مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تواجه الحسابات المختلفة لنماذج الاختزال البيولوجي النظرية والتوضيحية العديد من المشكلات المحتملة، حيث تؤكد بعض انتقادات الاختزال المعرفية على أن تأثيرات العمليات الجزيئية تعتمد بشدة على السياق الذي تحدث فيه، بحيث يمكن لنوع جزيئي واحد أن يتوافق مع العديد من الأنواع ذات المستوى الأعلى.

مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس

عنما يعتمد الاختزال البيولوجي العديد من النماذج وأهمها النماذج النظرية والتوضيحية التفسيرية فإنه يواجه مجموعة من المشاكل والتحديات، حيث ينبع التحدي الكبير للاختزال البيولوجي من حقيقة أن الهياكل والعمليات البيولوجية ذات المستوى الأعلى يمكن وعادة ما يتم تحقيقها من خلال أنواع مختلفة من العمليات الجزيئية.

بحيث يمكن للعديد من الأنواع الجزيئية أن تتوافق مع نوع مستوى أعلى واحد؛ نظرًا لأنه يجب تمثيل العمليات المعرفية والبيولوجية قبل أن يتم شرحها، حيث أنه من خلال التطرق لمشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس برزت سمتان كقضايا تتعلق بالاختزال البيولوجي تتمثل في الزمنية والجوهرية.

أهم مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس

تتمثل أهم مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الاعتماد على السياق للميزات الجزيئية

أحد التحديات والمشاكل الرئيسية للاختزال البيولوجي ينبع من حقيقة أن تأثير الكيان الجزيئي أو الآلية قد يعتمد بشدة على السياق الذي يحدث فيه، حيث كان علماء النفس الكلاسيكيين مدركين تمامًا لحقيقة أن النمط الظاهري ينتج عن تفاعل عدة والعديد من الجينات الكلاسيكية، حيث قد يؤدي نفس الأدلة إلى نمطين مختلفين إذا حدث في فردين بنمط بيولوجي عام مختلف.

على الرغم من أن ظاهرة واحدة عديدة كانت معروفة لبعض الوقت إلا أنه أصبح الآن تعميمًا تجريبيًا قويًا مفاده أن المسار الجزيئي قد يكون له تأثيرات مختلفة في السياقات الخلوية المختلفة، حيث يمكن أن يشارك المسار نفسه في وظائف مختلفة في أنواع مختلفة أو في أجزاء مختلفة من الفرد.

تتضمن هذه السياقات المختلفة التاريخ التطوري والبيولوجي الذي يحد من سلوك المسارات الجزيئية حتى تسلسل الأعضاء البيولوجية قد يعتمد على كل من عناصر الجزيء خارج الوراثة والعوامل غير الوراثية، مما يعني أن العضو البيولوجي نفسه يمكنه ترميز منتجات متميزة في خلايا مختلفة أو حالات مختلفة من الخلية.

وبالتالي هناك علاقات واحد مع عدة بين الأنواع الجزيئية وأنواع المستوى الأعلى، يمكن أن تؤدي الآلية الجزيئية سببيًا إلى أو أن تكون جزءًا من حالات المستوى الأعلى المختلفة اعتمادًا على السياق، والاستنتاج المشترك المستخلص من هذه العلاقات المتعددة هو أن الأجزاء والمكونات الجزيئية للكائن يجب أن تُفهم من حيث الكل المنظم الذي تحدث فيه مثل المبدأ التنظيمي للعالم إيمانويل كانط.

على الرغم من أن علماء النفس البيولوجي ينظرون إلى تحلل النظام إلى أجزاء منخفضة المستوى باعتباره اختزاليًا مثال على الاختزال المنهجي، فإنهم غالبًا ما يفسرون محاولة فهم كيفية تنظيم الأجزاء لإحداث خصائص على مستوى النظام على أنها مادة تركيبية، ومسعى غير اختزالي.

إن الاهتمام بالسياق والتنظيم العضوي هو توصية منهجية صالحة، ومع ذلك فمن غير الواضح لماذا هذا حِجَة ضد تخفيض معرفي للاختزال البيولوجي في علم النفس، وكان الرد من جانب علماء النفس البيولوجيين لنوع الاختزال البيولوجي النظري أن الاختزال الجزيئي يمكن أن يأخذ جميع الروابط بين الأجزاء وتتابع العمليات الجزيئية ككل في الاعتبار، على سبيل المثال يمكن للمرء تحديد السياق ذي الصلة كظروف أولية في المباني الجزيئية التي يتم من خلالها استنتاج حالة المستوى الأعلى.

الاعتماد على السياق هو في المقام الأول مشكلة لنماذج الاختزال البيولوجي النظري، حيث أن بعض نماذج الاختزال التفسيري تأخذ السياق العضوي كأمر مسلم به دون الالتزام بتقليصه جزيئيًا، كما يظهر في التفسيرات المقدمة في علم النفس التطوري، ويمكن أن تستفيد العلوم من الأسباب باعتبارها صانعة اختلاف بالنسبة إلى سياق سببي معين .

2- أسباب البحث والتفسير التجريبي

يمكن أن يركز كل من البحث والتفسير التجريبي على سبب واحد من بين العديد من الأسباب ويعتبر كأحد مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس من حيث إحالة كل شيء آخر إلى السياق أو الخلفية الذي غالبًا ما يتم تثبيته في الدراسات التجريبية، على سبيل المثال إذا أدى الخسارة في وظيفة عضو بيولوجي معين إلى نمط ظاهري غير طبيعي في تجربة المنافسة، فإن هذا العضو هو واحد من العامل المسبب المتورط في تطور النمط الظاهري الطبيعي.

التفسيرات التي تروق لهذا العضو كعامل سببي بارز متعلق بالسياق أو تفسيرية حقًا حتى لو كانت الأعضاء الأخرى المشاركة في النمط الظاهري غير معروفة والسياق الخلوي للعضو لم يتم فهمه بعد، إذا اكتشف علماء النفس أن نفس الآلية تنتج تأثيرات مختلفة في سياقات مختلفة وأن أحد هذه التأثيرات فقط هو هدف البحث، يصبح جزء من سياق الآلية وثيق الصلة معرفيًا ويمكن تضمينه في الشرح.

في المقابل فإن حساب الاختزال النظري ملتزم باستنتاج وصف لظاهرة المستوى الأعلى من المقدمات الجزيئية البحتة؛ من أجل استنتاج بيان مستوى أعلى واحد من باب أولى نظرية المستوى الأعلى الإجمالي في حساب الاختزال البيولوجي في علم النفس، حيث يجب أن تحتوي المباني بالإضافة إلى قوانين المستوى الأدنى على مواصفات إجمالي سياق المستوى الأدنى وكل ميزة لها بعض التأثير السببي.

يمكن أن يتطلب الاختزال البيولوجي التوضيحي تبريرات معينة ترتبط بقواعد غير محددة جزيئيًا، ومنها فإن الاستنتاج المنطقي للاختزال البيولوجي النظري بالتحديد، لا يمكن أن يمر إلا إذا كان السياق السببي الكلي موجودًا في المباني، بل أن التوصيف الجزيئي للسياق الكلي ممكن من حيث المبدأ بسبب الاختزال الوجودي لأي حالة ذات مستوى أعلى، يوجد دائمًا تكوين جزيئي إجمالي يحدد هذه الظاهرة ذات المستوى الأعلى.

3- الإدراك المتعدد لخصائص المستوى الأعلى

بالإضافة إلى علاقة أحد الأطراف بين الأنواع الجزيئية وأنواع المستوى الأعلى، أشار علماء النفس أيضًا إلى وجود علاقات متعدد واحد على أنه تحدٍ للاختزال وهو من مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس، حيث يمكن إنتاج نفس ظاهرة المستوى الأعلى بواسطة عدة آليات جزيئية مختلفة أو يتم تحقيق ظاهرة المستوى الأعلى من خلال أنواع مختلفة من التكوينات الجزيئية مثل الإدراك المتعدد.

تعتبر مشكلة الإدراك المتعدد لخصائص المستويات العالية مشكلة محتملة لكل من الاختزال النظري والاختزال التوضيحي في الاختزال البيولوجي وإن كان بدرجات متفاوتة، وذلك دفاعًا عن نموذجه في الاختزال النظري حيث يكفي تحديد حالة جزيئية كهذه، ويمكن اشتقاق حالة المستوى الأعلى، والتي تحددها الأعضاء الجزيئية منطقيًا من هذه المواصفات الجزيئية لحالة المستوى الأعلى.

في النهاية نجد أن:

1- الاختزال البيولوجي هو نوع من الاختزالية الذي يواجه العديد من التحديات والمشاكل من جميع النواحي النظرية والمعرفية والوجودية؛ لتفسير عمليات الأعضاء الجزئية وكمجموعة.

2- تتمثل مشاكل الاختزال البيولوجي في علم النفس في الاعتماد على السياق للميزات الجزيئية، وأسباب البحث والتفسير التجريبي والإدراك المتعدد لخصائص المستوى الأعلى.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: