مفهوم الضغوط المهنية وعناصرها

اقرأ في هذا المقال


من منّا لا يتعرض للكثير من الضغوطات سواء في حياته الشخصية أو حياته المهنية، الكثير يعتقد أنَّ الضغوطات المهنية نهاية طريقه في النجاح ولا يستطيع الاستمرار في تحقيقه، أمَّا البعض من الأفراد المميزين الذين مهما واجهتهم صعوبات ومشاكل وضغوط يحاولون دائماً النهوض والاستمرار في سبيل تحقيقهم لطموحاتهم وأهدافهم واكتسابهم للمكانة المرموقة في المجتمع.

مفهوم الضغوط المهنية

يُقصد بالضغوط المهنية أنَّها المشاعر الانفعالية التي تتملك الفرد خلال العمل والتي تكون بسبب المشاكل والصعوبات التي تواجه الفرد عند القيام بالمهام المهنية المطلوبة منه، تختلف هذه الضغوط المهنية حسب قدرات الأفراد ومهاراتهم، فالأفراد ذوي الكفاءة العالية في العمل تكون هذه الضغوط غير مؤثرة بدرجة الأفراد الذين تكون خبرتهم وكفاءتهم قليلة وخاصَّة الموظفين الجُدد.

يشير مصطلح “الضغوط المهنية” إلى التوتر والقلق الذي يشعر به الأفراد نتيجة للتحديات والمتطلبات المرتبطة بوظائفهم. قد تكون هذه الضغوط ناجمة عن عوامل داخلية تتعلق ببيئة العمل أو خارجية تتعلق بالحياة الشخصية، ولكنها تؤثر بشكل مباشر على قدرة الموظف على الأداء بفعالية والشعور بالرضا المهني. يُنظر إلى الضغوط المهنية على أنها تفاعل بين متطلبات العمل وإمكانيات الموظف، حيث تظهر هذه الضغوط عندما تكون المتطلبات أعلى من قدراته أو موارده.

ما هي عناصر الضغوط المهنية

للضغوط المهنية التي تواجه الأفراد داخل المجالات المهنية التي يعملون بها عناصر معينة، تتمثل عناصر الضغوط المهنية بما يلي:

المثيرات: يتمثل هذا العنصر بالمُسببات والمعيقات التي تأتي من ورائها الضغوط المهنية، فمن الممكن أن تكون الأسباب بكثرة المهام الموكلة للفرد، أو بسبب عدم تناسب مهارة الفرد مع العمل الذي يقوم به وغيرها.

الاستجابة: يتمثل هذا العنصر بمدى تأثر الفرد بالضغوطات المهنية، ويختلف مستوى الاستجابة من فرد لآخر فالبعض يواجهها بصعوبة والبعض يواجهها بقوة وتحمُّل.

الاندماج: يتمثل هذا العنصر بالنتائج التي تؤدي إليها الضغوطات المهنية.

التأثيرات السلبية للضغوط المهنية

الضغوط المهنية لها تأثيرات كبيرة على الموظفين، وتتمثل هذه التأثيرات في عدة جوانب:

  • الصحة النفسية والجسدية: الضغوط المستمرة تؤدي إلى مشاكل صحية مثل القلق، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. كما قد تؤثر على جهاز المناعة، مما يجعل الموظف أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

  • الأداء الوظيفي: عندما يكون الموظف تحت ضغط مستمر، يتأثر تركيزه وقدرته على اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة الأخطاء في العمل.

  • العلاقات في بيئة العمل: يمكن أن تؤدي الضغوط المهنية إلى توتر العلاقات بين الزملاء، مما يخلق بيئة عمل غير صحية ويؤثر سلبًا على التعاون والانسجام داخل الفريق.

  • الرضا المهني: الشعور المستمر بالضغط والتوتر يؤثر على مستوى الرضا المهني لدى الموظف، مما قد يدفعه للتفكير في ترك العمل أو البحث عن وظيفة أخرى أكثر استقرارًا وراحة.

كيفية التعامل مع الضغوط المهنية

توجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للتخفيف من حدة الضغوط المهنية، ومنها:

  • إدارة الوقت: يُساعد تنظيم الوقت وتحديد الأولويات على تقليل التوتر الناتج عن تراكم المهام، ويمنح الموظف شعورًا بالسيطرة على عمله.

  • طلب الدعم: التحدث مع الزملاء أو الإدارة حول التحديات التي يواجهها الموظف يمكن أن يساعد في إيجاد حلول للمشكلات وتقليل الشعور بالضغط.

  • ممارسة الاسترخاء: تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، والتمارين الرياضية، تساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة النفسية والجسدية.

  • تطوير المهارات: تطوير المهارات الشخصية والمهنية يساعد الموظف على التعامل بشكل أفضل مع متطلبات العمل ويزيد من شعوره بالكفاءة والرضا.

  • الاهتمام بالتوازن بين العمل والحياة: محاولة الفصل بين العمل والحياة الشخصية، وتخصيص وقت للراحة والأنشطة الترفيهية، يُساعد في تقليل الضغط وتحقيق توازن صحي.

الضغوط المهنية هي جزء طبيعي من بيئة العمل، لكنها تصبح مشكلة عندما تتجاوز قدرة الفرد على التعامل معها، مما يؤثر على صحته وأدائه بشكل سلبي. من الضروري التعرف على مصادر هذه الضغوط والعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة للتخفيف منها، لضمان بيئة عمل صحية ومتوازنة تحفز على الإنتاجية والرضا المهني.


شارك المقالة: