لقد أحدثت التطوّرات والتغييرات الواسعة في مجال التكنولوجيا والثورات الصناعية تطوّرات وتغيرات سريعة في طبيعة سوق العمل المهني، وقد أظهر ذلك أسلوب وطريقة غير تقليدية من طرق وأساليب العمل المهني، حيث أوجد التطوّر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مساحة عمل افتراضية، وفتحت مجال للعمل بشكل حر عبر الإنترنت.
مفهوم العمل المهني الحر عبر الإنترنت:
يعبَر العمل المهني الحر عبر الإنترنت عن الوظيفة والمهنة التي يتم القيام بها وإنجاز مهامها المهنية وأنشطتها المهنية بطريقة مستقلة، من خلال العمل بشكل فردي بدون التفاعل مع موظفين آخرين، بحيث يكون الموظف ذو صفات وخصائص استقلالية فلا يعمل لصالح أحد بل لنفسه وحسابه الخاص به، وفي هذا النمط من العمل المهني يقوم الموظف بتقديم الخدمات المهنية للعملاء عبر منصات خاصة بالعمل المهني من خلال شبكة الإنترنت.
يعتبر العمل المهني الحر عبر الإنترنت من الأعمال والوظائف غير المستقرة ولا تعطي للموظف حقوق مهنية كاملة مثل العمل المهني العادي، بحيث يفتقر هذا النوع من العمل المهني إلى جميع الحقوق المحفوظة للموظفين، وخاصة الافتقار للشعور بالأمن المهني والاستقرار المهني؛ لأن العمل المهني الحر عبر الإنترنت هو مجرد عقد عمل لا يدوم لوقت طويل وهذا النوع من العمل يعتبر من العمليات المهنية الخطيرة التي تهدد طريق الفرد من ناحية تحديد المستقبل المهني من حيث النجاح أو الفشل.
متطلبات العمل المهني الحر عبر الإنترنت:
يعتبر نمط العمل المهني الحر عبر الإنترنت من الأنماط المهنية الذي يحتاج للعديد من المتطلبات والشروط؛ من أجل النجاح به بنسبة تزيد من العوائد الإنتاجية المهنية والعوائد الماديّة على الموظف بمثل هذا النمط من العمل المهني، وتتمثل متطلبات العمل المهني الحر عبر الإنترنت من خلال ما يلي:
- يجب أن يكون الفرد الراغب بمثل هذا النمط من العمل المهني الحر أن يكون ذو مهارات مهنية متعددة، مثل مهارة إدارة العمل ومهارة إدارة الوقت ومهارة الحوار والإقناع وغيرها.
- بناء شبكة كبيرة وقوية من العلاقات المهنية والشخصية التي توسع حلقة العمل المهني.
- القدرة على الابتكار والإبداع المهني، فلا بدَّ من التغيير والتحديث وعدم اتباع ما هو تقليدي.