة الراشدة: في هذه المرحلة تتشكّل المُيول الغريزية والجنسيّّة بصورتها النهائية، حيث تتسم بالاستمرارية والنُّضج، يصل الفرد إلى مرحلة إشباع النّشاط الغريزي بالطرق والوسائل الطبيعية، التي تتصل بالفرد الرّاشد والناضج من الجنس الآخر، فتظهر الصورة السويّة والكاملة لعمليّة إشباع الغريزة والشهوة بشكل صحيح.

أسباب نقد نظرية فرويد:

  • إنَّ آراء فرويد ما هي إلّا فرضيّات وآراء لم يتم إثباتها كباقي الحقائق والمبادئ النفسيّة عن طريق التّجربة والملاحظة العلميّة.
  • فسَّر فرويد السلوك الإنسانيّ من جانب واحد فقط، حيث وضع محددات السلوك البشريّ حسب أبعاد ومعايير الدَّوافع الجنسيّة.
  • تأثَّرت آراء فرويد بالحالات المرضيّة، حتى قام بتعميمها وإسقاطها على الحالات السويّة والسليمة فقط، قام بدراسة السلوك الإنسانيّ السويّ عن طريق تجاربه مع الحالات الشاذّة.
  • استخدم الأساطير اليونانيّة كصور مجازية يشرح عن طريقها النفس البشريّة.

شارك المقالة: