مفهوم الاستشارات الإدارية في العمل المهني

اقرأ في هذا المقال


الإنسان بطبيعته يحتاج للرأي الآخر في العديد من الأمور والمجالات التي تخص حياته ومستقبله القادم، فيكون الإنسان بأمس الحاجة لمن يمد له يد العون ولو برأي ومعلومة صغيرة يستمد منها قراراته النهائية.

مفهوم الاستشارات الإدارية في العمل المهني:

لقد بدأت ملاحظة مفهوم الاستشارات الإدارية في المجال الإداري المهني من خلال (تايلور وجانت) عن طريق استعمالها للطرق والوسائل العلمية في البحوث التي قام بها والتي اهتمت وتناولت أهم الصعوبات والعقبات المهنية في الإدارة المهنية عن طريق البحث عن المشكلات التي تواجه المجالات المهنية، والعمليات الإنتاجية المهنية، والسعي لإيجاد حلول لها، وتعاظم الاهتمام بمفهوم الاستشارات الإدارية نتيجة للصعوبات والمجالات الاقتصادية والإدارية المهنية والبحث عن القرار المناسب لها.

تم تعريف الاستشارات الإدارية في العمل المهني على أنها تجربة مرتبة ومتسلسلة من خلال أفراد مدربين، ولديهم الكفاءة المهنية وخبرة مهنية؛ من أجل مساعدة الإدارة المهنية ومشكلاتها، وتحسين عملياتها المهنية، بواسطة تنفيذ حلول موضوعية معتمدة على معلومات مهنية متخصصة، ومهارات مهنية، وتحليل منظم للحقائق والمعلومات المهنية المتعلقة.

وتعتبر الاستشارات الإدارية في العمل المهني على أنها خدمة معروضة من موظف مهني أو عدة موظفين مؤهلين ومستقلين مهنياً؛ من أجل تحديد وتوضيح العقباتات والصعوبات المتعلقة بالسياسات والأنظمة المهنية الخاصة بالمؤسسة المهنية، والهيئة المهنية والإجراءات، وأساليب الإدارة المهنية المتنوعة، ووضع الإرشادات المهنية والنصائح العلمية المناسبة، والمساعدة في تنفيذ هذه الإرشادات المهنية ومتابعتها بشكل مستمر.

وتعتبر مفهوم الاستشارات الإدارية في العمل المهني على أنها مساعدة المؤسسة المهنية المحدة، والتي يقدمها موظف مهني خبير أو الفريق المهني المتكون من العديد من الأعضاء الذين لديهم كفاءات مهنية وفعالية عالية، وتتمثل في إجراء دراسة للمؤسسة المهنية ومواجهة للمشكلات المهنية التي تعترضها، وتقديم الإرشادات المهنية والنصائح والتوجيههات المهنية المناسبة لها لمواجهة المشكلات المهنية، ومساعدتها في إجراء التوجيهات المهنية المقترحة.

خصائص الاستشارات الإدارية في العمل المهني:

يتمثل مفهوم الاستشارات الإدارية المهنية بالعديد من السمات والصفات الخاصة بها وتميّزها في العمل المهني، وتتمثل من خلال ما يلي:

1- الاستشارة هي مصلحة ذاتية: تتميز الاستشارات الإدارية بنزاهة المستشار المهني وذاتيته في صنع واتخاذ القرارات المهنية وهذه الذاتية تدخله في علاقة مهنية صعبة مع المؤسسة المهنية التي يعمل معها، ومع الموظفين الذين يعملون في تلك المؤسسة المهنية، وهذا يحتم عليه أن يقدم توجيهات وإرشادات مهنية جيدة، وملائمة لجميع الأوضاع في المؤسسة، وأن يكسب ثقة وتعاون أعضائها وأن يشركهم في كل ما يقوم به.

2- الاستشارة هي مصلحة ذات طبيعة تبادلية: لا يتم اختيار الشخص الخاص بمفهوم الاستشارات المهنية لإدارة المؤسسات المهنية أو لاتخاذ القرارات المهنية المميزة نيابة عن الإداريين، فهم مجرد مستشارين، وتقتصر مسؤولياتهم نوعية ونزاهة استشاراتهم، ويتحمل مديرو المؤسسات المهنية جميع المسؤوليات التي تنتج عن تبني الاستشارات.

3- الاستشارة هي مصلحة تشتمل على المعلومات والمهارات المهنية: تتعلق مشكلات الإدارة المهنية بالواقع ومصدر الخبرات المتراكمة والمهارات المهنية والقدرات المهنية واستعمال كل ذلك لتبسيط العملية الإدارية بشكل ينعكس على الهيئة المهنية وعلى الموظفين وعلى نوعية الخدمة المنتجة.

خطوات الاستشارات الإدارية:

تتمثل الاستشارات الإدارية في العديد من الخطوات والإجراءات المترتبة من أجل نجاحها وتحقيقها لأهدافها المهنية، التي تسعى في الوصول إليها، وتتمثل خطوات الاستشارات الإدارية في العمل المهني من خلال ما يلي:

1- تحديد إطار المهمة المهنية: واختيار الشخص الإداري للقيام بها بواسطة إدارة المؤسسة المهنية وتحدث أحياناً تقويمات وتحسينات على المهمة المهنية الأساسية أثناء تنفيذ العملية المهنية.

2- التخطيط المهني: ويقصد بالتخطيط المهني وتحديد السبيل الذي سيسير عليه المستشار وفريق العمل المهني لتحقيق هدف العملية المهنية.

3- جمع المعلومات المهنية: وتتمثل جمع المعلومات المهنية من أفضل خطوات الاستشارات الإدارية؛ لأنها تستغل الجزء الأكبر من زمن الإدارة المهنية وفريق العمل المهني، ومنها تتوقف النتائج والتوجيهات المهنية التي يقدمها في التقرير النهائي.

4- التفسير ووضع التوجيهات المهنية: تتمثل هذه الخطوة في التأكد من أن المعلومات المهنية اللازمة للعملية المهنية قد أصبحت متواجدة، وبعدها تفسيرها، وتقديم أفضل التوجيههات والإرشادات المهنية والنصائح.

5- التطبيق والمتابعة المهنية: تتمثل هذه الخطوة في تطبيق التوجيهات والإرشادات المهنية بعد الإنتهاء منها مباشرة، لأنه إذا تعدة مدة طويلة بدون تطبيقها، فإنه ربما تتغير المواقف المهنية، أو تتغير الإدارة المهنية أو الموظفين، فلا تطبق التوجيهات المهنية أبداً وتذهب الجهود.


شارك المقالة: