مناهج البحث:
كلمة مناهج البحث تعبر عن الطرق والوسائل التي يقوم كل باحث وكل فرد مهتم بالسلوك فيها من أجل تحديد وجمع العديد من البيانات والمعلومات النهائية الخاصة بالبحث الراغب به الفرد تعتبر هذه الطرق والوسائل متنوعة ومختلفة؛ وذلك بسبب تنوع واختلاف الظواهر والظروف والمواقف التي هي محل البحث او الدراسة والمجالات التي يطرقها الباحث ويسير بها من أجل تحقيق الغاية المتفق عليها والوصول الى الحقيقة النهائية.
تعبر مناهج البحث عن أنماط معينة مثل العصف الذهني المستمر؛ لانه يقود إلى نتائج كشفية مؤثرة ويعتبر وسيلة لإحداث تغييرات وتطورات على مستوى الحياة المعرفية في جميع الجوانب ومن ثم التقدم الإنساني وتحقيق مستوى أفضل من الرفاهية والقدرة على التعامل مع الإشكاليات الحيوية.
تمثل مناهج البحث طريقة منظمة ومرتبة؛ من أجل تطوير المعرفة وتحقيق أكبر استفادة ممكنه من الموارد المتاحة، وهي مهمه للباحثين وعلماء النفس بشكل كبير؛ لأنها ترفض الشغف في المعرفة وحب الاستطلاع لديهم فقط، فضلاً عن المتعة الشخصية التي يشعرها الباحث في رحلته البحثية ولا تخلو منها اي مرحلة فهو يشعر بالشغف أثناء عملية البحث العلمي ويشعر بالإنجاز المميز عند الوصول الى اكتشاف ما يسعى إلى اكتشافه.
مناهج البحث المهمة في علم النفس:
يستند علماء النفس إلى العديد من المناهج العلمية التي تقوم بتزويدهم بأفضل الوسائل والطرق التي تجعلهم أكثر إتقان وتميز في مجالات علم النفس المتنوعة، وتتمثل مناهج البحث المهمة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المنهج التدريبي: يقصد بهذا المنهج التدريبي في علم النفس بأنه دراسة موجهة ومقصودة لمجموعة من المتغيرات والعلاقات المركبة التي تفسر بواسطة الضبط والتحكم والتدريب، بحيث يتضح هذا المنهج بالاعتماد على الاختبارات العملية الواضحة والتنفيذ العملي لكل مايتم استدلاله او الخروج به نظرياً، بحيث يعد ضمن اعتق المناهج في البحث في العلمي النفسي واكثرها صدق؛ لأنه يجعل من التدريب والمشاهد الفعلية لعوائدها الفيصل في الحالة البحثية المطروحة.
يتميز هذا المنهج بالصدق والموضوعية؛ لأنه يعتمد بصورة كبيرة على الملاحظة العلمية والعملية الدقيقة القائمة على التطبيق والتنفيذ والتجريب اكثر من فترة مما يثبت أو يلغي صدق نتائج أي نظرية من نظريات علم النفس المعينة ويحول النتيجة المثبتة في النهاية الى قوانين علمية ثابتة قابلة للتطبيق والتنفيذ والبناء عليها والتعميم، ومن الجدير بالذكر ان المنهج التجريبي له الكثير من الفوائد والهائله في كافة المجالات العلميه ومجالات علوم النفس بوجه خاص ومع ذلك لا يمكن الاعتماد عليه بشكل فردي؛ لأن معظم السلوكيات والظواهر النفسيه لا يمكن إخضاعها التجربه التطبيق بشكل مباشر.
2- المنهج الشخصي: يأتي المنهج الشخصي المتبع في علم النفس من ضمن أعتق المناهج البحثية المستخدمة بحيث اتبعها الفرد في في شتى محاولاته وفي دراسة السلوك البشري، بحيث يمكن الاتكال على هذا المنهج كمصدر للمعلومات ولاتخاذ من نفس الشخص عينه لاجراء بحث من خلال الاهتمام بمراقبة نفسه وملاحظة سلوكياته وردود فعله وتسمى هذه الملاحظات الشخصية بالملاحظات الباطنية أو المراقبة الداخلية أو التأمل الباطني للفرد ويركز هذا المنهج على دراسة الشعور الذي يمر به الفرد ويتأثر به عن طريق متابعة المصادر المتنوعة.
من عيوب هذا المنهج الشخصي أنه يعتمد على قدره الفرد في التحليل والتقدير والوصف والتطبيق والذي يجعل الثقة في البحث والتحليل نسبية وليست مطلقة، ولا يصح من خلالها التعميم فضلاً عن هذا فإن الأمور التي يمكن أن تخضع لإجراء البحث التأمل الباطني محدودة جداً ومن ثم فإنها تعطي نتائج محدودة وأحياناً غير صحيحة.
3- المنهج الوصفي: يتمثل هذا المنهج في الاهتمام بقضية تقديم وصف حول الظاهرة التي تعتبر محل البحث أو الدراسة في علم النفس، وذلك عن طريق محاولة فهم وتحديد تفاصيلها وجزئياتها الدقيقة وخصائصها، كما يعتمد بشكل اساسي على قدره البحث على صياغة فرضيات بحث في رسم ووضع أسئلة محددة وظاهرة وإشكاليات محددة فضلاً عن إدراك كافة محددات البحث والتي تضم كافه المحددات المكانية والزمانية والإنسانية، بالاضافة إلى عينة البحث التي يتم إجراء الدراسة عليها، ويتوقف نجاح هذا المنهج الوصفي في الوصول إلى الحقائق العلمية النفسية على استخدام مجموعة من الآليات والاستعانة بعدة أدوات منها الاستمارة ودراسة الحالة والمقابلات والاستبيان والحوار وغيره.