موقع صعوبات التعلم بين فئات التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


موقع صعوبات التعلم بين فئات التربية الخاصة

لقد كان اهتمام التربية الخاصة إلى وقتنا الحالي تقريباً معتمداً على الأفراد الذين يواجهون مشكلات تعليمية، ترجع  لأسباب الإعاقات بجميع أنواعها، ووضعت هذه الفئات برامج؛ بهدف تدريبهم وتعليمهم بعد أن قاموا بوضع التعليمات والقواعد لتصنيفهم، أما الأفراد الذين لم يتعلموا في المدرسة وليس صماً أو مكفوفين أو غيرهم، فقد حرموا من هذة البرامج لأن مشكلتهم غير واضحة.

وبعد أن قاموا باعتماد صعوبات التعلم على أنها تعتبر فئة من فئات التربية الخاصة غير تقليدية، فقد بدأ الاهتمام بها وتم وضع البرامج الخاصة لها، وبالإضافة إلى القواعد الخاصة بتصنيف الأفراد الذين يعانون منها، وتوجب الحديث هنا إلى الإختلاف ما بين بطء التعلم وبين صعوبات التعلم، إذ أن السمة الأساسية للأفراد بطيئي التعلم هي قلة درجة الذكاء التي تكون ما بين (70-90) عدا أن خصائصهم الجسمية والانفعالية والعقلية تختلف عن خصائص الأفراد ذوي صعوبات التعلم.

تاريخ الاهتمام بصعوبات التعلم

يعتبر مجال صعوبات التعلم حديث نسبياً، ولكن المصطلحات الأساسية التي يستند عليها لا تعتبر جديدة فقد تعامل معها الأخصائيون والتربويون والأطباء منذ وقت طويل، ولقد كانت بداية هذا الميدان في اسهامات أخصائي الأعصاب الذين عملوا دراسة لفقدان اللغة عند الكبار الذين لديهم إصابات في المخي، وقام علماء النفس العصبي باتباعهم في ذلك، وبعدهم أخصائي العيون الذين اهتموا على عدم قدرة الأفراد في تطوير اللغة أو تطور التهجئة أو تطور القراءة.

وهناك مجموعة من أهم الإنجازات التي قدمها علماء الأعصاب، وعلماء نفس الأعصاب في شرح مشكلة الأفراد الذين يعانون ذوي صعوبات التعلم، وكذلك إسهاماتهم في تقديم الإجراءات العلاجية الملائمة لهم:

1- إسهامات علم الأعصاب في دراسة العجز اللغوية

إن أول من ركز على اضطرابات التعلم هو علم الأعصاب، إذ كان يطلب من الأطباء أخصائي الأعصاب، أن يقوموا بعمل تشخيص، وكذلك معالجة حالات الصعوبة في القراءة والكتابة والكلام الناجمة عن الإصابات المخية، إن هناك إسهامات عديدة للعلماء في طب الأعصاب، ومثال على ذلك من يحاول تحديد العلاقة ما بين الإصابة المخية وبين اضطرابات اللغة التي يطلق عليها (الحبسة).

وكذلك بعض العلماء عملوا على تحديد جزء من الفص الصدغي الأيسر الذي يوجد في الدماغ، التي وظيفتها فهم الألفاظ والأصوات والقيام بربطها باللغة المكتوبة، وكذلك وضح البعض على تواجد أنواع مختلفة من العجز اللغوي، والتي تحتوي على فقدان الامكانية على الكلام والقراءة والكتابة.

2- إسهامات علماء نفس الأعصاب

ولقد لاحظ جزء من الأطباء الذين عملوا مع الكثير من أفراد المدارس، الذين يواجهون مشكلة صعوبات التعلم في القراءة، أن عدد ضئيل جداً من الأفراد الذين تم تحويلهم؛ نتيجة فشلهم في عملية القراءة كانوا يواجهون عجز بصري، وقد استخلص أن سبب هذا الفشل غير ناجم عن مشکلات بصرية فسيولوجية.

وأيضاً قاموا بتوضيح فكرة إن صعوبات التعلم تعود إلى عدم سيطرة أحد جانبي الدماغ، وكما أن العلماء قد شاركوا في توضيح مشكلة الأفراد ذوي صعوبات التعلم، فقد شاركوا كذلك في اقتراح وتحسين إجراءات علاجية ملائمة تحت ما يطلق علية التربية العلاجية، والتي كانت تهتم  بتطوير الحواس وتعمل على تنميتها.

وقد ركز جزء من العلماء على أن التربية والمعرفة يتم تعلمها عن طريق الحواس، والتي يستلزم تطويرها، بالإضافة إلى تطوير الجهاز العصبي المركزي ومعالجة جوانب الضعف فيه، ولقد تم اقتراح عدد من البرامج التربوية التي تهدف إلى تحسين الجهاز العصبي، وكذلك الحواس وتطوير قدرات الفرد الذاتية على تفريق الألوان والمسافات والأشكال.

وكذلك تدريب القدرات البصرية والسمعية والتمييز الأوزان والتمييز اللمسي، وتطوير مهارات الاستماع والكتابة والقراءة والكلام بصور علاجية، كما ويعد عالم النفس (ألفرد بينيه) له شهرة واسعة في جانب  القياس والتربية العلاجية.

أما في جزء من المجتمعات، فقد تم تحسين سلسلة من الإجراءات العلاجية شارك فيها العديد من العلماء في القرن العشرين، وجزء منهم من كان له الفضل الأكبر في ظهور میدان صعوبات التعلم (الفرد ستراوس)، ولقد عمل العالم (كروكشانك) على التوسع والاستمرار في جانب العمل الذي قام به (ستراوس)، عندما عمل مع الأفراد الذين يعانون من إصابات مخية وشلل دماغي.

وبعض العلماء قاموا بتطوير برنامج علاجي تم إنشاء بشكل خاص، لتطوير القدرات البصرية الإدراكية، قد قام بتطوير مقیاس (بوردر) للإدراك، وإضافة إلى ذلك تطوير أنشطة علاجية؛ بهدف تقييم  ومعالجة صعوبات الإدراك الحركي.


شارك المقالة: