مصادر التعلم خارج الفصل لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تتنوع المصادر التي يتم تنفيذها لتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة،ومنها مصارد التعلم خارج الفصل الدراسي والتي تشمل الرحلات التعليمية التي تعمل على توفير جو مناسب لتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً المعارض والمتاحف.

مصادر التعلم خارج الفصل لذوي الاحتياجات الخاصة

1- الرحلات التعليمية

تعتبر الرحلات إحدى الطرق الفعالة التي من الممكن أن توفر للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة فرص مشاهدة مواقف ومشاهدة حقائق، وكذلك دراستها على الطبيعة، ويقصد بهذا أن الرحلات توفر للمواقف التعليمية المدرسية خبرات تعليمية ليس من السهل إحضارها إلى داخل الصف، وتعد الرحلات ويطلق عليها الزيارات الميدانية طريقه من طرق التعليم.

وأيضاً طرق للتثقيف وطرق للترفيه حتى يزداد المتعلم علماً ويزداد معرفة، أو حتى يكتسب خبرة أو يستمتع في الطبيعة سوا من جمال أو من متعة، والرحلة التعليمية هدفها الأساسي إتاحة خبرات تعليمية للطالب خارج جدران المدرسة، ويمكن من خلالها تحقيق أهداف تعليمية معينة، ويمكن تعريفها بأنها نشاط تعليمي مخطط له لأنه يعد جزءاً متكاملاً من عملية التعليم ومن عملية التعلم.

ويقوم به الطلاب خارج جدران الصف؛ بهدف الحصول على خبرات هادفة؛ بهدف تحقيق أغراض تربوية معينة ويحدد المدرس ذو الخبرة مكان الزيارة الميدانية أو مكان الرحلة لما تحتويه ما يثري العملية التعليمية، وكذلك إدراك أسلوب توظيفها في تدريسه وبشكل خاص للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تكون تلك الجولة في البيئة المحلية للطالب؛ بهدف تعريفه العالم الخاص به مثل الوحدة الصحية أو مكتب البريد، أو معارض أو مصانع أو متاحف.

والرحلات التعليمية تعتبر مثلها مثل باقي الوسائل التعليمية، وباقي الأنشطة تزداد ضرورتها التربوية إذا قام الطلاب بدور إيجابي ودور فعال في إعدادها وكذلك في تنفيذها، فيقوم الطلاب بجانب أساسي متكامل في وضع خطة؛ بهدف تنظيم الرحلة، وهذا التنظيم يضمن عملية الإعداد لها وعملية تقويمها، ويفترض أن تتواجد في الرحلة أو في الزيارة التعليمية مجموعة شروط حتى تحقق أهدافها التعليمية.

وأهم تلك الشروط، أن تكون وثيقة الصلة مع أهداف الدرس، أي أنه لابد أن تكون للرحلة أهدافاً تعليمية واضحة وتكون كذلك محددة تتعلق بالمنهج أو تتعلق بالمقرر الدراسي، حتى يكون لها فائدة بالنسبة للفرد المتعلم، أن تكون مثيرة لاهتمام الطلاب ومثيرة كذلك لدافعيتهم، مما يساهم على زيادة رغبتهم في
التعلم عن طريق الأنشطة التي يقومون بها خلال الرحلة.

وأن تكون صادرة من احتياجات الطلاب وتساعد في تطوير شخصياتهم، وتعطي لهم فرص المشاركة الإيجابية وفرصه تحمل المسئولية خلال الإعداد للرحلة وخلال تنظيمها وخلال تنفيذها، أن تتناسب مع خصائص الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ومع طبيعة إعاقتهم وطبيعة قدراتهم ونضجهم، وأن تحقق الأهداف المنشودة منها بما يتلاءم مع التكلفة ويتناسب مع الجهد، والوقت المبذول في التنظيم وفي التنفيذ،.

واختيار الوقت الملائم للقيام بالرحلة بما يتناسب مع المنهج الدراسي، حتى يتم الاستفادة منها في الدرس بصورة مباشرة، وأن تكون للرحلة تخطيط ويكون لها تنظيم ،وكذلك أشراف دقيق يحقق أغراضها التعليمية على صورة مرضية من دون حصول أخطاء بما يمثل عبء على الأفراد المعاقين.

وإسهام الطلاب في إجراءات التخطيط للرحلة وفي تنظيمها، فعلى سبيل المثال يقوم الطلاب بإنشاء تقرير مدعوم بالصور عن مكان الرحلة للاطلاع عليه، وتحصيل الاشتراكات وكذلك للتخطيط للاختيار وطرق النقل، وكيفية تنظيم البرنامج الزمني للرحلة، وكذلك الأهداف التعليمية التي يحققها الفرد المتعلم، فهو يكتسب مهارات ويكتسب خبرات مختلفة خلال الرحلة.

وأهم تلك الخبرات اعتماد الشخص على نفسه من خلال المشاركة في أداء الخدمات، ومن خلال القيام بخدمة نفسه بنفسه، كما أنها تساهم على تكوين الشخصية الاجتماعية من خلال اتصال الشخص في بيئات متنوعة، ذلك الاتصال الذي يجعله متكامل الشخصية، ويكسبه كذلك معارف وصداقات جديدة.

الأهمية التعليمية للرحلات لذوي الاحتياجات الخاصة

تحقق العديد من الأغراض التعليمية التي يمكن أن يصعب الحصول عليها عن طريق أنشطة التعليم التقليدية، مثل القراءة عن حديقة الحيوان أو رؤية صور الحيوانات تتنوع عن مشاهدتها في بيئتها الطبيعية بألوانها وبحركاتها، وكذلك أحجامها الطبيعية، وتجعل الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة مشارکاً نشطاً واعياً يفكر ويلاحظ.

ويتأمل ويستنتج معلومات عن طريق الخبرات المباشرة والخبرات الواقعية التي يمر بها، وفي أغلب الأحيان يقوم الطلاب بجمع العينات من الطبيعة مثل النباتات أو الصخور أو قطع معدنية وفحصها في وقت لاحق، ويستخدم الطلاب حواسه جميعها حتى تمكنه من إدراك صورة حقيقية وصورة متكاملة؛ ونتيجة ذلك يمكن التغلب على الضعف الذي يصدر عن نقص في حاسة معينة على سبيل المثال تعد الرحلة بمثابة الدليل الحي على صدق ما يقرأه الفرد الكفيف في الكتب أو ما يسمعه.

تعطي الفرصة للطلاب للتعرف على خصائص البيئة المحيطة بهم، والتعرف على معطياتها لمساعدتهم على التكيف ومساعدتهم على التعامل مع ما حولهم، ويمر الطالب بخبرات واقعية مألوفة وخبرات مباشرة والتي تعد من أهم متطلبات تصميم المواقف التعليمية للأفراد المعاقين وبشكل خاص الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، ويعتير المعوقون أكثر انطوائياً ويميلون في أغلب الأحيان إلى الانسحاب في المواقف وإلى المشاركة الاجتماعية.

وبالتالي مشاركتهم في تنظيم وفي تنفيذ الرحلات، ويعطي الفرصة لتطوير مهارات الاتصال مع الأفراد الآخرين ومع التفاعل الاجتماعي وتحمل المسؤولية، والحصول على المعلومات وعلى المفاهيم المتعلقة وظيفياً مع الظواهر الطبيعية والظواهر البشرية والظواهر الاجتماعية عن طريق زيارة البيئات المتنوعة.

والتي يعد من أهم متطلبات التعليم للفرد الكفيف، إذ يكتسب خبرات مباشرة مبنية على الإدراك الحسي بدلًا من الألفاظ المجردة، يتم التعلم في موقف تعليمي غير تقليدي، لا يشبه جو المنظم في الفصل الدراسي، مما يؤدي إلى تعلم أفضل وتعلم أعمق.

دور المعلم في إعداد الرحلة التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- التعرف على موقع الزيارة، وكذلك الحصول على قدر كبير من المعلومات عنها ويجب زيارتها قبل الذهاب إليها.

2- الحصول على موافقة إدارة المؤسسة التعليمية، وبشكل خاص أن الرحلات تحتاج الخروج من المدرسة.

3- الاتصال بالمكان الذي سيقوم الطلاب بزيارته، وكذلك الحصول على موافقة المسئولين عن ذلك المكان، والتفاوض على المصاريف المخصصة لدخول ذلك المكان أو المكان المقابل منه،

4- الحصول على موافقة الأهل قبل أشتراك أبنائهم وبشكل خاص الأفراد من ذوي الإعاقات.

5- القيام بالترتيبات المهمة لوسائل الانتقال إلى المكان ووسائل التحرك داخل المكان، وذلك لمراعاة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

6-  إعداد دليل يوزع على الطلاب المشاركين في الرحلة يبين التعليمات الخاصة بالرحلة، وكذلك بأهدافها والأنشطة تعليمية المطلوب القيام بها خلال الرحلة، مع مراعاة استعمال لغة التواصل الملائمة لكل أفراد ذي إعاقة مثل تهجئة الأصابع أو طريقة برايل.


شارك المقالة: