مفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تم وصف الجمل التحليلية مثل أطباء الأطفال هم أطباء، تاريخيًا على أنها صحيحة بحكم معاني كلماتهم وحدها أو يمكن أن تكون كذلك فقط من خلال معرفة تلك المعاني، هذه تتناقض مع الجمل التركيبية الأكثر شيوعًا مثل أطباء الأطفال أذكياء التي تعبر عن المعرفة الذين تعتمد حقيقتهم أيضًا على معرفة الثروات الدنيوية لأطباء الأطفال مثلاً وهذا ما يتم تمييزه من خلال مفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس.

مفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس

كان العديد من علماء النفس يأملون في أن الضرورة الواضحة والحالة المسبقة لادعاءات المنطق والتمييز والكثير من علماء النفس يمكن تفسيرها من خلال ادعاءاتهم التحليلية، وفهمنا لمعنى الادعاءات يشرح سبب ظهورها على أنها صحيحة في الكل، وعوالم محتملة ومعرفة أن تكون كذلك، بشكل مستقل عن التجربة، قاد هذا الرأي الكثيرين منهم إلى اعتبار التمييز يتكون في جزء كبير منه في تحليل معاني الادعاءات والكلمات والمفاهيم ذات الصلة، أي شرط الشروط التي كانت ضرورية بشكل فردي وكافية بشكل مشترك لتطبيق كلمة أو مفهوم.

على الرغم من وجود بوادر للمفهوم التحليلي المعاصر في التمييز وعلاقات الأفكار، فإن المفهوم الذي يهتم بالعديد من علماء النفس حاليًا له جذوره في نقد العقل الصافي في جميع الأحكام التي يتم فيها التفكير في علاقة الموضوع بالمسند إذا اعتبرت الأحكام الإيجابية فقط؛ لأن التطبيق على الأحكام السلبية سهل، فإن هذه العلاقة ممكنة بطريقتين مختلفتين، إما أن المسند ينتمي إلى الموضوع باعتباره شيئًا موجودًا سراً، أو إذا كان واحد منهم يعتمد على الثاني على الرغم من التأكد من ارتباطه به، في الحالة الأولى يسمي الحكم التحليلي وفي الحالة الثانية تركيبية.

حاول بعض علماء النفس والفلاسفة مثل إيمانويل كانط توضيح استعارة الاحتواء للتمييز التحليلي والتركيبي بطريقتين، لكي يرى أن أيًا من المجموعة صحيحة هناك حاجة إلى تحليل المفهوم، أي أن يصبح الفرد مدركًا للموقف الذي يفكر فيه دائمًا، من أجل مواجهة أي شيء فيه ويستند عليه، كما أكد جيرولد كاتز (1988) فإن هذا التعريف يختلف اختلافًا كبيرًا عن فكرة الاحتواء في جاذبيته لأسلوب الإثبات القوي بالتناقض، سيشمل التمييز التحليلي جميع النتائج الاستنتاجية اللانهائية لمطالبة معينة، ولا يمكن اعتبار العديد منها بشكل معقول على أنها واردة في المفهوم المعبر عنه في المطالبة.

كان أحد الأسباب التي قد تجعل بعض علماء النفس لم يلاحظوا الاختلافات بين توصيفاتهم المختلفة للتمييز التحليلي هو أن مفهومهم للمنطق يبدو أنه اقتصر على القياس المنطقي الأرسطي، وبالتالي لم يشمل الموارد الكاملة للمنطق الحديث، حيث أننا نرى الاختلافات بين التوصيفين أصبحت أكثر وضوحاً من خلال التمييز التركيبي، في الواقع ، يرسم إيمانويل كانط فئة التحليل بشكل رئيسي من أجل مقارنتها مع ما يعتبره التصنيف الأكثر أهمية للتمييز التركيبي، والذي يعتقد أنه ليس محصورًا كما قد يفترض المرء في البداية على المنهج التجريبي فقط.

في تطورات المفهوم التحليلي والتركيبي لمفهوم التمييز في علم النفس تم نقد إيمانويل كانط من خلال ملاحظة العديد من المشكلات في استعارة الاحتواء، حيث يتوجب تحرير المعيار من الاقتراحات النفسية، أو الادعاءات حول مجرد عمليات التفكير العرضي للمفكرين، بدلاً من الادعاءات حول الحقيقة والتبرير اللذين يفترض أنهما محل خلاف مع التحليل، على وجه الخصوص فإن مجرد الارتباطات ليست دائمًا مسائل ذات مغزى فالكثير من الناس عند التفكير قد يفكرون تلقائيًا في الاكتشاف مثلاً، أو عند التفكير في الرقم سبعة الذي لا يسعهم إلا التفكير فيه بشأن الرقم الذي يشير هذا، لكن من المؤكد أنه ليس تحليليًا أن الرقم مطابق لرقم.

حاول بعض علماء النفس معالجة الموقف من خلال إعادة التفكير تمامًا في أسس المنطق في التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس، وتطوير ما نفكر فيه الآن على أنه منطق رمزي حديث، تم تحديد لغة رسمية دقيقة تمامًا، أي لغة تتميز بشكل قياسي وتعابيرها ، ووضع بعناية حسابًا لنحو ودلالات ما يسمى بالثوابت المنطقية مثل بعض الكلمات التركيبية المختصرة مثل كلمة بعض أو كل.

وتوضح هذه كيفية التقاط فئة واسعة جدًا من الاستنتاجات الصالحة التي تحتوي عليها، إن الحديث بدقة عن كيفية تحديد الثوابت أمر مثير للجدل، ولكن على الأقل تقريبًا وبشكل حدسي يمكن اعتبارها أجزاء من اللغة لا تشير أو تعمل بشكل مرجعي، بهدف الإشارة إلى شيء ما في العالم، بالطريقة التي تستخدمها الأسماء العادية والأفعال يبدو أن الصفات والظروف وحروف الجر تفعل.

مشاكل مفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس

تتمثل مشاكل مفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- مفارقة التحليل

لماذا يجب أن تكون التحليلات ذات فائدة يمكن تصورها؟ بعد كل شيء إذا كان التحليل يتألف من توفير تعريف للتعبير، فيجب أن يوفر مرادفًا له، وهذا إذن يجب أن يكون غير مفيد تمامًا إذا تم تحليل الأخ على أنه شقيق ذكر مرادف المفترض، فعندئذ فإن الادعاء الإخوة هم أشقاء ذكور يجب أن تكون مرادفة للإخوة هم إخوة، والتفكير في أن لا يختلف أحدهم عن التفكير في الآخر، لكن بصرف النظر عن مثل هذه الحالات البسيطة مثل الأخ والعازب، إذا نجحت التحليلات المقترحة فإنها غالبًا ما تبدو غير واضحة تمامًا وغنية بالمعلومات النفسية.

هذا هو تناقض أو مفارقة التحليل والذي يمكن اعتباره كامنًا في انتقال المعرفيين أنفسهم من تركيزهم (1884) على التعاريف إلى مذهبهم الأكثر إثارة للجدل (1892) عن المعنى، حيث يتم تمييز كل من الحواس إذا وفقط إذا يمكن أن يفكر في فكرة تحتوي على أحدهما دون الآخر، إذا حافظت التحليلات أو التعريفات على المعنى، فعندئذ على عكس حالة كلما فكر المرء في الاستدلال، يجب على المرء أن يفكر في الدفاعات، ويبدو من الممكن تمامًا التفكير في الدفاع، على سبيل المثال الرقم دون التفكير في المحددات التفصيلية التي قدمها علم الرياضيات.

يمكن اعتبار هذه المشكلات حتى الآن على أنها تقنية نسبيًا، والتي يمكن إجراء مزيد من التحركات الفنية داخل البرنامج لها، على سبيل المثال يمكن للمرء أن يميز أكثر في نظرية المعنى بين محتوى التعبير والمركبة اللغوية المحددة المستخدمة لتعبيرها، ربما يميز بين المحتوى المشروط بالحقيقة للتعبير ودوره الخاص، أو الطابع في نظام اللغة، على غرار التمييز الذي قدمه ديفيد كابلان (1989) للتعامل مع التعبيرات الفهرسة والتوضيحية.

2- مشاكل التمييز المنطقي

على الرغم من أن السعي وراء برنامج التمييز المنطقي أنتج عددًا كبيرًا من الأفكار حول طبيعة الرياضيات الخاصة بمفهوم التمييز التحليلي والتركيبي في علم النفس، فقد ظهر عدد من الصعوبات الخطيرة في ذلك، حيث أنه منذ البداية كانت هناك بالطبع مشكلة الحقائق المنطقية نفسها.

وإن مجرد قولها إنها قوانين الحقيقة لا يبدو أنه يشرح كيف يمكننا معرفتها مسبقًا، لكنها ربما تكون أيضًا تحليلية تنطوي على نوع من القبول الضمني لقواعد معينة لمجرد قبول أنماط معينة من التفكير، لكن أي اقتراح من هذا القبيل يجب أن يأخذ في الحسبان الانتهاكات المتكررة والواضحة في كثير من الأحيان لقواعد المنطق في التفكير الخاطئ وفي الكلام العادي، وكذلك النزاعات حول قوانين المنطق من النوع الذي أثير.


شارك المقالة: